توم هانكس.. نجم الأوسكار الذي خطف القلوب بصدقه وعفويته

ياسمين سعد
توم هانكس

بصدق وعفوية نجح توم هانكس في أن يرسم له مكانة خاصة في قلوب الجماهير، فكيف أصبح النجم العالمي صديق لمشاهده؟


يتوهج نجم الفنان الأمريكي توم هانكس كلما تقدم به العمر، فانتقل من الأفلام الكوميدية الرومانسية إلى مرحلة النضج في تقديم الشخصيات الدرامية المميزة.

وتجاوزت محبة الجمهور لهانكس مرحلة الشعبية، فيشعر من يراه بأنه جزء من قصته الشخصية، وطوال مسيرته الفنية التي بدأها في السبعينيات لم يخذل جمهوره، فأبكاه معه على كرة ممزقة في فيلم “كاست أواي”، وخطف القلوب بعفويته في “فورست جامب”، وكان المنقذ الحكيم في “كابتن فيليبس”.

الأمل والتفاؤل

رأي الملايين من الأشخاص أنفسهم في هانكس، الذي استطاع خلال مسيرته الفنية الطويلة أن يعبر عن القيم الأساسية للإنسان بذكاء، فقدم دور الرجل الشريف في فيلم فيلادلفيا، وقدم شخصيته الأشهر في فيلم فوريست جامب، التي أنتج منها نسخة هندية مؤخرًا وطُرح من خلالها العديد من الإشكاليات المجتمعية بكل براءة وهدوء.

وقدم هانكس لعشاقه جرعات أمل متفاوتة، من خلال مجموعة من الأعمال التي حفر من خلالها اسمه في عالم السينما، فاستعرض حكمة التعامل مع العدو من خلال فيلم Saving Private Ryan، وناقش مفهوم الوحدة من منظور واسع في فيلمه “كاست أواي”، إلى جانب الكثير من الأعمال الأخرى التي قدم فيها جرعة مكثفة لمعان مختلفة في الحياة.

لقطة من فيلم كاست أواي

لقطة من فيلم كاست أواي

شخصية ذات ثقة

على مدار السنوات، ومنذ أول ظهور له على الشاشة لم يقف هانكس عند مرحلة معينة، وإنما حرص على تطوير ملامح شخصيته وأدائه باستمرار، وهو ما جعله يقترب أكثر من قلوب محبيه، ليخرج عن كونه مجرد ممثل محترف، بل أصبح صديقًا لمشاهده، ذلك أنه مقنع إلى حد الذوبان في شخصيته التمثيلية.

واستطاع أن يصل هانكس إلى جموع المعجبين من أنحاء العالم بمختلف الفئات، عندما قدم أفلام رسوم متحركة تناسب جميع الأعمار، مثل شخصية وودي الشهيرة في سلسلة أفلام حكاية لعبة، فبراعة هانكس ليست فقط في أدائه أمام الكاميرا في أدواره التي جسدها بحرفية، وإنما أيضًا في احترامه لعقلية الجمهور.

الخطأ غير الشر

على الرغم من مفاجأته للجمهور مؤخرًا بتقديم شخصية تصنف على أنها شريرة، وهي شخصية توم باركر، مدير أعمال الفنان الراحل إلفيس بريسلي في فيلم يحكي قصة حياة النجم الأخير، فإن هانكس نجح في استخلاص جانب متفائل للشخصية، ليضفي عليها روحه بداخلها، فتقبلها منه الجمهور.

وعن هذه الشخصية قال هانكس لصحيفة نيويورك تايمز: “أنا لا أحب الحقد على الأشخاص، بل كل ما أركز عليه هو تحفيزهم، فيمكننا القول بكل أريحية إن توم باركر مخطئ في مواقف معينة، ولكننا لا يمكن أن نحكم عليه بأنه إنسان سيئ في المجمل، وأرى أننا يجب أن نركز على الدرس المستفاد من التجارب السيئة لنصبح أفضل في المستقبل”.

لقطة من فيلم إلفيس

لقطة من فيلم إلفيس

نضج فني

أكد هانكس أنه لم يصبح نجمًا بين ليلة وضحاها، مشيرًا إلى أنه عمل بالفن لفترة طويلة حتى استطاع أن يفرق بين الأعمال الجيدة والسيئة، وأصبح لديه النضج الكافي ليقول لا، فلم يكن نجم الأوسكار يوافق فقط على ما يعرض عليه، وإنما وضع جمهوره في الحسبان ليختار أعماله بانتقائية.

وأوضح هانكس أنه قدم العديد من الأفلام الكوميدية الرومانسية، حتى تشبع منها فاكتفى بما أبدع فيها، مشيرًا إلى أنه بحث عن نصوص تمثل الفنان الذي يسكن بداخله، وهنا بدأ في تنويع أدواره بدءًا من فيلم A League of their Own وحتى آخر أعماله فيلم بينوكيو.

نسخة مختلفة

مؤخرًا تصدّر هانكس حديث الجمهور عن السينما بعد الإعلان عن فيلمه بينوكيو، وأعرب هانكس في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام الأمريكية، عن حبه لتقديم شخصية جيبيتو في الفيلم الشهير، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر له كان تقديم نسخة مختلفة من جيبيتو عما قدم في السابق، نسخة حية يشعر بها الناس، وتبث الأمل والتفاؤل في قلوبهم.

وحصل هانكس على الإشادات من الجمهور والنقاد على دوره في فيلميه الأخيرين إلفيس وبينوكيو، ليستكمل بذلك هانكس مسيرة فنية كبيرة ومتميزة، بدأها في السبعينات وتوّجها بجائزتي أوسكار و4 جوائز جولدن جلوب، فضلًا عن الكثير من الجوائز الأخرى التي توجت مسيرته.

بوستر فيلم بينوكيو

بوستر فيلم بينوكيو

ربما يعجبك أيضا