“تيد” بالعربي منصة إلكترونية منبوذة تحت الرعاية القطرية

هالة عبدالرحمن
كتبت – هالة عبدالرحمن

تحاول قطر السيطرة على المنصات الإعلامية في العالم العربي لبث أفكارها المتطرفة، فبعد محاولتها إنشاء شبكة إعلامية ضخمة لمهاجمة الأنظمة ودعم المجموعات المتطرفة وزعزعة استقرار البلدان، تحاول قطر استخدام منصة “تيد” الإلكترونية لتحقيق أهدافها.

وكشفت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومؤتمر تيد، عن مبادرة مشتركة لمدة عامين تحمل اسم “تيد بالعربي” في يوليو الماضي.

يذكر أن تيد اختصار لتكنولوجيا وترفيه وتصميم ، تحمل نسخته العالمية سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الأفكار الجديدة والمتميزة للعالم وترعاها “مؤسسة سابلنج الأمريكية” وهي مؤسسة غير ربحية خاصة شعارها “أفكار تستحق الانتشار”.

وتأسست تيد بنسختها العالمية في عام 1984 كحدث لمرة واحدة. وقد بدأ المؤتمر السنوي في عام 1990، في مونتري، كاليفورنيا. كان تركيز تيد المبكر على التكنولوجيا والتصميم متوافقاً مع نشأتها في وادي السيليكون. وتعقد الفعاليات اليوم في “لونج بيتش” و”لونج سبرنج” في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا مترافقة مع بث حي للمحادثات التي تتناول مجموعة واسعة من المواضيع في مجال البحث والممارسة العملية للعلم والثقافة، ويتم ذلك غالباً بطريقة سرد القصص.

ويعطى المتحدثون 18 دقيقة كحد أقصى لعرض أفكارهم في أكثر الوسائل ابتكاراً وإثارة للاهتمام. تتضمن قائمة المتحدثين السابقين بيل كلينتون، جين جودل، مالكوم جلادويل، آل غور، جوردون براون، ريتشارد داوكينز، بيل جيتس، المربي سلمان خان، مؤسسا غوغل لاري بيج وسيرجي برين، والعديد من الفائزين بجائزة نوبل.

وتوفر مؤتمرات تيد ، منظمة غير ربحية، للمشاهدة المجانية على الإنترنت برخصة التشارك الإبداعي على موقع “تيد دوت كوم”، وذلك منذ عام 2006.. وقد تم ترجمة المقاطع الي مختلف اللغات من بينها اللغة العربية. بلغ عدد المحادثات المتاحة على الإنترنت في نوفمبر 2011 أكثر من ألفٍ وخمسمائة محاضرة. وبحلول يونيو 2009 كانت هذه المحاضرات قد شوهدت خمسين مليون مرة. قفز هذا الرقم إلى خمسمائة مليون بحلول يوليو 2011، ما يظهر جمهوراً ينمو باستمرار.

يُنشر على موقع تيد الإلكتروني أفضل الخطب والعروض من تيد وشركائه للعالم، مجانًا. يوجد الآن أكثر من 900 خطبة تيد ويتم إضافة المزيد أسبوعيًا. جميع الخطب مترجمة باللغة الإنجليزية والعديد منها مترجم بلغات آخرى.

بينما لم تحظ النسخة العربية تحت الرعاية القطرية بنفس عدد المشاركات والمساهمات من الباحثين والمفكرين العرب وعزوف الشباب عن مشاهدة أو المشاركة بأفكار داخل “تيد” بالعربي.

وكان بيان صادر عن مؤسسة قطر، ذكر أنه من خلال شراكة مؤسسة قطر وتيد تم تخصيص منصة رقمية تحتوي على مكتبة غنية بموضوعات تهم العالم الناطق بالعربية وتتضمن المحتوى الخاص بهذه المبادرة، كما ستضم المكتبة محتوى مؤتمر تيد الأصلي، والمترجم، ومقالات المدونة، إضافة إلى فيديوهات ودروس تيد- إيد، وغيرها من المحتويات ذات الصلة.

تعمل المبادرة المشتركة لمدة عامين  حاملة اسم ” تيد بالعربي”، وهي في الأصل منصة عالمية تستقطب المفكرين والباحثين والفنانين وصنّاع التغيير في العالم الناطق باللغة العربية، بهدف توفير الفرصة لهم لمشاركة أفكارهم مع جمهور أوسع.

حذر عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، من استخدام موقع تيد النسخة العربية، مع الإبقاء على متابعة النسخة الدولية منه، وذلك بعد دخول دولة قطر في شراكة الموقع لمدة عامين، لاستقطاب أصحاب الرأي وبث الأفكار المسمومة من خلال الموقع.

وشدد خبراء على أن سيطرة دولة قطر على واحد من أكبر المواقع التي تطرح الآراء والأفكار، عملية لبث الأفكار المسمومة والمتطرفة في الشباب العربى، وذلك بعد الشراكة القطرية مع النسخة العربية للموقع.

وأوضح الخبراء خطورة استخدام موقع “تيد” النسخة العربية بوضعها الحالي بعد دخول قطر في الشراكة، حيث من المفترض أن يكون الموقع دون توجه أو رأي يحمل وجهة نظر معينة، أما مع دخول قطر فهو أصبح يمتلك توجهات فكرية لدولة داعمة للإرهاب.

واقترح عدد من الخبراء استخدام ومشاهدة الأفكار والمناقشات التى تتم على النسخة الدولية، من موقع  “تيد” والاستفادة منها بدلا من منصة تحمل أفكارا داعمة للإرهاب ومتطرفة وتتحكم فيها دولة معروف عنها مساندتها وتمويلها للإرهاب وتحتضن الآراء المتطرفة.

ربما يعجبك أيضا