دعم التوصل لهدنة في غزة.. إيران واستراتيجية الحفاظ على المكاسب

من الأحمر إلى المتوسط.. إيران تضغط للتوصل إلى هدنة في غزة

يوسف بنده
رفح قطاع غزة

تسعى طهران إلى الحفاظ على مكاسبها التي حققتها بكسر عزلتها الإقليمية منذ مصالحتها مع السعودية ودول الخليج، ولا تريد أن تتسبب حرب غزة في إعادتها إلى مربع القطيعة مع الدول العربية.


باركت إيران موافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الاثنين 6 مايو 2024، على مقترحات مصر وقطر للتوصل لهدنة في غزة.

لكن إسرائيل لم تتوقف عن استخدام آلة الضغط العسكرية، وهو ما يوسع من احتمالية اتساع دائرة الحرب، إذ تصر على القضاء على حماس، ظنًا منها أن منطقة رفح هي آخر معاقلها وبها الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.

اقرأ أيضًا: قبل اجتماع مجلس الحكام.. مدير الوكالة الذرية من طهران إلى فيينا

558398 893

الحوثي أداة ضغط إيرانية

من البحر الأحمر إلى المتوسط

في إطار مفهوم وحدة الساحات الذي أطلقته طهران لمساندة غزة، وقيام جماعة الحوثي الموالية لإيران باستهداف السفن الإسرائيلية العابرة من مياه البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، بدأت إيران توسع من دائرة استهداف السفن والموانئ الإسرائيلية إلى منطقة البحر المتوسط، في ظل إصرار إسرائيل على اجتياح مدينة رفح المحاذية للحدود المصرية.

فقد صرح القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، بمناسبة أربعين مقتل الجنرال زاهدي وكبار مستشاري إيران في قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، أمس الثلاثاء 7 مايو: “يجب إغلاق جميع طرق نفوذ وتسلل الأعداء، هذا هو منطقنا، فنحن نغلق الطريق أمام العدو في شرق البحر الأبيض المتوسط ونوسع نطاق المواجهة من أجل إحباط العدو”، حسبما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية.

اقرأ أيضًاحان وقت الدبلوماسية.. طهران عين على المفاوضات النووية ويد على الزناد

وتأتي تصريحات سلامي بعدما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية في بيان نشرته وكالة “سبأ” التابعة لهم، الجمعة الماضية 3 مايو، بدء تنفيذ ما أطلقوا عليه “المرحلة الرابعة من التصعيد”، لاستهداف جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، بما يشمل القادمة من البحر المتوسط.

اقرأ أيضًا: جروسي في مؤتمر أصفهان النووي.. هل يرفع الغرب عقوباته عن طهران؟

ايران والفصائل

وقف الحرب في مقابل التهدئة

يبدو أن إيران مستمرة في استراتيجية وحدة الساحات طالما الحرب دائرة في غزة، بسقف عدم انزلاقها في حرب مباشرة مع إسرائيل، فقد قال سلامي: “نغلق الطريق على العدو في شرق المتوسط، ونوسع الجبهة إلى أن يتفكك العدو”.

وقد كررت طهران استراتيجيتها على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس الثلاثاء، بأن وقف الحرب في غزة في مقابل توقف الفصائل الموالية عن استهداف إسرائيل.

فقد صرح كنعاني، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا): “كما أعلنا مررًا، إن مفتاح استعادة الهدوء للمنطقة هو الوقف الفوري بدون قيد أو شرط للحرب على الشعب الفلسطيني”.

اقرأ أيضًافي أوقات عصيبة.. تلميحات من «الذرية الدولية» وطهران بشأن السلاح النووي

امیرعبداللهیان

عبداللهيان خلال مؤتمر صحفي

اتصالات مع الغرب

وفق تقارير إعلامية إيرانية، منها صحيفة “اعتماد”، الاثنين 6 مايو، فإن هناك اتصالات متبادلة بين واشنطن وطهران لدعم إيقاف الحرب في غزة.

وحسب وكالة “إيسنا” الإيرانية، اليوم الأربعاء 8 مايو، ألمح وزير الخارجية الإيرانية، حسين عبداللهيان إلى تلك الاتصالات خلال مؤتمر صحفي، فقد قال: “هناك اتفاق غير مكتوب مع الأطراف الغربية بشأن التركيز على الهدنة في غزة، وهناك وعود غربية بالتحرك نحو ذلك، واليوم نشهد أثارًا إيجابية لامكانية نجاح ذلك”.

اقرأ أيضًابعد انتهاء التصعيد في المنطقة.. همهمات نووية بين واشنطن وطهران

لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني في جامبيا

لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره الإيراني في جامبيا

استراتيجية الحفاظ على المكاسب

تسعى طهران إلى الحفاظ على مكاسبها التي حققتها بكسر عزلتها الإقليمية منذ مصالحتها مع السعودية ودول الخليج، وقد أشار تقرير صحيفة “اعتماد”، أن الولايات المتحدة طلبت من طهران دعم المفاوضات التي تستضيفها القاهرة للتوصل لهدنة في غزة.

وقد كشف عبد اللهيان خلال تصريحاته اليوم الأربعاء عن استراتيجية الحفاظ على المكاسب التي أطلقتها إيران منذ تلك المصالحة، ففي إطار تحقيق المكاسب من دعم المفاوضات التي تستضيفها القاهرة، قال إن “إيران ومصر على مسار استعادة العلاقات بين البلدين وعودتها إلى مسارها الطبيعي”.

اقرأ أيضًاجروسي إلى طهران.. هل تستعد إيران للعودة إلى المفاوضات النووية؟

وبالنسبة لدول الجوار المتضررة من تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، أوضح وزير الخارجية الإيرانية، أن طهران كانت حريصة على عدم خسارتها مصالحها مع دول جوارها في الخليج والوطن العربي أثناء عملية الانتقام من إسرائيل، ردًا على قصف قنصليتها في دمشق.

وأضاف عبداللهيان: “أعلنا لدول الجوار وللولايات المتحدة الأمريكية، أن هدف إيران ليس جيرانها أو أمريكا، بل مُعاقبة الكيان الإسرائيلي على ممارسته المعارضة للقانون الدولي الذي يمنع استهداف المقرات الدبلوماسية”.

ربما يعجبك أيضا