في أوقات عصيبة.. تلميحات من «الذرية الدولية» وطهران بشأن السلاح النووي

خامنئي: إيران لن تقبل بتعطيل برنامجها النووي

يوسف بنده

عودة واشنطن إلى تشديد العقوبات على طهران، وكذلك التصريحات من داخل إيران المثيرة للقلق من برنامجها النووي، هدفها هو ممارسة الضغط المتبادل في إطار الحديث عن عودة للمفاوضات النووية.


ما أعلنه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من اقتراب إيران من تصنيع قنبلة نووية، قد أثار الكثير من المخاوف الأمنية والسياسية.

قال جروسي في مقابلة مع شبكة “دويتشه فيله” الألمانية، إن “إيران على بعد أسابيع قليلة من الحصول على ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة ذرية”، نافيًا في الوقت نفسه إمكانية الاستنتاج بشكل مباشر أنها تمتلك أسلحة نووية أو ستحصل عليها خلال الأسابيع المقبلة.

اقرأ أيضًا: حان وقت الدبلوماسية.. طهران عين على المفاوضات النووية ويد على الزناد

جروسي رافائيل

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي

أوقات عصيبة

تأتي تصريحات المدير العام للذرية الدولية في وقت عصيب، إذ تتعالى أصوات التهديد بين إيران وإسرائيل، ما أشاع المخاوف من أن تسعى إيران نحو السلاح النووي، وأن تتراجع إيران عن سياستها السلمية نحو التكنولوجيا النووية.

وكانت وكالة رويترز، في 16 نوفمبر 2023، قد نشرت أن التقارير السرية للوكالة الدولية للطاقة الذرية تكشف أن إيران تملك من اليورانيوم المُخصب بنسبة 60% ما يكفي لصنع 3 قنابل نووية.

وكان الرئيس السابق للذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قد أثار الجدل بعد تصريحاته في فبراير 2024، بأن بلاده لديها القدرة على تصنيع السلاح النووي.

اقرأ أيضًابعد انتهاء التصعيد في المنطقة.. همهمات نووية بين واشنطن وطهران

أسبوع واحد

تتزايد المخاوف من الوصول إلى “إيران النووية”، بعدما كتب البرلماني الإيراني، جواد كريمي قدوسي، على منصة إكس، الاثنين 22 أبريل، أنه “إذا صدر الإذن، فأسبوع واحد يكفي لإجراء اختبار أول قنبلة نووية في إيران”.

ثم توالت تصريحات كريمي قدوسي، المحسوب على جناح المحافظين، لكنه عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، ما وضع تصريحات في محل الاهتمام، حيث قال في مقطع فيديو نشره على منصة إكس: “قال الخبراء لنا إن إيران تحتاج إلى نصف يوم لإنتاج اليورانيوم بنسبة 90%، وهو الوقود الأساسي لرأس حربي نووي”.

اقرأ أيضًاإيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

وكان المتحدث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، قد نفي في مؤتمره الأسبوعي، الاثنين الماضي، أن يكون هناك أي مراجعة للسياسة النووية لإيران في أعقاب هجوم أصفهان، قائلًا: “الأسلحة النووية ليس لها أي مكان في استراتيجية الدفاع الإيرانية، وأن برنامجنا النووي سوف يستمر وفقًا للقواعد الدولية”.

اقرأ أيضًاللحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

كريمي قدوسي

كريمي قدوسي

زيارة جروسي

حسب وكالة “مهر” الإيرانية، أمس الثلاثاء، 23 أبريل، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه سيزور طهران في وقت قريب.

وقد اتهم النائب الإيراني، عوض حيد بور، في حوار مع موقع “فردان نيوز”، اليوم الأربعاء 24 أبريل، كريمي قدوسي بإطلاق تصريحات تضر بالأمن القومي الإيراني، وإثارة المخاوف من سلوك إيران عشية زيارة مدير الذرية الدولية إلى طهران.

اقرأ أيضًاانتقام إيران لقصف قنصليتها.. ما الدلالات؟

ایران-و-آمریکا

ایران-و-آمریکا

في أعتاب المفاوضات النووية

تأتي تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، المثيرة للمخاوف من البرنامج النووي الإيراني في أعتاب الحديث عن رسائل متبادلة بين واشنطن وطهران بشأن العودة للمفاوضات النووية بين الطرفين في إطار إعادة التهدئة للمنطقة.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد كشفت أن البعثة الأممية لإيران في نيويورك تقوم بعملية اتصال مع الجانب الأمريكي من أجل التمهيد للعودة إلى طاولة المحادثات نووية في إطار رفع العقوبات عن طهران.

ويبدو أن عودة واشنطن إلى تشديد العقوبات على طهران في إطار سياسة “أقصى ضغط”، وكذلك التصريحات من داخل إيران المثيرة للقلق من برنامجها النووي، هدفها هو ممارسة الضغط المتبادل في إطار الحديث عن عودة للمفاوضات النووية.

اقرأ أيضًاتعالي أصوات التهديد.. رد إسرائيلي محتمل على هجوم إيران

إصرار على البرنامج النووي

كذلك بعث المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، برسالة في إطار المسألة النووية، خلال كلمته بمناسبة أسبوع العمل والعمال في إيران، اليوم الأربعاء، فقد أكد استمرار إيران في برنامجها النووي، متهمًا الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “تريد تعطيل البرنامج الإيراني النووي مثلما فعلت مع دول في شمال إفريقيا”.

وتشير تصريحات المرشد الأعلى إلى وضعه قواعد للمفاوضات مع الولايات المتحدة، أساسها أن طهران لن تقبل بتجميد برنامجها النووي، أي لا عودة للوراء.

اقرأ أيضًاانتقام حكيم.. إيران تطلق وابل صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل

كما أشاد خامنئي خلال خطابه للعمال، بتقدم إيران في القطاع العسكري والتسليحي”، قائلًا: “هذا التقدم قد أظهر نفسه وحيّر العدو، وتساءلوا كيف لإيران أن تنتج هذا الكم من الأسلحة في ظل العقوبات، وإن شاء الله، سيزداد هذا الحجم أكثر فأكثر، وسننتج أسلحة متطورة أكثر في المستقبل”.

وفي إطار المُحادثات النووية، هاجمت صحيفة “كيهان”، المُقربة من معسكر المرشد الأعلى، الدعوات المطالبة بعودة طهران إلى المحادثات النووية، متهمة محاولة إحياء الاتفاق النووي بأنها بمثابة صب للخرسانة في قلب محرك البرنامج النووي الإيراني.

ربما يعجبك أيضا