بعد تهديدات واشنطن.. إيران تلوح بالتراجع عن استراتيجيتها النووية

تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل ينذر بحرب نووية

يوسف بنده

"من الممكن والمتصور مراجعة العقيدة والسياسات النووية لجمهورية إيران الإسلامية والانحراف عن الاعتبارات المعلنة في الماضي".


لا تزال التهديدات الإسرائيلية قائمة بالرد على الضربة الإيرانية الانتقامية، وهو ما ينذر بحرب إقليمية تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لوأدها.

ومن المتوقع أن يتم الرد الإسرائيلي قبل انقضاء موعد الفصح اليهودي، الذي يبدأ يوم مساء الاثنين المقبل وينتهي بعد منتصف الليل في 30 أبريل الجاري.

اقرأ أيضًا: العقوبات الغربية على إيران.. ما التأثير على أسواق النفط؟

Screenshot 2024 04 18 162826

مقال جوبايدن على صحيفة وول ستريت جورنال

تصعيد أمريكي

يبدو أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يواجه ضغوطًا داخلية بشأن ملفي أوكرانيا وإسرائيل في وقت غير مناسب، إذ أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية على الأبواب، فكتب بايدن مقالاً على صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأربعاء 17 إبريل 2024 تحت عنوان “لحظة الحقيقة بشأن أوكرانيا وإسرائيل”.

وفي الصحيفة الأمريكية، أراد بايدن الديموقراطي، أن يجدد موقفه من هذين الملفين، وقال: “يحتاج كلا البلدين بشكل عاجل إلى مساعدات الولايات المتحدة للدفاع عن نفسيهما ضد الخصوم الوقحين الذين يسعون إلى إبادتهما”.

اقرأ أيضًاإيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

اقرأ أيضًاللحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

وذهب الرئيس الأمريكي، إلى حد التهديد بدخول الحرب، فكتب: “الولايات المتحدة قد تنجر إلى الحرب إذا صعدت إيران هجومها على إسرائيل بشكل كبير”. لكن السياسة التي اتبعتها واشنطن ضد روسيا في حربها ضد أوكرانيا ستضع مقارنات وأسئلة كثيرة حول تفاوت الموقف الأمريكي بين أوكرانيا وإسرائيل.

وفي مقابلة مع شبكة الجزيرة القطرية، الخميس 18 أبريل 2024، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الجنرال باتريك رايدر، إن رد تل أبيب المتوقع على إيران “قرار سيادي لإسرائيل”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن واشنطن لن تتردد في الدفاع عن إسرائيل وحماية قواتها في المنطقة.

اقرأ أيضًاخشية من استراتيجية الرد المباشر.. هل تقايض إسرائيل انتقامها مقابل حظر الحرس الثوري؟

اقرأ أيضًاانتهت عملية انتقام إيران.. أمريكا في المنتصف وتحذيرات من الرد المضاد

قائد فيلق الحماية والأمن للمراكز النووية في الحرس الثوري الإيراني العميد الركن أحمد حق طلب

قائد فيلق الحماية والأمن للمراكز النووية في الحرس الثوري الإيراني العميد الركن أحمد حق طلب

تصعيد إيراني

تتوالى التصريحات الإيرانية المحذرة من الرد الإسرائيلي، التي تكشف عن استعداد داخل إيران أيضًا للتصدي لأي ضربة قد توجهها إسرائيل.

فحسب تقرير وكالة تسنيم الإيرانية، أمس الخميس، فقد أكد قائد فيلق الحماية والأمن للمراكز النووية في الحرس الثوري، العميد أحمد حق طلب، أن بلاده مستعدة لمواجهة أي تهديد من النظام الصهيوني في أراضي إيران الشاسعة».

اقرأ أيضًاانتقام حكيم.. إيران تطلق وابل صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل

اقرأ أيضًاانتقام إيران لقصف قنصليتها.. ما الدلالات؟

وأضاف حق طلب: “تم تحديد المراكز النووية للعدو الصهيوني وتوفير المعلومات اللازمة عن كل الأهداف”. وذكر أنه «إذا أراد النظام الصهيوني اتخاذ إجراء ضد مراكزنا ومنشآتنا النووية فإنه سيواجه رد فعلنا بالتأكيد وسيتم مهاجمته وتشغيله لمواجهة الأسلحة المتقدمة للمراكز النووية للنظام».

وفي إشارة إلى التصعيد النووي، أكد العسكري الإيراني: “إذا كان النظام الصهيوني المزيف استخدم التهديد بمهاجمة المراكز النووية في بلادنا كأداة للضغط على إيران، فمن الممكن والمتصور مراجعة العقيدة والسياسات النووية لجمهورية إيران الإسلامية والانحراف عن الاعتبارات المعلنة في الماضي”.

اقرأ أيضًاخطط لعزل إيران وجهود للوساطة.. قوى إقليمية ودولية تسارع لمنع الانزلاق إلى الهاوية

احتفالات الجيش في ايران

احتفالات الجيش في ايران

تراجع استراتيجية الصبر

قبل أن تقوم إيران بهجومها التحذيري على إسرائيل، ليل السبت 13 أبريل 2024، كانت تمارس سياسة الصبر الإستراتيجي، التي أكدت عدم الدخول في حرب مع إسرائيل طالما هي لم تختر توقيتها، وقد أثبتت ذلك خلال اندلاع معركة طوفان الأقصى والحرب الدائرة في غزة.

لكن بعد التهديدات الإسرائيلية، خرجت تصريحات إيرانية تدل على تراجع إيران عن استراتيجيتها، فقد أكد قائد القوات البرية الإيرانية، العميد كيومرث حيدري، خلال احتفالات يوم الجيش، أن: “عصر اضرب واهرب قد ولى”.

اقرأ أيضًاتعالي أصوات التهديد.. رد إسرائيلي محتمل على هجوم إيران

رئيسي وبوتين

رئيسي وبوتين

وساطة روسية وشروط

وسط مخاوف إقليمية ودولية من اندلاع حرب إقليمية بين إيران وإسرائيل، كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، أمس الخميس، عن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عرض خلال اتصاله بنظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، توسُّط روسيا للتهدئة بين طهران وتل أبيب ولجم التصعيد الحاصل في المنطقة، مضيفًا أن رئيسي أبدى عدم معارضة بلاده لتلك الوساطة.

ونقلت الصحيفة الكويتية نقلًا عن مصدر في مكتب الرئيس الإيراني، أن طهران وضعت 3 شروط أمام موسكو للاستجابة لوساطتها، وهي: 1- عدم رد إسرائيل على هجومها 2- السماح لها بتركيب دفاعات جوية في سوريا 3- حيازتها قطعًا لتشغيل مقاتلات “سو 35” للدفاع عن أجوائها التي تسلمتها من روسيا.

اقرأ أيضًالمنع اتساع دائرة الحرب.. واشنطن حريصة على تجنب طهران الخطأ

ربما يعجبك أيضا