انتهت عملية انتقام إيران.. أمريكا في المنتصف وتحذيرات من الرد المضاد

مخاوف من الرد الإسرائيلي المضاد.. أمريكا في المنتصف وتحذيرات إيرانية

يوسف بنده

تأتي التحذيرات الإيرانية المتتالية للتأكيد على محدودية توقيت العملية الانتقامية، وأنها قد انتهت وفق التخطيط الحكيم الذي تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى إقليمية.


قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، إن عملية “الوعد الصادق” تم تنفيذها منذ البارحة وحتى صباح اليوم الأحد 14 إبريل 2024، وحققت أهدافها كافة.

وحسب تقرير وكالة ايسنا الإيرانية، أكد باقري أن الهجوم الانتقامي ركز على استهداف مركز استخباراتي على مرتفعات جبل الشيخ، بالإضافة إلى قاعدة “نفاتيم” الجوية في منطقة صحراء النقب، التي انطلقت منها عملية قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

اقرأ أيضًا: انتقام حكيم.. إيران تطلق وابل صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل

لحظات انطلاق عملية الحرس الثوري الإيراني من قاعدة النبي الأكرم وإطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي المحتلة.

رد حكيم

مثلما أكدت تصريحات باقري أن عملية الانتقام قد انتهت، أكد أيضًا على مسألة الرد الحكيم، بهدف عدم اتساع دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط، فقال: “قدرتنا تصل إلى تنفيذ عملية بقدرات أكبر، ولكن سعينا إلى تنفيذها على مستوى المعاقبة، ولم نستهدف مراكزهم الاقتصادية والسكانية، حتى يدرك العدو أن ممارستهم لن تمر دون رد”.

وتابع رئيس الأركان الإيرانية: “أمريكا على عكس ما أعلنت، كانت على علم بعملية دمشق، وقد أعطت الضوء الأخضر لتلك العملية، وقد حاولت إحباط عملية انتقامنا، لكنها لم تستطع، ومن وجهة نظرنا فإن عمليتنا قد حققت أهدافها كاملة، ولا نريد استمرارها”.

اقرأ أيضًا: انتقام إيران لقصف قنصليتها.. ما الدلالات؟

وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان: لم نستهدف أي مكان مأهول بالسكان، والعملية كانت مجرد عقاب

تحذيرات من الرد المضاد

توالت التحذيرات الإيرانية على مستويات عدة من الرد الإسرائيلي المضاد، فقد أكد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني في رسالة إلى مجلس الأمن: “لو قام الكيان الإسرائيلي بأي عدوان عسكري جديد، فإن رد إيران سيكون بالتأكيد أقوى وأكثر حزمًا”، حسبما نشرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية، اليوم الأحد.

أيضًا، صرح القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أنه “يجب على الكيان الصهيوني أن يعيد حساباته إذا قام بأي رد فعل، فمن المؤكد أن رد إيران سيكون أصعب بكثير بناءً على هذه التجربة الجديدة التي اكتسبناها”.

الهجوم الإيراني على إسرائيل

كذلك، أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن “أي مغامرات صهيونية جديدة ستقابل برد أقوى وأكثر حزمًا”، وتأتي هذه التحذيرات الإيرانية المتتالية للتأكيد على محدودية توقيت العملية الانتقامية، وأنها قد انتهت وفق التخطيط الحكيم الذي تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وقوى إقليمية، خشيةً من اتساع دائرة الحرب في المنطقة.

اقرأ أيضًا: لمنع اتساع دائرة الحرب.. واشنطن حريصة على تجنب طهران الخطأ

قائد الجيش الإيراني، اللواء عبدالرحيم موسوي: إذا أصر النظام الصهيوني على الأعمال العدوانية، فسوف يواجه عقوبة أشد وأشد

أمريكا في المنتصف

يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لا تريد خسارة المزيد وهي تستعد لخوض انتخابات الرئاسة القادمة، فحسب موقع أكسيوس الأمريكي، اليوم الأحد، فقد أبلغ بايدن، رئيسَ الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي ضد إيران.

كذلك، نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الأحد، عن مصدر قوله إن بايدن أبلغ نتنياهو، أنه “يجب عليه اعتبار الليلة فوزا لأن التقييم الحالي للولايات المتحدة هو أن الهجمات الإيرانية كانت غير ناجحة إلى حد كبير وأظهرت القدرة العسكرية المتفوقة لإسرائيل”. وتابع المسؤول الأمريكي أن بايدن أوضح لنتنياهو أن الولايات المتحدة “لن تشارك في أي عمليات هجومية ضد إيران”.

اقرأ أيضًا: للحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

ويبدو أن واشنطن حريصة في خطابها الرسمي على عدم الصدام مع طهران بما يعرض قواتها في المنطقة لعمليات انتقامية من جانب مليشيات إيران، وكذلك تسعى للحفاظ على المعادلة التي أقرتها مع طهران بالحفاظ على عدم اتساع دائرة الحرب وحدود الانتقام في إطار الرد الحكيم.

اقرأ أيضًاواشنطن بين طهران وتل أبيب.. هل تغيّرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

تمت عملية الانتقام الإيرانية-الوعد الصادق- بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وتحت إشراف هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وبإسناد ومرافقة من الجيش ومساندة وزارة الدفاع الإيرانية.

تهديد إسرائيلي بالرد

رددت وسائل إعلام إسرائيلية، ومنها القناة 14، أن “الرد على إيران سيكون قريبا جدًا”، لا استبعاد أن تنتقم إسرائيل أيضًا، حفاظًا على هيبتها الإقليمية، ولكن ذلك يحدده مدى الخسائر التي تكبدتها، لا سيما البشرية منها.

وقد قال وزير الأمن الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن “الدفاعات الإسرائيلية كانت قوية والآن يجب توجيه هجوم ساحق ضد إيران”.

اقرأ أيضًاإيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

لكن إدارة الولايات المتحدة للهجوم الإيراني، تشير إلى تنسيق أيضًا مع إسرائيل، ما يعني أن إمكانية الرد الإسرائيلي على إيران قد تقلصت في ضوء نتيجة الهجوم، حيث تعلن إسرائيل أنها قد تصدت لها بنسبة 99%، وكذلك في ضوء الموقف الأمريكي الذي يخشى من تورط الولايات المتحدة في حرب إقليمية بين إيران وإسرائيل.

لكن تظل احتمالية الرد المضاد موجودة، فإن إيران تستمر في حظر الطيران في أجوائها، بهدف ترقب أي عملية انتقامية قد تقدم عليها إسرائيل.

الصفعة القادمة أشد

جدارية في ميدان فلسطين بطهران بعد عملية الانتقام: الرد القادم أشد!

ربما يعجبك أيضا