واشنطن تتوقع انتقام طهران من تل أبيب.. لكن بشكل حكيم

في إطار مقايضة المكاسب.. واشنطن تقود الجهود لإثناء طهران عن انتقامها

يوسف بنده

تتوقع الولايات المتحدة هجومًا من إيران على إسرائيل لكنه لن يكون كبيرًا بما يكفي لجر واشنطن إلى الحرب.


لا تزال المنطقة تترقب التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، على خلفية وعيد طهران بالانتقام لقصف قنصليتها في دمشق.

ويبدو أن طهران مصممة على الانتقام في إطار الرد الحكيم، إذ تضع الأولوية لاستراتيجيتها بعدم الانجراف إلى حرب لم تختر توقيتها مع إسرائيل، ولذلك تصر على إنهاء الحرب الدائرة في غزة.

اقرأ أيضًا: إيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

6015731

توعد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، بمعاقبة إسرائيل

تأكيد على الانتقام

خلال خطبة صلاة عيد الفطر في طهران، الأربعاء 10 إبريل 2024، توعد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، بمعاقبة إسرائيل. وقال خامنئي وهو متكئ على سلاحه: “عندما هاجموا قنصليتنا هذا يعني أنهم يهاجمون أرضنا.. هذا يعتبر من الأعراف الدولية في العالم الكيان الخبيث ارتكب خطأ في هذه المسالة ويجب معاقبته على ذلك.. وسيتم معاقبته”، حسبما نقل موقع خامنئي.

وكتبت الصحفية الأمريكية، لارا روزن، على موقعها دبلوماتيك، الخميس 11 إبريل، أن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن رد إيران، في أي وقت من الآن وحتى الأسبوع المقبل.

اقرأ أيضًاعبداللهيان إلى دمشق.. بين حتمية الانتقام والمقايضة بالمكاسب

حذر أمريكي

حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الجمعة 12 إبريل، فقد فرضت الولايات المتحدة قيودًا على حركة دبلوماسييها في إسرائيل بسبب مخاوف أمنية، وفق ما أعلنت سفارتها، وسط تزايد المخاوف من انتقام إيران.

وقالت السفارة في إشعار «بدافع الحذر الشديد، يُمنع موظفو الحكومة الأمريكية وأفراد عائلاتهم من السفر الشخصي» خارج مناطق تل أبيب والقدس وبئر السبع «حتى إشعار آخر».

وحسب تقرير لرويترز اليوم الجمعة، قال مسؤول أمريكي في وقت متأخر من إن الولايات المتحدة تتوقع هجومًا من إيران على إسرائيل لكنه لن يكون كبيرًا بما يكفي لجر واشنطن إلى الحرب.

اقرأ أيضًاقصف القنصلية الإيرانية.. خامنئي يتوعد بالرد وروسيا متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل

67481348 1004

المرشد الأعلى، علي خامنئي

رد محدود وملائم

أظهرت طهران مقدمات لتبرير انتقامها من إسرائيل، فقد أعلنت بعثة إيران بالأمم المتحدة، على منصة “إكس”: “لو كان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد ندد بالعمل العدواني المستحق للتوبيخ من جانب النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق ثم جعل الجناة يمثلون أمام العدالة، لكان من الممكن أن تجنب معاقبة إيران لهذا النظام المارق”.

ويبدو أن طهران كانت تنتظر موقفًا غربيًا داعمًا لها في إطار مقايضة ضربتها الانتقامية، فقد كتب وزير خارجيتها، حسين عبداللهيان عبر منصة “إكس” عن مباحثاته مع وزراء خارجية الدول الثلاث (ألمانيا وبريطانيا وأستراليا): “عندما يكون مجلس الأمن عاجزًا عن إصدار بيان يدين الهجوم الإرهابي على السفارة الإيرانية في دمشق، عندئذ فإن الدفاع المشروع بهدف معاقبة المعتدي يشكل ضرورة”.

اقرأ أيضًامهمة صعبة.. من ينتقم لإيران بعد استهداف قنصليتها؟

وأضاف: “طهران لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب، لكن عودة الأمن المستدام في غرب آسيا مرتبطة باحتواء قادة إسرائيل، ووقف الحرب في غزة والضفة”، مطالباً الدول الثلاث بإعلان “موقف واضح” وإدانة الهجوم الإسرائيلي على القنصلية في دمشق.

وحسب موقع أكسيوس الأمريكي، الخميس 11 إبريل، فقد أعرب وزير الخارجية الإيراني في اتصال هاتفي مع نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، عن عزم إيران الرد على قصف إسرائيل لقنصليتها، بـ”طريقة ملائمة ومحدودة”.

اقرأ أيضًاللحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

Screenshot 2024 04 12 001036

بيان بعثة إيران بالأمم المتحدة

ضغوط أمريكية

أخذت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتكثيف خطواتها لإقناع طهران بالعدول عن خطتها للانتقام من إسرائيل، فحسب تقرير وكالة ارنا الإيرانية، أمس الخميس، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير: “نقلنا لإيران أن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور في الضربة التي وقعت في دمشق، وحذّرنا إيران من استخدام هذا الهجوم كذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة أو لمهاجمة المنشآت أو الأفراد الأمريكيين”.

أيضًا، يعمل مبعوثون أمريكيون بشكل عاجل لمحاولة تخفيف التوتر في المنطقة، فحسب تقرير رويترز، أمس الخميس، اتصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، بوزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والعراق ليطلب منهم تسليم رسالة إلى إيران تحثها على خفض التوترات مع تل أبيب.

اقرأ أيضًاعبداللهيان إلى مسقط.. هل تمهد إيران لضربتها إقليميًا؟

وحسب موقع أكسيوس، فإن مكالمة وزير الخارجية الإيراني مع نظيرته الألمانية، استمرت 90 دقيقة، ما يشير إلى تحركات غربية حثيثة خشية من اندلاع حرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط.

وكذلك دعت روسيا كافة البلدان في الشرق الأوسط إلى التحلي بضبط النفس ومنع انزلاق المنطقة نحو الفوضى، وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) إن بلاده لم تتلق أي طلبات بالتوسط بين إسرائيل وإيران لكنه وصف الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق بأنه انتهاك لكافة مبادئ القانون الدولي، حسبما نقلت رويترز.

اقرأ أيضًاواشنطن بين طهران وتل أبيب.. هل تغيّرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟

ربما يعجبك أيضا