خطط لعزل إيران وجهود للوساطة.. قوى إقليمية ودولية تسارع لمنع الانزلاق إلى الهاوية

ليست الخشية من رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني، بل دخول المنطقة في دائرة مفرغة من الضربات المتبادلة، بما يضع دولها تحت رحمة الصراع بين الطرفين.

لذلك، تسارع جهود إقليمية ودولية إلى إقناع الطرفين بالتوقف عن سياسة تبادل الضربات بما يعزز من احتمالية اتساع دائرة الحرب في المنطقة، خاصة أن القوى الغربية ليس لديها رفاهية الوقت للدفاع مجددًا عن إسرائيل ومنع وصول الصواريخ الإيرانية إليها.

مطالبة تل أبيب بالحكمة

كررت واشنطن تحذيراتها لإسرائيل من جدية التهديدات الإيرانية، فحسب موقع أكسيوس اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024، قال مسؤول أمريكي كبير إن “التقييم الأمريكي هو أن إيران سترد على أي ضربة إسرائيلية كبيرة وعلنية على الأراضي الإيرانية بجولة جديدة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار”.

وحسب تقرير الموقع الأمريكي، فقد قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن لمجموعة من الزعماء اليهود الأمريكيين اليوم الثلاثاء إن “المزيد من التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل.. القوة والحكمة وجهان لعملة واحدة”.

ونقل الأمريكيون إلى تل أبيب أنه “سيكون من الصعب للغاية تكرار النجاح الهائل الذي حققناه يوم السبت في هزيمة الهجوم إذا أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار مرة أخرى”

الهجوم-الإيراني-على-إسرائيل

جهود وساطة

تسارع جهود الوساطة الإقليمية والدولية لمنع المنطقة من الانزلاق في هاوية الحرب، فحسب بيان الديوان الأميري القطري، أمس الاثنين 15 أبريل، فقد أجرى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بهدف ضرورة خفض كل أشكال التصعيد وتجنب اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

كما شدد الجانبان على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وصولًا لتحقيق حل دائم ونهائي للقضية الفلسطينية بما يحقق سلامًا دائمًا وشاملًا في المنطقة. ما يعني أن طهران تسعى لفرض أوراقها لمعادلة الحل والتهدئة في المنطقة.

أيضًا، كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، على منصة إكس، أمس الاثنين، عن اتصالات أجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وكذلك الأمينين العامين لمنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شنغهاي للتعاون. ما يعني أن هناك جهود وساطة وقلق دولي من تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

الرد خلال ثواني

تأتي تلك المخاوف في ظل التهديد المتبادل بين طهران وتل أبيب، فقد قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، أمس الاثنين، إن بلاده سترد خلال ثوانٍ على أي هجوم إسرائيلي محتمل، وذلك في ظل تهديدات إسرائيلية بالانتقام من الهجوم الإيراني.

وحسب تقرير شبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم الثلاثاء، فإن الصين تجري اتصالاتها لمنع إسرائيل وإيران من الانزلاق في هاوية الحرب، لأن ذلك يهدد مصالحها التجارية وليست الحرب في منطقة الشرق الأوسط في صالحها، وستعمل على وأد نارها.

قادة الجيش الإيراني

قيود على إيران

يبدو أن القوى الغربية تسعى لإرضاء إسرائيل بفرض مزيد من العزلة على إيران، فقد أفادت شبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم الثلاثاء، نقلًا عن مصادر بأن واشنطن ستفرض قيودًا على تحركات وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان في نيويورك.

كذلك، وحسب موقع الخزانة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، فقد تعهدت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، باستخدام سلطة العقوبات الخاصة بها وستعمل مع الحلفاء لاستخدام لعقوبات المالية لعزل إيران وتعطيل قدرتها على تمويل جماعات بالوكالة ودعم حرب روسيا في أوكرانيا.

الاتحاد الأوروبي يلوح بعقوبات

كما دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الثلاثاء، دول الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات جديدة على تكنولوجيا المسيّرات الإيرانية.

كما صرح رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بأن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، تعكف على إعداد حزمة من الإجراءات المنسقة ضد إيران في أعقاب الهجوم الذي شنته طهران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل يوم السبت.

وحسب موقع أكسيوس الأمريكي، أمس الاثنين، يعتزم مجلس النواب الأمريكي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران، فيما سيحاول مرّة أخرى تمرير مساعدات عسكرية لتل أبيب. وذلك في إطار كبح غضب إسرائيل من الهجوم الإيراني الصاروخي على الأراضي المحتلة.