لعبة «عض الأصابع» بين حماس وإسرائيل… هل اقتربت الهدنة في غزة؟

إسرائيل تُخفف موقفها المُتعنت في محادثات وقف إطلاق النار.. هل تلوح صفقة في الأفق؟

محمد النحاس
قطاع غزة

يرى خبراء أن  الحركة لن تقبل بأي صفقة لن تفضي لوقف الحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.


خففت إسرائيل من تعنتها بشأن شروط صفقة الرهائن مع حماس، ما عزز الآمال في تحقيق انفراجة في جهود إنهاء الحرب.

وعلى مدار أسابيع من المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود، ركزت النقاشات بين طرفي الصراع على أعداد الرهائن في عملية التبادل، وعودة النازحين لشمال غزة، والانسحاب الإسرائيلي من كامل أرجاء القطاع.

وأما القضية الأبرز والتي كانت موضعًا رئيسيًّا للخلاف، هي هل سيكون وقف الحرب دائمًا كما تسعى حماس أم مؤقتًا كما تريد إسرائيل.

تخفيف الشروط

في تقرير نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية عن دبلوماسي مطلع على المحادثات لم تسمه، قوله إنه بعد أسابيع من الجمود قبلت إسرائيل اقتراحًا يقضي بوقف مبدئي للقتال مدته 6 أسابيع تفرج حماس خلاله عن 33 رهينة بدلاً من 40 وهو الرقم الذي أصرت عليه سابقًا.

ويشمل ذلك الأطفال والمسنين والنساء، بما في ذلك المجندات، والأسرى الجرحى، وفق تقرير الصحيفة البريطانية المنشور اليوم الاثنين 29 أبريل 2024.

ماذا بعد؟

سيعقب الهدنة المحتملة التي ستسمر 6 أسابيع مرحلة ثانية تدعو إلى “هدوء مستدام”، وهي صيغة يأمل المفاوضون أن تقبلها حماس والتي أصرت على “وقف دائم لإطلاق النار” على مدار جولات التفاوض.

وتدرس حماس في الوقت الحالي الموافقة على المقترح. ويرى خبراء أن  الحركة لن تقبل بأي صفقة لن تفضي لوقف الحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر لم تسمه أيضًا، قوله إن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر والقوات الإسرائيلية ستبقى في غزة.

نتنياهو يريد تحقيق “النصر الكامل”

كان نتنياهو رفض في السابق مطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مبديًّا اصراره على تحقيق ما أسماه “النصر الكامل” وهو مفهوم عام يشكك العديد من الخبراء في إمكانية تحقيقه.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أمر الجيش بالاستعداد للهجوم على مدينة رفح بجنوب غزة، على الرغم من تحذير الزعماء الغربيين من مغبة شن هجوم في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان.

عض أصابع

وكثفت القوات الإسرائيلية بالفعل ضرباتها الجويّة والصاروخية على المدينة الجنوبية المكتظة بالنازحين حيث لجأ إليها ما يزيد عن مليون شخص. ورغم ذلك يظل هناك احتمال بأن الإجراءات الإسرائيلية والاعداد قد يندرج تحت إطار الضغط على الفلسطينيين لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في مفاوضات وقف إطلاق النار.

كما يمكن تصنيف الضربات والاعداد البادية لاجتياح رفح، ضمن لعبة “عض أصابع” يبن الطرفين للحصول على أكبر قدر من المكاسب وهي لعبة استخدمتها حماس أيضًا حيث حرصت عبر الفرع الإعلامي لذراعها العسكري، بث مشاهد للرهائن الإسرائيليين يتهمون فيها حكومة نتنياهو بالتخلي عنهم.

اعتراض اليمين المتطرف

من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس إن الحكومة “ستعلق” التوغل المحتمل لرفح إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن أعضاء اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم لنتنياهو هددوا بإسقاط الحكومة إذا وافقت على الاقتراح الأخير.

وحث وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الأحد نتنياهو على عدم التراجع عن الهجوم على رفح قائلا إنه إذا فشل رئيس الوزراء في القضاء على حماس “فلن يكون لحكومة ترأسها أي حق في الوجود”.

ربما يعجبك أيضا