خشية من استراتيجية الرد المباشر.. هل تقايض إسرائيل انتقامها مقابل حظر الحرس الثوري؟

إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.. يرضي إسرائيل ويقلق أوروبا

يوسف بنده

أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، استراتيجية جديدة للتعامل مع إسرائيل تنذر باتساع دائرة الحرب في المنطقة، حيث لم يعد غريبًا تبادل الضربات المباشرة بين إيران وإسرائيل.


قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024، إنه “من الواضح أن الإسرائيليين يتخذون قرارًا بالتحرك بعد الهجوم الإيراني”.

يأتي هذا التصريح بعد زيارته إلى إسرائيل، في وقت تسارع فيه قوى إقليمية ودولية لمنع انزلاق المنطقة في هاوية الحرب، خاصة وسط إصرار إسرائيلي على الرد، وجدية إيران على الرد المضاد.

اقرأ أيضًا: خطط لعزل إيران وجهود للوساطة.. قوى إقليمية ودولية تسارع لمنع الانزلاق إلى الهاوية

سوخو 24

سوخو الروسية

هاوية الحرب

جدية الرد الإيراني، تستلزم الحذر من سقوط المنطقة في هاوية الحرب، فقد أکد قائد القوة الجوية للجیش، أن قواته مستعدة لضرب أهدافها باستخدام مقاتلات سوخو 24. ما يعني أن أي انتقام إسرائيلي لا يجب أن يذهب إلى مستوى يدفع طهران لتحريك قواتها ضد إسرائيل.

وحسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الأربعاء، فقد قرر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن ترد إيران على أي هجوم انتقامي إسرائيلي بمجرد بدئه، ودون أن تنتظر كما فعلت سابقاً عندما تمهلت نحو 13 يومًا للرد على غارة دمشق.

اقرأ أيضًاإيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

اقرأ أيضًاللحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

ويشير تقرير الصحيفة الكويتية، إلى أن طهران تعتبر أن إسرائيل لن تتجرأ على شن هجوم على إيران دون دعم وغطاء أمريكي. ما يعني أن القواعد الأمريكية ومخازن أسلحتها في مرمى الصواريخ الإيرانية.

اقرأ أيضًاتعالي أصوات التهديد.. رد إسرائيلي محتمل على هجوم إيران

جدارية الوعد الصادق

جدارية الوعد الصادق في طهران

استراتيجية جديدة للحرس الثوري

مَن انتقم من إسرائيل على قصفها للقنصلية الإيرانية في دمشق، هو الحرس الثوري، الجهاز العسكري الذي يتولى تأمين إيران الخارجي ويتولى جناحه فيلق القدس مهام العمليات الخارجية في مناطق مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وتبدو المعركة بين ذلك الجهاز العسكري وإسرائيل التي تستهدف مقراته وقواته في محيطها، فحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل في عام 2023 ما مجموعه 152 من قوات الحرس الثوري، قُتل 123 منهم على يد الإسرائيليين في نفس الأشهر الثلاثة من عام 2024.

اقرأ أيضًالمنع اتساع دائرة الحرب.. واشنطن حريصة على تجنب طهران الخطأ

وقد أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، استراتيجية جديدة للتعامل مع إسرائيل تنذر باتساع دائرة الحرب في المنطقة، حيث لم يعد غريبًا تبادل الضربات المباشرة بين إيران وإسرائيل، فقد قال: “لقد قررنا إنشاء معادلات جديدة.. من الآن فصاعدًا، إذا اعتدى النظام الصهيوني على مصالحنا وممتلكاتنا وشخصياتنا ومواطنينا في أي وقت، فسنرد عليه من داخل إيران”.

اقرأ أيضًاانتهت عملية انتقام إيران.. أمريكا في المنتصف وتحذيرات من الرد المضاد

سيناريوهات الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني 1

حظر الحرس الثوري

يبدو أن تل أبيب تسعى لاستغلال الفرصة لحض القوى الغربية على تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب، فقد دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بريطانيا وألمانيا إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، قائلًا: “الآن هي الفرصة لتغيير المنطقة، وتسمية الحرس الثوري الإيراني باسمه الحقيقي، منظمة إرهابية، وفرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي”.

ويبدو أن الداخل الإيراني يقلق من زيادة العقوبات على إيران، فقد حذرت صحيفة آرمان ملي، اليوم الأربعاء، من النهاية المفتوحة التي تركتها طهران بعد هجومها الصاروخي على إسرائيل.

اقرأ أيضًاانتقام حكيم.. إيران تطلق وابل صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل

اقرأ أيضًاانتقام إيران لقصف قنصليتها.. ما الدلالات؟

كذلك اعتبرت الصحيفة الإيرانية، أن هجوم الحرس الثوري يعطي ذريعة للقوى الغربية للاستجابة لمطالب إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب.

وكانت القوى الغربية قد تراجعت مرات عن اتخاذ هذه الخطوة، بفعل التهديدات الإيرانية، وكذلك في إطار الرغبة الأمريكية للحوار مع إيران لاحتواء طموحاتها النووية.

ربما يعجبك أيضا