من أجل رفع العقوبات.. هل تلوح طهران بقدراتها النووية؟

التصريح بامتلاك إيران القدرة على صناعة القنبلة الذرية.. الهدف رفع العقوبات

يوسف بنده

تأتي تصريحات جروسي بينما يسعى الرئيس الأمريكي بايدن إلى التوصل لاتفاق مع إيران، بما يعزز من رصيد نجاح سياسته الخارجية، في إطار الدعاية الانتخابية للحزب الديموقراطي.


أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني الأسبق، علي أكبر صالحي، الاثنين 12 فبراير 2024، بأن بلاده تمتلك قدرات تكنولوجيا العلوم النووية بشكل كامل، مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقد أجاب الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية، في حوار تلفزيوني، بشكل مراوغ، حول إن كانت إيران تمتلك القدرة على صناعة السلاح النووي، بقوله: “السيارة تحتاج إلى هيكل ومحرك وعجلة قيادة وما إلى ذلك. تقول إنكم صنعتم؟ أقول نعم! ولكن كل قطعة لغايتها الخاصة”.

اقرأ أيضًا: عبداللهيان في دمشق.. تأكيد لاستمرار الحرس الثوري بسوريا وتهديد لأمريكا

التلويح بالقدرة النووية

لدى المجتمع الدولي قلق من أهداف إيران النووية منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي عام 2018م، الأمر الذي أدى إلى اتباع طهران سياسة خفض الالتزام النووي، ما رفع من مستوى تخصيب اليورانيوم المخصب ومخزونه.

وفي مطلع أغسطس 2022، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية، محمد إسلامي، إن إيران لديها القدرة على صنع قنبلة ذرية في أقل من أسبوعين، مضيفاً “لكن مثل هذا البرنامج ليس على جدول الأعمال”.

اقرأ أيضًاجولة عبداللهيان الإقليمية.. إيران تبحث عن دور في تسوية غزة

في حادثة أخرى، سأل مذيع شبكة “الأفق” الإيرانية، الأحد 14 يناير 2024، محمد إسلامي، على الهواء مباشرة، ما إن كانت إيران يمكنها إنتاج القنبلة الذرية، بعد أن أصبحت إسرائيل تهدد إيران بشكل مباشر. فأجاب إسلامي: “إن طهران وصلت إلى مرحلة من أعلى المراتب في العالم في برنامجها النووي”

أيضًا في تصريح سابق، قال، كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى في إيران، لقناة الجزيرة القطرية، إن طهران لديها القدرة على صنع أسلحة نووية لكنها لا تنوي القيام بذلك.

اقرأ أيضًااستمرار تصعيد الحوثي.. مخاوف من ارتكاب خطأ

جروسي

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، خلال حديثه في القمة العالمية للحكومات في دبي

قلق الذرية الدولية

حسب تقرير وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أمس الثلاثاء، 13 فبراير، رد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، خلال حديثه في القمة العالمية للحكومات في دبي، على تصريحات علي أكبر صالحي، بأن “إيران لا تتمتع بالشفافية الكاملة بشأن برنامجها النووي”.

اقرأ أيضًافي السباق الانتخابي الأمريكي.. إيران نقطة دعاية لترامب أمام بايدن

وقال جروسي، إنه في الآونة الأخيرة أصبح من السهل جدًا في إيران الحديث عن الأسلحة النووية، ومؤخرًا أعلن مسؤول رفيع المستوى أن إيران تمتلك جميع المكونات لصنع القنبلة النووية، ولكن لم تعمل على تركيبها.

وتابع جروسي، دون أن يذكر اسم علي أكبر صالحي: “إذا أخبرني بما لديكم، لأن بلدكم عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي ولا يمكنكم امتلاك أسلحة نووية بناءً على قراركم”.

جروسي1

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، خلال حديثه في القمة العالمية للحكومات في دبي

للضغط على الغرب

أشار تقرير صحيفة آرمان ملي الإيرانية، اليوم الأربعاء 14 فبراير، أن مثل هذه التلويحات بالقدرة على امتلاك السلاح النووي، الهدف منها الضغط على القوى الغربية لرفع العقوبات عن إيران، لأن ذلك هدفها الرئيس، وإلا ما كانت طهران تستأنف محادثاتها النووية مع تلك القوى بشكل معلن أو سري.

اقرأ أيضًاعودة العلاقات مع السودان.. إيران تسعى لاستكمال محورها في المنطقة

ويبدو أن طهران تستثمر في رغبة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في التوصل إلى حل سلمي للبرنامج النووي الإيراني، عبر التوصل إلى اتفاق يضمن كبح قدرات إيران النووية ويخضعها للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل.

وكانت واشنطن وطهران قد توصلتا إلى اتفاق مؤقت سري غير مكتوب، عمل على تحرير السجناء الأمريكيين في مقابل تحفيف العقوبات عن إيران والحصول على أموالها المجمدة في الخارج. ويبدو أن طهران تسعى لاستئناف مفاوضاتها السرية مع واشنطن، بما يدعم اقتصادها وتجارتها الخارجية.

اقرأ أيضًاقصف أربيل وإدلب.. هل تنتقم إيران لحادثة كرمان؟

جروسي في دبي

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، خلال حديثه في القمة العالمية للحكومات في دبي

أزمة ثقة بين طهران والذرية الدولية

المحلل السياسي الإيراني، يوسف مولائي، كتب في صحيفة آرمان ملي، اليوم الأربعاء، أن هناك أزمة ثقة بين يران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة أن الوكالة الدولية تخضع للقوى الغربية، ما يشكك في شفافية عمل مفتشي الوكالة الدولية.

وأوضح مولائي، أن مجلس محافظي الوكالة يضم 34 عضوًا، لكن هناك 5 إلى 6 دول لها دور حاسم وهم الذين يوجهون الدول الأخرى في الاتجاه الذي يريدونه، إذ تتمتع الدول الكبرى مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا وغيرها بوزن أكبر.

اقرأ أيضًاتصاعد التوتر في البحر الأحمر.. واشنطن تطالب بكين بالضغط على طهران

وعلقت إيران العمل بالبروتوكول الإضافي، ما عطل عمل كاميرات مراقبة الوكالة الدولية ومنعت بعض مفتشيها من دخول أراضيها بتهمة التخابر ونقلت معلومات نووية لصالح قوى أجنبية معادية.

ولذلك قال مدير الذرية الدولية، إن “إيران لا تزال غير مستجيبة وغير متعاونة مع وكالة الطاقة الذرية، وغير مستعدة للشفافية الكاملة بشأن أنشطتها النووية، وهو ما يزيد، حسب قوله، من المخاطر في هذا المجال”.

ترامب وبايدن1

السباق الانتخابي الأمريكي

سباق الانتخابات الأمريكية

في تصريح لصحيفة آرمان امروز، اليوم الأربعاء، أرجع السياسي الإيراني، علي بيكدلي، تصريحات جروسي إلى الانتخابات الأمريكية، حيث يسعى الرئيس بايدن إلى التوصل لاتفاق مع إيران، حتى لو غير مكتمل، بما يعزز من رصيد نجاح سياسته الخارجية، في إطار الدعاية الانتخابية أمام الحزب الجمهوري المنافس له.

وأشار بيكدلي إلى احتمالية أن تنعكس تلك الرغبة الأمريكية على اجتماع مجلس حكام الوكالة القادم، الذي سيشدد على ضرورة استجابة إيران لمطالب الوكالة الدولية بتركيب الكاميرات وعودة عمل فريق المفتشين الدوليين.

ربما يعجبك أيضا