حصاد 2023| تفاهم مؤقت بين أمريكا وإيران لم يصمد حتى نهاية العام

هل يشترط الاتفاق المؤقت بين واشنطن وقف حرب غزة؟

يوسف بنده

تقوم إيران بتخصيب يورانيوم لمستوى يصل إلى60 %، ما يفتح باب الشكوك من نواياها، حيث لا حاجة مدنية لإنتاج يورانيوم بهذه النسبة القريبة من نظيرتها المطلوبة للاستخدامات العسكرية.


مع بداية العام الميلادي 2023، عجزت الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عن التوصل لاتفاق نووي دائم.

فقد تبادل الطرفان في 2022 رمي كورة قرار العودة للاتفاق النووي على أساس مقترح أوروبي في شباك بعضهما البعض، فقد حالت المصالح والأهداف الخارجية دون ذلك.

اقرأ أيضًا: بعد الهجمات بالمحيط الهندي.. اتساع دائرة «الضغط الإيراني» يهدد الملاحة الدولية

مرصد مراكز الأبحاث| اتفاق إيران النووي.. ومواجهة تهديدات الحوثي.. وعلاقات الأرجنتين والبرازيل

أزمة أوكرانيا تضغط

كانت الإدارة الأمريكية منشغلة في بمصير الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يدفعها لتحييد إيران عن هذه الحرب بالبحث عن اتفاق مؤقت معها.

وكشفت وكالة أكسيوس الأمريكية، في 3 إبريل الماضي، أن إدارة بايدن، ناقشت مع شركائها الأوروبيين والإسرائيليين، اقتراحًا لاتفاق مؤقت مع إيران، من شأنه أن يشمل تخفيف العقوبات مقابل تجميد طهران أجزاء من برنامجها النووي.

اقرأ أيضًاغضب أمريكي.. الحوثي «طلقة» في بندقية إيران

الأنشطة النووية

أزمات إيران

تواجه إيران أزمات اقتصادية حادة من جراء العقوبات الغربية، ما استدعي البحث عن حلول، بعد فشل سياسة تخطي العقوبات، فقد وكشف مركز الإحصاء الإيراني عن أن التضخم في البلاد بلغ أكثر من 55%، وهي نسبة غير مسبوقة في السنوات الـ10 الأخيرة، ما يمثل تهديدًا لاضطرابات في الشارع الإيراني.

أيضًا، تخشى طهران من “آلية الزناد” التي تسمح للأوروبيين بإعادة ملفها إلى مجلس الأمن الدولي وإعادة فرض العقوبات الدولية، إذا ما أعلنوا تخلي إيران عن التزاماتها النووية، وذلك بعد الاتفاق مع الوكالة الدولية على إعادة كاميرات المراقبة لمواقع نووية.

في النهاية، استجابت إيران لمطلب تبادل السجناء بين واشنطن وطهران، برعاية عمانية وقطرية، كخطوة لمد الثقة بين إيران والدول الغربية، من أجل التمهيد للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية.

اقرأ أيضًالأمن التجارة البحرية.. أمريكا تطلق «حارس الازدهار» وإيران ترد بـ«وحدة ظل بحرية»

168709031429401300 720x470 1

الرئيس الإيراني يتفقد معرض الصناعات النووية

وقف إطلاق نار سياسي

في 11 أغسطس 2023، خرج الاتفاق المؤقت وغير الرسمي وبين واشنطن وطهران للعلن، الذي كان بمثابة وقف إطلاق نار سياسي بين البلدين.

فقد تبادل الطرفان السجناء وحصلت إيران على أموالها المجمدة في الخارج لدى كوريا الجنوبية والعراق، وكذلك التغاضي عن صادراتها النفطية، مقابل التوقف عن سياسة خفض الالتزام النووي، التي تعني رفع مستوى تخصيب اليورانيوم.

اقرأ أيضًاالحوثي يحاصر إسرائيل والعقوبات تضغط على إيران

رئيسي في نيويورك بعد إتمام الاتفاق المؤقت

رئيسي في نيويورك بعد إتمام الاتفاق المؤقت

نحو اتفاق أوسع

بعد نجاح الاتفاق المؤقت بين واشنطن وطهران، تشجعت الأطراف نحو اتفاق أوسع بين البلدين، لغلق ملف إيران النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي 13 سبتمبر الماضي، أعلنت إيران على لسان وزير خارجيتها، حسين عبداللهيان، أنها “لا تمانع العودة إلى المفاوضات النووية المتعثرة منذ سبتمبر 2022، على أساس وثيقة سبتمبر والحفاظ على الخطوط الحمراء”. وجاء ذلك وسط جهود عمانية ويابانية للعودة لمفاوضات نووية أوسع.

اقرأ أيضًااستمرار هجمات الحوثي.. فيلق القدس في مرمى العقوبات الغربية

رئيسي في نيويورك بعد إتمام الاتفاق المؤقت

رئيسي في نيويورك بعد إتمام الاتفاق المؤقت

انتكاسة الاتفاق المؤقت

مع اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، حافظ الطرفان الأمريكي والإيراني على سياسة ضبط النفس مع عدم توسع الحرب خارج حدود غزة، وقد استفادت إيران من فصائلها المسلحة الموالية لها في المنطقة للضغط على واشنطن من أجل إنهاء هذه الحرب، خاصة أن القوى الغربية متورطة في تقديم الدعم لإسرائيل.

وقد تعرضت قوات وقواعد عسكرية أمريكية في سوريا والعراق، لهجمات بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ كاتيوشا، من فصائل مسلحة موالية لإيران.

وكانت صحيفة الجريدة الكويتية السبت 21 أكتوبر الماضي، قد نقلت عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “إن طهران رفضت طلباً أمريكياً بالالتزام باتفاق شفهي مبرم بينهما منذ أشهر، حول عدم قيام القوات الموالية لطهران بمهاجمة القواعد والقوات الأمريكية في المنطقة”.

اقرأ أيضًا: وسط تهديدات الحوثي.. إيران تعزز قواتها البحرية

افراج عن السجناء مقابل الاموال

صفقة الاتفاق المؤقت بين واشنطن وطهران

عودة للتصعيد النووي

مع تصاعد التوتر السياسي والعسكري بين واشنطن وطهران، عاد من جديد التصعيد النووي، فقد أظهر تقريران للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء 15 نوفمبر 2023، أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب، بنسبة نقاء تصل إلى 60% لصنع 3 قنابل ذرية. بالإضافة لمنع طهران دخول بعض من المفتشين الأجانب التابعين للوكالة الدولية.

ويأتي التصعيد النووي لإيران في إطار مواجهة الضغط الأمريكي، بعدما قامت واشنطن بتعطيل استفادة إيران من أموالها المفرج عنها من بنوك قطر، لحين الانتهاء من الحرب بغزة، خاصة أن إيران متهمة بدعم حركة حماس، وهو ما يضر بسمعة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المقبل على انتخابات رئاسية جديدة.

اقرأ أيضًا: عاجل| وكالة الطاقة الذرية: إيران تحرز تقدمًا في تخصيب اليورانيوم

بريطانيا وفرنسا وألمانيا يرفضون رفع العقوبات عن إيران

المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يزور معرضًا لإنجازات الصناعة النووية الإيرانية

يورانيوم 60%

حسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء 26 ديسمبر، فقد وصل إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% اعتبارًا من نوفمبر، إلى زهاء تسعة كلجم شهريًا، “ما يشكّل زيادة عن الكيلوجرامات الثلاثة التي كانت تنتج شهريًا اعتبارًا من يونيو الماضي، وعودة إلى الكمية الشهرية السابقة، أي تسعة كيلوجرامات التي سُجّلت في الفصل الأول من العام 2023.

وتقوم إيران بتخصيب يورانيوم لمستوى يصل إلى 60 %، القريب من مستوى 90 % تقريبا، الذي يستخدم في صناعة الأسلحة الذرية، وذلك في منشأتي نطنز وفوردو، وهو ما يفتح باب الشكوك من نوايا إيران العسكرية، حيث لا حاجة مدنية لإنتاج يورانيوم بنسبة 60 %، القريبة من نسبة 90 بالمئة المطلوبة للاستخدام ذات الغايات العسكرية.

ربما يعجبك أيضا