بسبب عقدة أوكرانيا.. هل تسعى إدارة بايدن لاتفاق مؤقت مع إيران؟

يوسف بنده

الحديث عن اقتراب طهران من امتلاك السلاح النووي يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغط على إيران التي تساند روسيا في حرب أوكرانيا.


تبدو الإدارة الأمريكية منشغلة في الوقت الراهن بمصير الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يدفعها لتحييد إيران عن هذه الحرب باتفاق مؤقت.

وتكشف المساعي الأمريكية لتقديم الإغراءات لإيران تارة وزيادة الضغوط والعقوبات تارة أخرى، عن أن واشنطن حريصة على استمرار المفاوضات مع طهران، من أجل إقناعها بالتوقف عن تقديم الدعم للقوات الروسية في أوكرانيا.

AbrarNews 1

إغراء إيران

قال المحلل السياسي الأمريكي جورجيو كافيرو، في حوار مع وكالة إرنا الإيرانية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تبحث عن طرائق لتشجيع طهران على العودة إلى الاتفاق النووي، ولو بإجراءات خارج إطار الاتفاقية، ولكنه احتمال ضعيف في ظل الحرب الأوكرانية، ولذلك لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى أطراف بديلة، لتشجيع على الاستمرار في المحادثات النووية.

170193072

وفي 12 فبراير الحالي، نقلت صحيفة الجريدة الكويتية، عن مصدر رفيع بوزارة الخارجية الإيرانية، أن طهران تلقت عرضًا، عبر وزير خارجية خليجي، يتيح لها بيع نفطها وغازها إلى الدول الأوروبية التي توقفت الإمدادات الروسية إليها، مقابل تراجع إيران عن تخصيب اليورانيوم إلى الحدّ المنصوص عليه في الاتفاق النووي (3.67%)، ووقفها بيع الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى روسيا.

1392326

وقال المصدر إن الاقتراح يشترط موافقة طهران على تفتيش المنظمة الدولية للطاقة الذرية لمنشآتها، مقابل تعليق واشنطن العقوبات النفطية جزئيًّا، كما كان ساريًا العام الماضي، في حال عودة إيران إلى مستويات تخصيب اليورانيوم المطلوبة. وأوضح المصدر أن واشنطن ترى أن هذه الخطوة يمكن أن تكون إيجابية، وتمهّد لعودة تدريجية من جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي.

مرصد مراكز الأبحاث

كبح النووي الإيراني

تصر إدارة بايدن على التعامل الدبلوماسي مع إيران لكبح برنامجها النووي، وسط مخاوف من وصول إيران إلى حافة العتبة النووية لصنع السلاح النووي. وحسب ما ذكرت شبكة “بلومبرج” اليوم الاثنين 20 فبراير 2023، كشفت تقارير غربية عن رصد يورانيوم مخصب بنحو 84% في إيران، وهي أقل بقليل من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.

وكانت نسبة 60% هي أعلى نسبة معلنة وصلت إليها إيران في السابق، ونقلت “بلومبرج” عن دبلوماسيين أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحاول تفسير كيفية وصول اليورانيوم المخصب بإيران إلى درجة نقاء 84%. وأشارت إلى أن مراقبي الوكالة رصدوا في إيران يورانيوم مخصبًا أقل بقليل من مستوى صنع سلاح نووي.

«مرصد مراكز الأبحاث»: هزيمة روسيا.. والتوترات التجارية الأمريكية-الأوروبية.. وخرافة الاتفاق النووي الإيراني

وأضاف تقرير بلومبرج أنه “على المفتشين تحديد ما إذا كانت إيران أنتجت المادة عن قصد، أم أن التركيز كان تراكمًا غير مقصود داخل شبكة الأنابيب التي تربط مئات أجهزة الطرد المركزي سريعة الدوران، المستخدمة لفصل النظائر”.

قطر تسلم إيران رسائل من أطراف الاتفاق النووي

نفي إيراني

أعلنت “الذرية الدولية” أنها تناقش نتائج أنشطة التحقق الأخيرة مع إيران، وستبلغ مجلس محافظيها عند الحاجة. وأضافت على تويتر أن “الوكالة على علم بالتقارير الإعلامية الأخيرة المتعلقة بمستويات تخصيب اليورانيوم في إيران”.

وفي مقابلة مع وكالة أنباء فارس، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إن وجود ذرة أو ذرات من اليورانيوم بتخصيب أعلى من 60% هو أمر شائع عند أخذ العينات من صمام خروج المنتج، مشددًا على أن إيران لم تبادر حتى الآن بتخصيب اليورانيوم بأعلى من 60%.

169831778

وأضاف كمالوندي أن “الذرية الدولية” ما زالت تتعرض للاستغلال كأداة سياسية “لممارسة الضغوط على الجمهورية الاسلامية الإيرانية”. وكانت منظمة الطاقة الذرية الايرانية في نوفمبر الماضي، رفعت تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وضخت الغاز إلى سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي من طرازي آي آر4- وآي آر2-.

غروسي

زيارة جروسي

علق مدير “الذرية الدولية” رفائيل جروسي، زيارة لطهران بسبب اتهامها للوكالة بتسريب معلومات عن أنشطتها الذرية. وحسب وكالة إرنا، عقب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، على هذا بأن “على جروسي أن يتحمل مسؤولية تسريب أنشطة الوكالة إلى الإعلام”، وأن ذلك “يجب أن يكون ضمن الإطار التقني بين الوكالة وإيران”.

وشدد كنعاني على عدم وجود عراقيل تمنع زيارة مدير “الذرية الدولية” لطهران، وعلى أن المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تأتي في إطار مفاوضات إلغاء الحظر عن إيران.

download 61

مستقبل مجهول للمحادثات

توقفت المفاوضات بين طهران والغرب منذ سبتمبر 2022، بعد أن قدم الاتحاد الأوروبي في 8 أغسطس 2022 نصًّا نهائيًّا للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق. وتسلم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيف بوريل، الرد الإيراني الأول في منتصف أغسطس، تلاه الرد الأمريكي على الملاحظات والمطالب الإيرانية.

ولاحقًا ردت طهران بالمطالبة بوقف تحقيقات “الذرية الدولية” بشأن 3 مواقع إيرانية غير معلن عنها، عثر فيها مفتشون على آثار يورانيوم قبل سنوات، فضلًا عن التزام واشنطن بعدم الانسحاب ثانية من الاتفاقية مثلما حصل في 2018، وهو ما يمكن أن يضع المحادثات في مهب الريح، بعد جولات طويلة ومعقدة انطلقت في إبريل 2021 بفيينا.

af2913e5 0b68 4e14 ac8b d4ff48e6762c 16x9 1200x676

قبل معركة الربيع في أوكرانيا

يتعامل الرئيس الأمريكي مع إيران بسياسة العصا والجزرة من أجل إقناعها بوقف دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، فمن جانب يقدم إغراءات للإبقاء على المحادثات، ومن جانب آخر يزيد العقوبات ويلوح بالتهديد العسكري. وحسب “رويترز”، شددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس الأول السبت، على وجوب منع أي تصعيد نووي مع إيران، والحفاظ على الجهود الدبلوماسية.

ويسعى الرئيس بايدن بزيارته لأوكرانيا اليوم الاثنين، لتقديم الدعم العسكري لها، وتحييد إيران عن هذه الحرب، استعدادًا لمعركة الربيع التي تعتبرها روسيا والقوى الغربية فاصلة في تحديد مصير أوكرانيا وأمن أوروبا.

ويكشف التقارب بين إسرائيل وأوروبا من جهة، وإسرائيل وأوكرانيا من جهة أخرى، عن أن القوى الغربية أعطت تل أبيب الفرصة لاستخدامها في تأديب إيران إذا لم تستجب للضغوط الغربية.

ربما يعجبك أيضا