ساعدت المُسيرات العسكرية الإيرانية روسيا في استهداف البنية التحتية في أوكرانيا. ويبدو أن تطوير قوة هذه المُسيرات يأتي في إطار تطوير سلاح ردع يتصدى للدبابات والمنظومات الصاروخية التي أرسلها الغرب.
لا يبدو أن إيران تعتزم التراجع عن تورطها في الحرب الروسية الأوكرانية، مع اقتراب ما يصفه الغرب بـ”معركة الربيع” الحاسمة.
ومنحت طهران حليفتها موسكو مئات المسيرات الانتحارية، واتفقت على إنشاء منشأة لتصنيع الطائرات دون طيار داخل روسيا، التي يعتقد مسؤولون غربيون أنها ستسمح للإخيرة بتجديد إمداداتها بسرعة أكبر، وتعزيز قدراتها على استهداف المزيد من الأهداف الأوكرانية.
إيران والتورط في الحرب الروسية الأوكرانية
كان الهجوم التخريبي، الذي استهدف منشأة عسكرية في مدينة أصفهان الإيرانية، الشهر الماضي، بمثابة رسالة إلى إيران تتعلق بتورطها في الحرب الروسية الأوكرانية، بدعم موسكو بالمسيرات الهجومية والانتحارية، التي استخدمتها في استهداف البنية التحتية والطاقوية في كييف.
وفتحت تعليقات أوكرانيا وروسيا على حادثة أصفهان، الباب على احتمال ارتباط هذه الحادثة بالحرب بينهما، وقال مستشار الرئيس الأوكراني، مخايلو بودولياك، إن ضربة أصفهان مرتبطة بالحرب، مضيفاً: “أوكرانيا حذرتكم”. وأدانت روسيا هذا الهجوم، وحذرت مما وصفته بالتصرفات “الاستفزازية”، التي قد تثير تصعيدًا في وضع ملتهب بالفعل.
وتأتي عملية أصفهان، في إطار ممارسة أوروبا مزيد من الضغط على إيران، باستخدام العقوبات والتحذير من الملف النووي، ودعم الاحتجاجات الداخلية. وتجد القوى الغربية أن تهديد النظام الإيراني بات يصل إلى حدوده، من خلال الدعم الذي تقدمه لموسكو، ما يعني أهمية فرض المزيد من الضغط لاحتواء هذه التهديدات.
وعيد إيران لأوكرانيا
يبدو أن إيران تستعد للانتقام وتناور في استجابتها للضغوط الغربية، وهدد مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني، محمد مرندي، أوكرانيا بالصواريخ والطائرات المسيرة وأسلحة مختلفة. وحسب تقرير شبكة “العربية”، في 1 فبراير الحالي، قال مرندي إن زيلينسكي سيندم على ارتكاب مثل تلك الحماقة.
ويكشف التقارب بين إسرائيل وأوروبا من جهة، وإسرائيل وأوكرانيا من جهة أخرى، أن القوى الغربية أعطت تل أبيب الفرصة، لاستخدامها كهراوة لتأديب إيران، ما يعقّد من مشهد الحرب، ويدخلها دائرة تصفية الحسابات. وتراهن أوكرانيا على الدعم الإسرائيلي في معركتها أمام روسيا، في حين ما زالت الحسابات المرتبطة بعلاقة إسرائيل وروسيا تقف عائقًا أمام تقديم هذا الدعم.
إيران ومعركة الربيع
تستعد القوى الغربية لتقديم الدعم لأوكرانيا في معركة الربيع التي ينظر إليها على أنها فاصلة، وأرسلت الولايات المتحدة لأوكرانيا القنابل الذكية وأنظمة الصواريخ والدبابات. ويبدو أن إيران قررت الاستمرار في مساندة روسيا، التي تبررها بمواجهة اقتراب الناتو من حدودها.
وحسب تقرير استقصائي، نشرته شبكة CNN، اليوم الجمعة، فإن إيران تعدّل الطائرات المسيرة المقدمة لروسيا، وتعزيز قدرتها التدميرية، وحسب التقرير، فحصت منظمة أبحاث تسليح الصراع (CAR)، التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، وكذلك الجيش الأوكراني، الشهر الماضي، رأسًا حربيًّا غير منفجر لطائرة إيرانية دون طيار من طراز شاهد -131.
تعزيز القدرات التدميرية للمسيرات الإيرانية
يعتقد محللو المنظمة أن الرؤوس الحربية جرى تعديلها على عجل بطبقات سيئة التجهيز من عشرات الشظايا المعدنية الصغيرة، التي تنتشر عند الاصطدام عبر نصف قطر كبير. وإلى جانب الشظايا، يوجد 18 شحنة أصغر حجمًا حول محيط الرأس الحربي، التي عند ذوبانها بسبب الانفجار، يمكن أن تخترق الدروع، ويؤدي تراكم هذه العناصر بنحو أساسي إلى زيادة قدرة الرأس الحربي على تدمير الأهداف.
واستفادت روسيا من المسيرات الإيرانية في تدمير محطات الطاقة وشبكات التوزيع وخطوط النقل والمحولات الكبيرة عالية الطاقة في أوكرانيا، وجعلت جهود الإصلاح أكثر صعوبة. وقالت شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية (أوكرنرجو)، في أكتوبر الماضي، إن قرابة 40% من خطوط الكهرباء كانت غير متصلة نتيجة للقصف الروسي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1428768