التضخم يرتفع إلى أعلى معدل.. الأزمة الاقتصادية تتفاقم في إيران

يوسف بنده

إخفاء الحكومة الإيرانية لمعدلات التضخم الرسمية، يعني أن هذه الحكومة فشلت في تطبيق خطة مكافحة التضخم وتجاوز آثار العقوبات الغربية على الاقتصاد الإيراني.


تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية ضخمة، منذ أن ضيقت الولايات المتحدة الأمريكية الخناق على منافذها للحصول على العملة الصعبة.

وشهدت مدن إيران الكبرى احتجاجات واسعة بمناسبة ذكرى عيد العمال، دعمًا لإضرابات عمال النفط والصلب المطالبة برفع الأجور، إلى جانب أصحاب المعاشات، وهو ما أظهر أن الحكومة الإيرانية تواجه أزمة اقتصادية حادة، أعجزتها عن دفع الرواتب أو المعاشات.

download 4

تضاهرة عمالية في إيران

ارتفاع مستوى التضخم

توقفت هيئة الإحصاء الإيرانية عن نشر بيانات التضخم خلال العام الإيراني الجديد (بدأ 21 مارس)، ما أدى إلى اتهام السلطات بإخفاء حقيقة الأزمة الاقتصادية في إيران. وحسب آخر رقم نشره مركز إحصاء إيران، فإن معدل التضخم السنوي بلغ 47.7% للسنة الإيرانية المنتهية 21 مارس الماضي.

وحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز، 1 مايو 2023، فإن معدل التضخم ربما تجاوز 49%، وهو أعلى معدل على الإطلاق، ما يعني أن الحكومة الإيرانية عاجزة عن كبح جماح التضخم، وهو الشعار الذي رفعته في العام الجديد “مكافحة التضخم”.

وتبدو حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي تولى السلطة في عام 2021، عاجزة عن إصلاح الاقتصاد الإيراني من خلال سياسة تجاوز العقوبات الأمريكية، التي أعلنتها منذ مجيئها، ولا تزال البلاد تقع تحت وطأة العقوبات الأمريكية.

اقرأ أيضًا: فيديو| احتجاجات الأجور تجتاح إيران في عيد العمال

التضخم في إيران

غضب من بيع الجزر

كانت التصريحات الساخرة التي أطلقها المدير العام للتأمين الاجتماعي في وزارة العمل الإيرانية، سجاد بادام، أمس الثلاثاء، مؤشرًا على جدية الأزمة الاقتصادية في إيران، فقد قال بادام لموقع نود اقتصادي، إن إيران قد تضطر إلى بيع جزيرتي “كيش” و”قشم” ومحافظة “خوزستان” لدفع مستحقات المتقاعدين.

وهذه التصريحات أثارت غضب الصحافة والشارع الإيراني، فبعد تشدق حكومة رئيسي بقدراتها على تجاوز العقوبات الغربية، جاءت هذه التصريحات لتعكس عجز الحكومة عن دفع الرواتب والمعاشات، إلى جانب المشاريع التنموية غير المكتملة التي تعجز الحكومة عن استكمالها.

وكانت تصريحات بادام ساخرة من الوضع الاقتصادي في إيران، فقد قال: “قدمنا 300 ألف شهيد لكي نحافظ على تراب هذا الوطن، ولكن قد نضطر، مثل اليونان التي باعت 100 جزيرة لها من أجل دفع مستحقات المتقاعدين، إلى بيع كيش وقشم وخوزستان لكي نتمكن من دفع مستحقات المتقاعدين”.

اقرأ أيضًا: في ظل انهيار اقتصادي.. إيران تسعى لكسر عزلتها الإقليمية

ربما يعجبك أيضا