السجناء مقابل الأموال.. الاتفاق المؤقت بين واشنطن وطهران يخرج للعلن

أعلنت إيران اتفافها مع أمريكا على الإفراج عن 5 سجناء أمريكيين مقابل إلغاء تجميد 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني.

وأفرجت إيران عن 4 أمريكيين من السجن ووضعتهم في الإقامة الجبرية، ونقل السجناء سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز وأمريكي رابع لم تكشف هويته من سجن آفين في طهران إلى منزل غير محدد.

اقرأ أيضًا: جهود عُمان وقطر للتهدئة بين واشنطن وطهران تؤتي ثمارها

واشنطن وطهران

إفراج مشروط

جرى أيضًا الإفراج عن أمريكي خامس في الأسابيع الأخيرة من السجن ووضعه تحت الإقامة الجبرية. وصرح المعاون السياسي للرئيس الإيراني، محمد جمشيدي، في حسابه على منصة إكس، أن خروج السجناء الأمريكيين من إيران مشروط بالإفراج المقابل عن أموال إيران المجمدة في العراق وكوريا الجنوبية.

وحسب تقرير صحيفة نيويورك الأمريكية، الخميس 10 أغسطس، فإن الصفقة ستجرى في سلسلة خطوات، فمن المتوقع أن يستغرق الإفراج عن أموال إيران عدة أسابيع حتى الانتهاء من التراخيص والإعفاءات اللازمة لنقل هذه الأموال.

خفض التوتر مع الغرب

وتأتي خطوة الإفراج عن أموال إيران بعد زيارات دبلوماسية عمانية وقطرية إلى طهران لخفض التوتر مع الغرب، وكسر الجمود في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وإمكانية المضي قدمًا بصفقة إطلاق الأصول الإيرانية المجمدة، مقابل إطلاق سراح رعايا أمريكيين تحتجزهم طهران.

وتطمح واشنطن إلى اتفاق مؤقت مع طهران، يضمن كبح تطوير البرنامج النووي وإطلاح سراح سجناء أمريكيين لدى إيران، في مقابل تخفيف العقوبات والإفراج عن أرصدة إيران المجمدة في الخارج، ولدى الإدارة الأمريكية كذلك رغبة في إبعاد إيران عن التورط في الحرب  الروسية الأوكرانية وعرقلة دعم موسكو عسكريًّا.

اقرأ أيضًا: سجين أمريكي خامس.. إيران ولعبة الرهائن مع الغرب

وساطة قطرية بين واشنطن وطهران

الدوحة محطة تبادل

حسب تقرير وكالة إرنا الإيرانية، أمس الجمعة، ستجرى عملية تبادل السجناء برعاية دولة قطر، وأن الاتفاق يقضي بإفراج إيران عن 5 سجناء أمريكيين مقابل إطلاق سراح 5 سجناء إيرانيين لدى الولايات المتحدة.

وأوضحت الوكالة الرسمية، أنه سيتم الإفراج عن 6 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة في كوريا الجنوبية، إلى جانب جزء كبير من أموال إيران لدى بنك “تي بي آي” العراقي. وأن الأموال في كوريا الجنوبية سيجرى إيداعها بحساب مصرفي في قطر ليكون متاحًا لإيران تحصيل هذه الأموال.

اقرأ أيضًا: لعبة الرهائن.. طهران تسعى لاستعادة أموال لدى لندن

العقوبات الأمريكية على إيران

وصول مشروط للأموال

لن يسمح لإيران بالوصول الحر لأموالها المجمدة في الخارج، فما زالت العقوبات الأمريكية فاعلة، ولذلك سيجرى إيداع هذه الأموال في حساب مصرفي بقطر، حتى تجرى عملية الوصول الإيراني لهذه الأموال فقط لدفعها مقابل المشتريات الإنسانية مثل الأدوية والمواد الغذائية.

وكان رئيس البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، صرح خلال كلمته في المؤتمر الـ30 للسياسات النقدية والصرف بطهران، يونيو الماضي، بأن بلاده لديها أكثر من 100 مليار دولار من المستحقات المالية في دول مختلفة من العالم.

اقرأ أيضًا: بين الخلافات وتسريبات إسرائيل.. اتفاق واشنطن وطهران معطل؟

وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن

لا رفع للعقوبات

يأتي اتفاق تبادل السجناء في إطار اتفاق مؤقت بين واشنطن وطهران، لا يعني رفع العقوبات الغربية عن إيران، ولذلك قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، إن بلاده لن تخفف العقوبات على إيران بموجب ذلك الاتفاق، حسب ما نشرت قناة “سي إن إن” الأمريكية.

لكن يبدو أن هذه الخطوة تمهد لخطوات أخرى من الاتفاق المؤقت غير الرسمي وغير المعلن بين واشنطن وطهران، الذي يقتضي أيضًا بتراجع إيران عن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية عن إيران، لا سيما العقوبات النفطية.

اقرأ أيضًا: تفاهم وضمانات.. واشنطن وطهران على مشارف وقف «إطلاق نار سياسي»

رئيس شركة النفط الوطنية، محسن خجسته مهر

تخفيف العقوبات

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الجمعة، أن إيران أبطأت بدرجة كبيرة وتيرة تكوين مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة قريبة من اللازمة لصنع أسلحة وخففت بعض مخزونها، وذلك في إشارة إلى اتفاقها المؤقت مع واشنطن.

وحسب وكالة مهر الإيرانية، الأربعاء 9 أغسطس، أعلن رئيس شركة النفط الوطنية، محسن خجسته مهر، أن حجم إنتاج ايران من النفط سيقترب في شهر سبتمبر المقبل من 3.5 مليون برميل يوميًّا.

وهذا يؤشر على تغاضي أمريكي عن توسع إيران في تصدير النفط للخارج في ظل تعطش الأسواق العالمية، فحسب وكالة شانا الإيرانية، الأربعاء 8 أغسطس، قال خجسته مهر، إن بلاده تمتلك 11 مليار دولار من العقود النفطية الجديدة قيد التنفيذ حاليًا، كما ستُنَفَّذ عقود بقيمة 3.1 مليار دولار قريبًا.

اقرأ أيضًا: صفقة غير رسمية مع إيران.. بايدن ينتظر غضب الجمهوريين