عودة العلاقات مع السودان.. إيران تسعى لاستكمال محورها في المنطقة

«استغلال أزمة السودان».. هل تسعى إيران لاستكمال محورها في المنطقة؟

يوسف بنده

قرب السودان من باب المندب والحوثيين في اليمن، ممكن أن يصبح مكملًا للمحور الإيراني في المنطقة.


لا تزال أصداء زيارة وزير خارجية السودان، علي الصادق علي، إلى طهران، الاثنين 5 فبراير 2024، تطرح التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين.

خاصة أن الدولة السودانية تعيش اقتتالًا داخليًا بين قوات الجيش السوداني، بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلوـ الملقب بحميدتي. ما يقاقم الأزمة الداخلية إذا ما ظهر التدخل الإيراني لصالح أحد أطراف الأزمة.

اقرأ أيضًا: التقارب السوداني الإيراني.. هل يمهد الطريق لتشكيل حشد شعبي؟

ايران والسودان

مستشارون إيرانيون

كشفت صحيفة الجريدة الكويتية، اليوم الاثني، 12 فبراير 2024، نقلًا عن مصادرها داخل طهران، فإن علي الصادق علي، خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، قد عرض طلب الجيش السوداني الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية، خصوصاً الصواريخ والمسيّرات.

وحسب الصحيفة الكويتية، فإن طهران أبلغت الوزير السوداني أنها غير مهتمة بالانخراط في الحرب الداخلية السودانية، كما أنها تتخوف من وقوع أسلحتها في يد إسرائيل، خصوصًا أن الخرطوم وقعت اتفاق تطبيع مع تل أبيب  في 23 أكتوبر 2020.

اقرأ أيضًاإيران والسودان.. نحو فتح سفارتي البلدين

اقرأ أيضًاالبرهان يبحث عن الدعم الإيراني.. ما الهدف؟

لذلك اقترحت طهران إرسال مستشارين عسكريين إيرانيين إلى جانب الأسلحة التي يحتاجها الجيش السوداني، ليشرفوا على تدريب القوات السودانية، وضمان عدم استخدام الأسلحة في النزاع الداخلي، وألا تقع في يد إسرائيل.

وحسب تقرير الكويتية، فإن وزير الخارجية الإيراني، قال إن الأمر يجب بحثه بعد استكمال إعادة العلاقات بين البلدين واستقرار البعثات الدبلوماسية والعسكرية بعد اتفاق البلدين في نوفمبر الماضي على استئناف العلاقات السياسية.

وزير خارجية السودان في طهران1

وزير الخارجية السوداني في طهران

فرصة إيرانية

رأت صحيفة القدس الإيرانية، اليوم الاثنين، وحسب آراء خبراء، أن التقارب الإيراني مع السودان في هذا التوقيت فرصة مهمة لطهران، خاصة أن السودان من الدول موضع اهتمام الدولة السعودية ويدخل في دائرة التنافس الإيراني معها.

وأوضحت الصحيفة أن عودة السودان إلى إيران بعد انقلاب نظام البشير على العلاقات مع طهران، يمثل مراجعة في الاستراتيجية السودانية التي تمثل فرصة لإيران، التي تركز اهتمامها بإفريقيا في عهد حكومة المحافظين الحالية.

اقرأ أيضًاحرب غزة.. مخاوف إيرانية من وضعها في مواجهة مباشرة مع أمريكا

عناصر من الجيش السوداني

عناصر من الجيش السوداني

فرصة اقتصادية وأمنية

اعتبر تقرير صحيغة القدس، أن موقع السودان المطل على نهر النيل والبحر الأحمر، يمثل فرصة اقتصادية وأمنية لإيران، حيث إمكانية الاستثمار الإيراني في قطاع الزراعة، في وقت تعاني فيه إيران من القحط وندرة الأمطار.

أيضًا نقلت الصحيفة عن خبراء، أن قرب السودان من باب المندب، ممكن أن يصبح مكملاً لمحور المقاومة الذي تبنيه إيران في المنطقة، خاصة أن لدى السودانيين بنية دينية وثقافية تعزز من إمكانية النفوذ الإيراني هناك.

اقرأ أيضًااستمرار هجمات الحوثي.. فيلق القدس في مرمى العقوبات الغربية

اقرأ أيضًاإيران تستعرض.. واليمن في مرمى الغضب الغربي

ويأتي الاهتمام الإيراني بالسودان بينما يخوض الحوثيون في اليمن وخلفهم إيران معركة لفرض السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، الممر البحري الأهم عالميًا، في ظل الضغط على القوى الغربية على خلفية دعم تلك القوى لإسرائيل على خلفية حرب غزة.

اقرأ أيضًالمنع اتساع الحرب.. اتصالات غربية مع طهران

قائد الجيش السوداني، البرهان

قائد الجيش السوداني، البرهان

تشكيل قوات حشد شعبي

وسط تقارير عن سعي إيران لتعزيز حضورها بالبحر الأحمر، حذر تقرير لمعهد واشنطن الأمريكي، الأربعاء 31 يناير، من اهتمام إيران بالسودان الذي تمتد حدوده البحرية إلى حوالي 670 كم، وبالسيطرة على الموانئ السودانية، ستحصل إيران وحلفاؤها على موطئ قدم في ممر تجاري بالغ الأهمية بالقرب من اليمن والسعودية وإسرائيل.

وحذر التقرير من تشكيل إيران لمليشيات حشد شعبي قادرة على دحر قوات الدعم السريع، وتزداد هذه المخاوف خصوصًا بعد دعوات الجيش السوداني تسليح المواطنين والانتظام في “المقاومة الشعبية” وفتح المجال أمام الأفراد لشراء السلاح.

اقرأ أيضًاوسط اقتتال الداخل.. السودان يستعيد العلاقات مع إيران

اقرأ أيضًاوزيرا الخارجية الإيراني والسوداني يجتمعان في أذربيجان

وتأتي هذه المخاوف أيضًا في ظل الاتهامات التي تطال عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني بتلقي دعم من جماعة النظام السابق عمر البشير، وقياداته الإسلامية وبأنهم هم العقل المدبر للحرب، وهذه الجماعة التي تعرف بـ”الكيزان” ما زالت ترتبط بعلاقات مع إيران وكان مُنظرها وقائدها السابق حسن الترابي من الموالين.

ربما يعجبك أيضا