بعد انتهاء التصعيد في المنطقة.. همهمات نووية بين واشنطن وطهران

للتهدئة الإقليمية.. هل تعود واشنطن وطهران إلى طاولة المفاوضات؟

يوسف بنده
ایران-و-آمریکا

الإدارات الأمريكية المتعاقبة حافظت على استراتيجية "خفض مستوى التوتر" مع إيران من خلال تكتيكات مثل "الاحتواء" و"خفض التصعيد" و"الردع" و"إدارة المخاطر".


كانت إيران توجه صواريخها الخالية من الرؤوس المُتفجرة تجاه إسرائيل، وهي تضع الولايات المتحدة الأمريكية نصب عينيها.

يأتي ذلك لأسباب تتعلق بالقوة العسكرية الأمريكية وتواجدها حول محيط إيران وقدرتها على توجيه الدعم لحليفتها إسرائيل، ولسبب أكثر أهمية يتعلق بالمصالح الإيرانية والاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الذي يضمن مبادلة المصالح بين الطرفين.

Screenshot 2024 04 22 190618

كشف صحيفة شرق الإيرانية عن تبادل اتصالات بين واشنطن وطهران للعودة إلى طاولة المفاوضات

عودة للاتفاق النووي

كشفت صحيفة “شرق” الإيرانية، أمس الأحد 21 أبريل، أن تصاعد التوتر في المنطقة، دفع كل من واشنطن وطهران إلى العودة لطاولة المفاوضات النووية مرة أخرى، فكشفت الصحيفة الإصلاحية أن طهران على اتصال بواشنطن، وأن البعثة الإيرانية الأممية لدى الأمم المتحدة في نيويورك تعمل على هذا التواصل.

وكشفت الصحيفة أن سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، يقود المفاوضات النووية في هذه المرحلة بدلًا من كبير المساعدين، علي باقري، الذي قادها خلال الاجتماعات السابقة.

وبينما واشنطن كانت تشدد على ضرورة معاقبة إيران بفرض مزيد من الحظر بعد هجومها العسكري على إسرائيل، كان وزير الخارجية الإيراني، حسين عبد اللهيان خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك يشير إلى التنسيق الإيراني مع الولايات المتحدة من أجل عدم اتساع دائرة الحرب.

نفي إيراني

وسط الحديث عن العودة إلى المفاوضات النووية، نفت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا)، أمس الأحد، وجود مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

لكن الوكالة الإيرانية لم تنف مبدأ الاتصال والتفاوض، فقد نقلت عن مصدر مطلع، إن “تبادل الرسائل لا يزال قائمًا وفق الأطر المحددة”، أي من خلال الوسطاء.

كذلك، نفت الوكالة الرسمية أي تعديل في آليات المفاوضات، وأكدت أن كبير المفاوضين، علي باقري كني،” يتابع مفاوضات رفع الحظر مع الدول الأعضاء في خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي)، أي مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين + ألمانيا).

متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني

متحدث الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني

انتهاء التصعيد

في إطار رسائل الطمأنة من جانب إيران للعودة إلى التهدئة في المنطقة، صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحفي اليوم الاثنين 22 أبريل، بأن إيران ليس لديها أي خطط للرد، على ما يبدو أنه هجوم إسرائيلي، على قاعدة جوية بوسط إيران.

وأوضح أن “الواقعة كانت مناورة مضللة ولا تستحق الذكر، وبالتالي لن نلاحقها أكثر من ذلك”، بحسب موقع الخارجية الإيرانية.

اقرأ أيضًاإيران تتوعد بالانتقام «الحكيم» من إسرائيل

اقرأ أيضًاللحفاظ على مكاسب الدبلوماسية.. هل أوكلت طهران خطة الانتقام إلى واشنطن؟

أيضًا في إطار الطمأنة، نفي كنعاني، أن يكون هناك أي مراجعة للسياسة النووية لإيران في أعقاب هجوم أصفهان، قائلًا: “الأسلحة النووية ليس لها أي مكان في استراتيجية الدفاع الإيرانية، وأن برنامجنا النووي سوف يستمر وفقًا للقواعد الدولية”.

وتأتي هذه التصريحات بعدما كان القائد المسؤول عن الأمن النووي في إيران، أحمد حق طلب، قد صرح بأن هجوم أصفهان يجعل من “الممكن والوارد مراجعة العقيدة والسياسة النووية للجمهورية الإيرانية”.

اقرأ أيضًاتعالي أصوات التهديد.. رد إسرائيلي محتمل على هجوم إيران

جدارية في طهران

جدارية الوعد الصادق في طهران

حاجة للاستقرار الإقليمي

أشار تقرير لصحيفة “آرمان أمروز” الإيرانية، اليوم الاثنين 22 أبريل إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن لا زالت تلاحق رؤيتها القائمة على تحقيق التكامل في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران.

وأضاف التقرير أنه إن كانت إيران غير مهتمة بالاتفاق الإبراهيمي مع إسرائيل، لكنها مهتمة بالعودة بالتهدئة والاستقرار إلى المنطقة، وهو ما يحتاج إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الترتيبات الاقتصادية والأمنية والدبلوماسية وغيرها.

اقرأ أيضًاانتقام حكيم.. إيران تطلق وابل صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل

اقرأ أيضًاانتقام إيران لقصف قنصليتها.. ما الدلالات؟

وحسب الصحيفة الإيرانية، فإن الولايات المتحدة تسارع وراء رؤيتها بعد ما شهدته المنطقة من توترات أخيرة بين إيران وإسرائيل، حيث طهران على وشك الحصول على القنبلة الذرية. ويقوم وكلاؤها بتوسيع أنشطتهم خارج الحدود.

كذلك، فإن استراتيجية واشنطن التي تتمثل في “إبقاء مستوى التوتر منخفضًا” في جميع المجالات، بما في ذلك القضايا النووية والإقليمية وغيرها، لم تعد ناجحة بعد اندلاع التوتر الأخير.

ويشير التقرير إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة حافظت على تلك الاستراتيجية من خلال تكتيكات مثل “الاحتواء” و”خفض التصعيد” و”الردع” و”إدارة المخاطر”، ومنها إدارة بايدن الحالية، لكن تماسك إيران أمام هذه الخطط، أثبت فشلها، وأنه يجب حل المشكلات مع إيران بشكل مباشر.

ربما يعجبك أيضا