ثاني أكبر بنك في سويسرا.. كيف تورط في جريمة لغسل الأموال؟

ولاء عدلان

"ممثلو الادعاء السويسري يتهمون بنك كريدي سويس بإخفاء الأصول الإجرامية لأكثر من 146 مليون فرنك، بما في ذلك 43 مليون فرنك جرى تسليمها يدويًا في حقائب مليئة بالأوراق النقدية".


وجهت محكمة سويسرية في السابع من فبراير الجاري، اتهامات لبنك “كريدي سويس” تتعلق بالسماح لعصابة بلغارية تعمل في تهريب الكوكايين بغسل ملايين الفرنكات.

وفي أول محاكمة جنائية لبنك كبير في سويسرا، يطالب ممثلو الادعاء العام “كريدي سويس” بتعويض قدره 42.4 مليون فرنك “حوالي 45 مليون دولار”.. فما هي الاتهامات الموجهة لثاني أكبر بنك في سويسرا؟ وكيف رد عليها؟ وما علاقة القضية بالمصارع البلغاري السابق إيفلين بانيف؟

اتهامات بغسل الأموال

قال ممثلو الادعاء إن “كريدي سويس” لم يتخذ جميع الخطوات اللازمة لمنع مافيا مخدرات بلغارية من إخفاء وغسيل الأموال عبر قنواته خلال الفترة من 2004 إلى 2008، وتمتد لائحة الاتهامات إلى أكثر من 500 صفحة، وتركز على العلاقات التي أقامها “كريدي سويس” مع المصارع البلغاري السابق إيفلين بانيف المتهم بتهريب المخدرات في عدة دول، بحسب “رويترز“.

وتتهم اللائحة مديرة سابقة لعلاقات العملاء بالبنك بإخفاء الأصول الإجرامية لأكثر من 146 مليون فرنك، بما في ذلك 43 مليون فرنك جرى تسليمها يدويا في حقائب مليئة بالأوراق النقدية، وتفيد اللائحة بأن هذه المديرة قبلت ودائع نقدية من اثنين من أصدقاء المصارع البلغاري المتهمين في القضية، تجاوزت الـ500 ألف يورو “564 ألف دولار تقريبا” في كل مرة.

وذكرت أن البنك أجرى هذه المعاملات دون توضيح الخلفية الاقتصادية للصفقات بشكل كافٍ ورغم المؤشرات القوية على الأصل الإجرامي للأموال، وفقا لما ذكرته مجلة “فورتشن” الدولية في تقرير نشرته في السابع من فبراير.

“كريدي سويس” ينفي الاتهامات

قال البنك السويسري في بيان لـ”رويترز” إنه يرفض تماما كل الادعاءات الواردة في هذه القضية، وإنه سيدافع بقوة عن نفسه أمام هيئة المحكمة، كما أنه مقتنع ببراءة موظفته السابقة.

وقالت جهة الدفاع عن مديرة العلاقات السابقة بالبنك التي يحظر القانون السويسري نشر اسمها في الوقت الراهن، “إن القضية غير مبررة وإن موكلتها تنفى ارتكاب أي مخالفة خلال فترة خدمتها بالبنك التي انتهت في 2010″.

وأوضحت مصادر لـ”رويترز” أن “كريدي سويس” سيشكك في الأصل الأجرامي لهذه الأموال ويقول أن بانيف وأصدقائه يديرون أعمالا مشروعة في قطاعي العقارات والفنادق، وأنه فتح تحقيقا داخليا عقب اعتقال بانيف في بلغاريا في أبريل 2007، ما يعكس التزامه بإجراءات مكافحة غسل الأموال.

هل المصارع السابق إيفلين بانيف متهم في القضية؟

لم توجه المحكمة السويسرية اتهامات للمصارع السابق بانيف، لكنها وجهت اتهامات لاثنين من أصدقائه استغلهما لغسل أمواله في سويسرا، وسبقت إدانة بانيف في إيطاليا عام 2017 بتهمة تهريب المخدرات، ثم في بلغاريا عام 2018، وجرى اعتقاله في سبتمبر الماضي في أوكرانيا التي تطالبها بلغاريا بتسليمه لمواجهة اتهامات بتأسيس جماعة إجرامية منظمة وتهريب المخدرات وغسل الأموال.

وأفاد تقرير مجلة “فورتشن” بأن بانيف قام خلال الفترة من 2002 إلى 2012 بتهريب الكوكايين إلى أوروبا باستخدام القوارب والطائرات والطرق البرية، ومطلوب لتنفيذ أحكام قضائية في إيطاليا ورومانيا وبلغاريا.

“كريدي سويس” مثقل بالفضائح

يتوقع أن يطعن محامو “كريدي سويس” في حق ممثلي الادعاء في بناء لائحة الاتهامات على أدلة تعود إلى ما قبل 2007، بموجب القانون السويسري الذي يسقط حق التقاضي في جرائم غسل الأموال التي عمرها 15 عاما، وفي حال إدانة البنك من هيئة المحكمة سيكون مطالبا بتعويض قدره 42.4 مليون فرنك بالإضافة إلى غرامة قدرها 5 ملايين فرنك، بحسب ما ذكره تقرير “فورتشن” .

ويضيف التقرير: تأتي هذه القضية لتضاف إلى سلسلة من الفضائح التي تلاحق البنك صاحب 166 عاما من العمل المصرفي وتتعلق بفشله في إدارة المخاطر، على سبيل المثال في العام الماضي تكبد البنك خسار بقيمة 5.5 مليار دولار بسبب انهيار أحد عملائه التجاريين “شركة آركيجوس كابيتال”.

وفي أكتوبر الماضي أقر “كريدي سويس” بالتآمر والاحتيال لجمع تمويلات بـ 2 مليار دولار بين عامي 2013 و2014 لصالح شركات حكومية في موزمبيق والتزم بدفع غرامات مالية في سويسرا وبريطانيا وأمريكا شملت 175.5 مليون دولار لوزارة العدل الأمريكية، و100 مليون دولار لهيئة البورصات الأمريكية، و203 ملايين دولار لهيئة السلوك المالي البريطانية.

ربما يعجبك أيضا