شريط أزرق وأصفر.. رسالة المشاهير لدعم أوكرانيا في أوسكار 2022

استغل عدد من المشاهير حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2022 للإظهار دعمهم للاجئين الأوكرانيين عبر ارتداء شرائط زرقاء حرصوا على إبرازها أمام الكاميرات.

وبلمسة بسيطة على أزيائهم بدا هؤلاء النجوم يدلون ببيان على طريقتهم، من مخرج فيلم “الأب الروحي” فرانسيس فورد كوبولا، إلى جيمي لي كورتيس وجيسون مومواه، تعبيرًا عن تضامنهم مع شعب أوكرانيا  الذي يُعاني ويلات حرب قاسية لا تزال مستمرة حتى الآن.

المشاهير يدعمون أوكرانيا في حفل الأوسكار

للاستفادة من حجم مشاهدات الأوسكار الكبير، وزعت الأمم المتحدة على مرشحي الجائزة وبعض ضيوف الحفل شريطًا أزرق اللون مع شعار لدعم اللاجئين، وافق البعض على ارتدائه على السجادة الحمراء قبل الحفل. وارتدى المخرج فرانسيس فورد كوبولا دبوسًا للعلمين الأمريكي والأوكراني معًا، وأضاف جيسون موموا لمسة لإطلالته بمنديل جيب بألوان العلم الأوكراني.

ووضعت الحائزة على جائزة الأوسكار، يون يوه جونج، شريطًا أزرق اللون عليه عبارة # SupportRefugees أو ادعم اللاجئين، في المقابل ارتدت ديان وارن على السجادة الحمراء شريطًا أصفر وأزرق عليه نفس العبارة أيضًا.

انقذوا اللاجئين

وعلى إصبعها وضعت جيمي لي كورتيس شريطًا أزرق وأصفر مع عبارة #SupportRefugees ، وقالت على السجادة الحمراء، “لدينا أزمة إنسانية وأزمة لاجئين تحدث الآن، وكل هؤلاء النازحين بحاجة إلى سرد قصصهم، لذا وقوفي هنا الليلة يعني أنني أمثلهم، وهم يعلمون أنهم ليسوا وحدهم، وأن الناس يفكرون بهم، ونفكر نحن في طرق يمكننا مساعدتهم من خلالها”.

ووضع صامويل إل جاكسون شريطًا باللونين الأزرق والأصفر عليه عبارة  “أنقذوا اللاجئين” في أثناء حضوره حفل توزيع الأوسكار مع زوجته لاتانيا ريتشاردسون، وارتدى الإعلامي الشهير تايلر بيري شريطًا مشابهًا يناشد العالم بإنقاذ اللاجئين أيضًا.

شراكة بين المشاهير ووكالة اللاجئين

ارتداء هذه الشرائط ليس عشوائيًا أو وليدًا للصدفة، فهي شراكة بين المشاهير ووكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بهدف زيادة الوعي بأزمة اللاجئين الحاليّة، بعد فرار مئات الآلاف من الأوكرانيين من بلادهم من جراء العمليّة العسكريّة الروسيّة.

ونشرت وكالة اللاجئين عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر وسم اللاجئين، مع صورة تعرض جائزة الأوسكار، علقت عليها: أوسكار أفضل مدافع عن اللاجئين تذهب إلى.. كل من يقف مع اللاجئين، شكرًا على لطفكم”.

And the #Oscars for the best refugee advocate goes to… everyone who stands #WithRefugees. Thank you for your kindness. pic.twitter.com/asWJoFvZv8

— USA for UNHCR (@UNRefugeeAgency) March 27, 2022

دعم لاجئي العالم

الفكرة، كما أوضح ممثّلو مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تهدف إلى إظهار الوضع الصعب الذي يواجهه اللاجئون، ليس فقط من أوكرانيا، بل أيضًا 85 مليون شخص نزحوا من بلدانهم موزعون على جميع أنحاء العالم.

ونظّم الحملة مستشارة الاتصالات في المفوضيّة، أناديل حسين، مع خبيرة استراتيجيّة التأثير الاجتماعي، بوني أبونزا، وقالت حسين إن بعض الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار هذا العام قدّمت قصصًا قوية تتناول قضايا اللاجئين والتشرّد وأهمية المنزل والانتماء مثل “بلفاست” و”دون”، موضحة أن هذا يأتي في وقت يشهد العالم أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

وتابعت مستشارة الاتصالات في مفوضيّة اللاجئين: “أراد الفنانون إظهار تضامنهم مع أوكرانيا، وطلبنا منهم تقديم هذا الدعم لما يقرب من 84 مليون شخص أجبروا على الفرار من ديارهم، والأشرطة لفتة رمزية رأينا أنها فرصة لإيصال رسالة لمزيد من الوعي بهذه الأزمة الإنسانيّة العالميّة، كما فعلت الأفلام المرشحة لهذا العام بخيال وتعاطف كبيرين. “

أوكرانيا حاضرة في أوسكار 2022

لم تغب أوكرانيا عن مراسم حفل جوائز الأوسكار في نسخته الـ94، وتوقف بث الحفل في دقيقة صمت من أجل الشعب الأوكراني، وتوقّع الكثيرون عندما ظهرت ميلا كونيس على المسرح أنها ستتحدث عن أوكرانيا، فإضافة إلى كونها أوكرانية دشنت مع زوجها أشتون كوتشر حملة لمساعدة ضحايا الحرب جمعت أكثر من 20 مليون دولار في غضون أيام قليلة.

وقدمت كونيس أغنية “Somehow You Do” من فيلم “Four Good Days”، التي لحنتها ديان وارين أحد المشاهير المشاركين في حملة المفوضيةّ، وهي إحدى الأغنيات التي تنافست في فئة أفضل أغنية، وقالت ميلا في تقديمها: “الأحداث العالمية مؤخرًا جعلت كثيرًا منّا يشعر بالإحباط.. عند رؤية مواجهة الأوكرانيين للدمار بقوّة وكرامة.. لا يسعنا إلا أن نكون وسط الذين يجدون القوّة لمواصلة القتال وسط ظلمة لا يُمكن تصورها”.

هل يتحول حفل الأوسكار إلى فعالية سياسية؟

قبل الحفل، ترددت أنباء عن استضافة بث مباشر للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلنسكي، لكن إدارة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لم تستجب للأمر، وذكرت شبكة سي إن إن أن منتجي جوائز الأوسكار كشفوا أنهم “سيقرون باحترام” بالأزمة الحاليّة في أوكرانيا خلال العرض، وقال أحد منتجي الحفل، ويل باكر: “هذا حقًا وقت بالغ الأهمية في تاريخ البشريّة، ونحن ندرك ذلك تمامًا”.

ومنذ سنوات بدأ نجوم هوليوود في استغلال حفل جوائز الأوسكار لإظهار دعمهم لبعض القضايا السياسية سواء التي تخص أمريكا أو العالم، منها التضامن مع حركة “مي تو”، والاستياء من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كذلك رفع الوعي ضد العنصرية والعنف.