«جنيف الدولي» يطالب الأمم المتحدّة بالضغط على السلطات العراقية لحماية المتظاهرين

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

جنيف –  دعا مركز جنيف الدولي للعدالة مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق إلى الضغط على السلطات العراقية لحماية المتظاهرين في بيان صدر صباح اليوم الخميس .

وقال البيان “تعرّض المتظاهرون العراقيون السلميون مرّة أخرى للاضطهاد والضرب والقتل. يأتي ذلك في ذكرى التجمّع السلمي للشعب العراقي الذي جرى في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٠. فقد ارتكبت قوات الأمن العراقية والمليشيات انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحقّ المتظاهرين السلميين، حيث قامت بتهديدهم وترهيبهم، وإحراق خيامهم، والاعتداء عليهم بالغاز المسيّل للدموع، والضرب المُبرح وحتى القتل. وقد تسبّب اعتداء قوات الامن الوطني على المتظاهرين في بغداد بمقتل شخصين وإصابة ٢٣ متظاهراً”.

وذكر البيان “من المؤسف حقّاً أنّ يحصل هذا على الرغم من تحذيراتٍ عديدة تلقتها السلطات العراقية من عدّة منظمات، بما في ذلك مركز جنيف الدولي للعدالة، حيث حذّر المركز السلطات العراقية من الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضدّ المتظاهرين السلميين”.

كما دعى مركز جنيف مفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق الى ممارسة الضغط على السلطات العراقية لحماية المتظاهرين، ولكن، كعادتها، لم تتخذ السلطات هذه النداءات بنظر الاعتبار.

لم تتخذ السلطات العراقية اي إجراءات ملموسة لمنع المزيد من الانتهاكات والجرائم ضد المتظاهرين، بل بإن المسؤولين الحكوميين والسياسيين العراقيين قد زادوا من اعمال العنف، حيث حاولت ميليشيا “ربع الله” المدعومة من ايران، بقيادة نوري المالكي، اقتحام ساحة التحرير لتشويه صورة التظاهرات السلمية في بغداد. وقد غرد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتاريخ ٢٦ تشرين الاول/ اكتوبر ٢٠٢٠، متهماً بعض المتظاهرين ب”تجاوز حدودهم” مع القوّات الامنية، و ذلك ليبرّر تصرّفات هذه القوّات. ولم يتطرّق إلى قضية الفاسدين المدعومين من الميليشيات، ولم يذكر الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من عدّة أحزاب فاسدة.

ولذلك، يعيد مركز جنيف الدولي للعدالة تحذيراته للمجتمع الدولي من الاعتداءات الممنهجة والمباشرة ضدّ الشعب العراقي. لقد تعرّض المدنيون العراقيون الابرياء لأنتهاكاتٍ وحشية وشنيعة منذ بداية التظاهرات في ١ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٩، وذلك، فقط، بسبب ممارستهم حقوقهم الأساسية.

ويطالب المتظاهرون بإنصاف الضحايا الذين قتلوا في الاحتجاجات السلمية، وأن يجري إستبدال النظام الطائفي القائم بنظام|ٍ سياسي ديمقراطي عادل. وعلى الرغم من هذه الاحتجاجات والمطالب، فلم يحدث أيّ تحسن، حيث أن جرائم الميليشيات بحقّ الابرياء مستمرّة، كما وأن هذه الميليشيات والأحزاب الفاسدة تتمتع بالافلات التامّ من العقاب على أعمالها الشنيعة. وكرّر مركز جنيف الدولي للعدالة دعواته للمجتمع الدولي للاستماع الى صوت الشعب العراقي. فلن تكون هناك عدالة حقيقية دون الاستماع لمطالب الشعب وتلبيتها.

وكان مركز جنيف الدولي للعدالة، وهو منظمة دولية غير حكومية مقرها جنيف، قد حذّر السلطات العراقيّة وأجهزة الأمم المتحدّة من المخطّطات الهادفة لإستهداف المتظاهرين العراقيين وذلك في ظلّ الأستعدادات للتظاهرات التي جرت يوم ألأحد 25 تشرين الأول/أكتوبر 2020، وحمّلها مسؤوليّة إتخاذ كل الخطوات لتوفير الحماية للمتظاهرين ومنع أيّ إعتداء يستهدفهم.

وقال في نداٍْ وجهه بالمناسبة: يصادف 25 أكتوبر 2020، الذكرى السنوية الأولى لتجمّع الشعب العراقي للإحتجاج السلمي. بدأت المظاهرات في العراق في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2019، داعيةً إلى نظامٍ سياسي ديمقراطي حقيقيّ ومستدام. خوفًا على أنفسهم وأسرهم، تردّد العديد من العراقيين في البداية في المشاركة، ولكن في 25 أكتوبر 2019، تجمّع رجال ونساء العراق، من جميع الأعمار، ومن جميع أنحاء العراق للإحتجاج.

ونظراً لأهميّة هذا اليوم باعتباره التجمّع السلمي السنوي للشعب العراقي، يستعدّ الكثير من العراقيين لهذه المناسبة. ولم يغب هذا عن اهتمام المليشيات التي تتصدّر الهجمات على المتظاهرين. وفي الأسبوعين الماضيين، إحتلّت الميليشيات، ولا سيّما ميليشيا الصدر (المعروفة أيضاً بإسم سرايا السلام)، ساحة التحرير في بغداد. وفي محاولةٍ لردع وعرقلة المواطنين العراقيين عن المشاركة في التظاهرات قاموا بإحراق خيام المتظاهرين وترهيبهم وتهديدهم.

إن الشعب العراقي، الذي لا يريد سوى ممارسة حقوقه وحرياته الأساسية، ينتابه القلق لما سيحدث يوم الأحد، حيث الخشية على حياة أبنائه.

وبهذه المناسبة، يحذّر مركز جنيف الدولي للعدالة (GICJ) السلطات العراقية من أيّ محاولة للاعتداء على المتظاهرين في ذلك اليوم. فكما وثقنا خلال العام الماضي، فقدّ إعتدت الميليشيات وعرّضت لخطر حياة عددٍ لا يُحصى من المتظاهرين السلميين، وإنتهك حقّهم في التظاهر السلمي.

نحن نعلم أن هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضدّ المتظاهرين السلميين قدّ تتكرّر يوم 25/10/2020. لذلك يدعو مركز جنيف الدولي للعدالة مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق إلى الضغط على السلطات العراقية لحماية المتظاهرين. خاصّة أنّ المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تدركان تماماً جسامة إنتهاكات حقوق الإنسان المُرتكبة ضدّ المتظاهرين الأبرياء منذ 1 أكتوبر 2019، ويصبح من واجبهما بذل كل ما في وسعهما لحماية الشعب العراقي.

كما يتوجب على السلطات العراقية اتخاذ تدابير ملموسة لمنع المزيد من الانتهاكات والجرائم. لقد قيلت وعود فارغة كثيرة، وبيانات لا معنى لها في كثير من الأحيان؛ وقد حان وقت العمل. إذا لم يتمّ اتخاذ أيّ إجراء، فقد يتعرّض عددٌ لا يُحصى من المتظاهرين السلميين لانتهاكات جسيمة للحقّ في التظاهر.

ختاماً، يؤكدّ مركز جنيف الدولي للعدالة تضامنه التام ّمع الشعب العراقي في كفاحه لممارسة حقوقه الأساسيّة.

ربما يعجبك أيضا