جيش أنهكته الحرب.. معضلات وتحديات تواجه روسيا

محمد النحاس
الجيش الروسي

القوات الروسية المدرعة تعاني من تحديات كبيرة في مواجهة أنظمة الأسلحة الحديثة المنتشرة في أوكرانيا، حيث تتعرض الدبابات لخطر التدمير عندما يتم دفعها إلى الخطوط الأمامية.


تعرض الجيش الروسي لخسائر كبيرة خلال الحرب مع أوكرانيا، والتي بدأت في 24 فبراير 2024.

تدهورت قدرات الوحدات البرية المقاتلة بسبب الاستنزاف الميداني الكبير، ورغم ذلك تمكنت روسيا خلال الحرب من الحفاظ على تقدم نسبي والتشبث بالمناطق التي سيطرت عليها، وفق ما ذكر تقرير لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية.

أساليب جديدة

رغم أن الجيش الروسي يواجه صعوبة في الحفاظ على الكفاءة القتالية لوحداته، إلا أن القيادة الروسية اتخذت بعض الخطوات والتدابير لتعويض تلك الخسائر.

الخسائر الروسية تثير تساؤلات عن كيفية إعادة بناء الجيش بعد انتهاء هذه المرحلة عالية الكثافة من الصراع، فكيف يعمل على الروس على ترميم القدرات وتعويض الخسائر.

وفق المجلة الأمريكية، تتركز جهود الجيش الروسي حاليًا على تعويض الخسائر البشرية من خلال عمليات تجنيد وتدريب واسعة، بالإضافة إلى إعادة تزويد القوات بالمعدات والأسلحة.

نهج متوازن

تتركز هذه العمليات في مناطق دونباس وكورسك، حيث تحاول القوات الروسية التمسك بالأرض التي تسيطر عليها، مع الاستمرار في الضغط على خطوط الدفاع الأوكرانية الممتدة.

ورغم الصعوبات اللوجستية، لا زالت القيادة الروسية تحافظ على توازن استراتيجي للإمدادات، مع استمرار “الضغوط على الأعداء”، وفق “ناشونال إنترست”.

الحرب الإلكترونية

في ذات الصدد، عملت روسيا على تطوير قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية، ما مكن قواتها البرية من أن تصبح أشد فتكًا وأكثر احترافًا.

وتعتمد القوات الروسية بشكل متزايد على الطائرات المسيّرة مثل “لانست” و”أورلان”، مما ساهم في تعزيز قدرتها على تنفيذ الهجمات بدقة أكبر.

معضلة الأسلحة الحديثة

رغم أن روسيا اضطرت للتخلي عن مفهوم مجموعات الكتائب التكتيكية (BTG) بسبب عدم فعاليتها، إلا أن الجيش يعيد تنظيم صفوفه باستخدام هيكل عسكري أكثر تقليدية يتماشى مع قدراته اللوجستية.

القوات الروسية المدرعة تعاني من تحديات كبيرة في مواجهة أنظمة الأسلحة الحديثة المنتشرة في أوكرانيا، حيث تتعرض الدبابات لخطر التدمير عندما يتم دفعها إلى الخطوط الأمامية.

تطوير الأساليب التقليدية

لذلك، من المتوقع أن تركز روسيا على بناء تشكيلات عسكرية متكاملة ومتوازنة بشكل أفضل في المستقبل، مع احتمال العودة إلى مفهوم الكتائب التكتيكية، ولكن بشكل مُحسّن يحل المشكلات اللوجستية التي واجهتها في السابق.

وبالتوازي، تَظهر تحديات داخل المؤسسة العسكرية الروسية، مثل الفساد والبيروقراطية التي تؤثر على جاهزية القوات، إلا أن هناك بعض الجهود لتقليل هذه المشكلات، والتي قد تمهد الطريق لتطوير جيش أكثر فعالية في المستقبل.

ربما يعجبك أيضا