حرب الفيروسات.. كورونا في مواجهة الإيبولا

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

في الوقت الذي كان العالم فيه ينتظر أن تعلن الكونغو انتهاء ثاني أسوأ وباء في التاريخ، يخرج علينا بيان منظمة الصحة العالمية يفيد بوفاة حالة ثانية مصابة بفيروس الإيبولا بعد أكثر من 7 أسابيع خلت دون تسجيل حالة جديدة، ما تسبب في إثارة المخاوف من انتشار وباء آخر وسط تفشي جائحة كورونا المستجد، كما لو لم يكن امتداد فيروس كورونا كافيًا ليزهق المزيد من الأرواح ليأتى الإيبولا مرة أخرى ليزيد من هموم الدولة، ويجعلها تحارب في اتجاهين مع مرضين آخرين قاتلين.

فقد كان من المقرر أن تعلن الكونغو، اليوم الإثنين انتهاء ثاني أخطر تفشّ لفيروس الإيبولا منذ بدء التسجيل إلى أن تأكدت حالة وفاة بالمرض الجمعة الماضية، في مدينة بيني بشرق الكونغو.

مخالطون للمصاب

يقول “أبوبكر ديالو”، نائب المدير المسؤول عن مكافحة الإيبولا في منظمة الصحة العالمية:” أحدث حالة وفاة هي لرضيعة تبلغ من العمر 11 شهرا، وكانت تُعالج في نفس المركز الطبي الذي كانت تُعالج فيه حالة الوفاة السابقة، التي كانت لرجل يعمل كهربائيا عمره 26 عاما”.

فيما يقول مسؤولون إنه لم يتضح بعد كيف أُصيب الكهربائي بالإيبولا، بل أوضحت الحكومة الجمعة، أنه لم يُعرف عنه أنه خالط مرضى إيبولا آخرين، كما لم يكن متعافيًا من المرض وحدثت له انتكاسة، بينما حددت منظمة الصحة العالمية 215 شخصا خالطوا الكهربائي منهم 53 عاملا صحيا في 3 منشآت تردد عليها الرجل قبل وفاته.

في الوقت ذاته أعلن مدير منظمة الصحة العالمية، “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، عبر حسابه على “تويتر”: “عقب 52 يوما دون تسجيل إصابات، أكدت فرق الرصد والاستجابة الميدانية تسجيل حالة جديدة، وللأسف، يعني هذا أن حكومة الكونغو الديموقراطية لا يمكنها إعلان نهاية وباء إيبولا يوم الإثنين كما كنا نأمل”.

وتضيف “كيت موجر”، نائبة الرئيس الإقليمي للجنة الإنقاذ الدولية لمنطقة البحيرات الكبرى، “إن هذه حالة طوارئ ثلاثية الآن: السكان الضعفاء الذين يواجهون أزمات إنسانية مستمرة، وانتشار “COVID-19″، والآن من المحتمل أن يعاد ظهور أزمة إيبولا”.

وأوضح كبير خبراء الطوارئ في الإنقاذ الدولي، مايك رايان، أن الفرق الصحية على الأرض تواصل التحقيق في 2600 من إنذارات إيبولا عبر الإقليمين المتضررين في البلاد.

وقال “رايان”، في مؤتمر صحفي، “نأخذ آلاف العينات كل أسبوع وسنستمر في المراقبة النشطة للمرض”.

ضحايا الإيبولا

يشار إلى أن الحالات التي تظهر فجأة أو عدوى المرة الواحدة أمر شائع مع قرب انتهاء تفشي الإيبولا، كما أن ظهور حالة جديدة لا يعني بالضرورة أن الفيروس سيخرج عن نطاق السيطرة مرة أخرى.

وأودى فيروس الإيبولا بحياة أكثر من 2200 شخص منذ أغسطس 2018 في منطقة من الكونغو تعاني من عنف الميليشيات مما عرقل جهود احتواء المرض.

ما هو الإيبولا؟

يعتبر مرض فيروس الإيبولا المعروف أيضا باسم حمى الإيبولا النزفية مرضاً قاتلاً، حيث يصل معدل الوفيات الناجمة عن فيروس الإيبولا، والذي يندرج ضمن عائلة الفيروسات الخيطية إلى نحو 90%، حسبما ذكرت منمظة الصحة العالمية عبر موقعها الرسمي.

تم التعرف على فيروس الإيبولا لأول مرة في عام 1976 عندما ظهر في دولتين في آن واحد، إحداهما في يامبوكو، وهي قرية لا تبعد كثيرا عن نهر إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والأخرى في منطقة نائية في السودان.

ويعتبر أصل الفيروس غير معروف، وإن كانت هناك بيانات الآن تشير إلى أن خفافيش الفاكهة قد تكون من الكائنات المضيفة له.

حمى الخنازير

وها هي الإيبولا تعود من جديد ليس هذا فقط، فقد أعلنت وزارة الزراعة والشؤون الريفية في الصين، وجود حالتي إصابة بحمى الخنازير الأفريقية في إقليمين شمال غرب البلاد.

وأكدت الوزارة، في بيان لها، أنه تم اكتشاف حالة في إقليم قانسو في شاحنتين كانتا تنقلان 320 خنزيرا إلى مقاطعة منقين مع نفوق ثلاثة خنازير منها.

في حين سجلت الحالة الثانية في إقليم شنشي في مزرعة صغيرة اشترت خنازير من إقليم آخر، ونفق 39 خنزيرا منها.

أفريقيا وإسقاط الدين

طالما عانت دول القارة الأفريقية من الأوبئة وخاصة الإيبولا ففي عام 2014 طلبت لجنة تابعة للأمم المتحدة، المزيد من عمليات إلغاء الدين للدول الأكثر تضررا من فيروس “إيبولا” في غرب أفريقيا.

وقالت اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة -في اجتماع عقد بالعاصمة الإثيوبية “أديس أبابا”، إنه من الضروري ألا تزيد أزمة تفشي “إيبولا” من المعاناة الاقتصادية لكل من سيراليون وغينيا وليبيريا.

وناشد “كارلوس لوبيز”، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والسكرتير التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، حينذاك بإسقاط الديون.

وبظهور حالتي إصابة بالإيبولا أصبحت أفريقيا فى مرمي نيران الإيبولا والكورونا، إلا أن الدعوات لتخفيف العبء الاقتصادي ما زالت تعلو، حيث عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال الفترة الماضية ثلاث قمم الأولى قمة مجموعة العشرين التي تمت عبر تقنيات وسائل الاتصال الحديثة للدول العظمى حيث تقدم السيسي بمبادرة موجهة لدول مجموعة العشرين لدراسة تخفيف أعباء الديون المستحقة على الدول الأفريقية، سواء بإعادة الجدولة أو التأجيل أو الإعفاء، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، كالبنك الإسلامي للتنمية والبنك الأفريقي للتنمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إلى جانب المانحين من الدول الصناعية الكبرى.

ربما يعجبك أيضا