هل اقتربت حرب تايوان؟ بكين تستعد وواشنطن تشعل الصراع

شروق صبري

أمر الرئيس الصيني جيش التحرير الشعبي بتطوير قدراته لغزو تايوان بحلول 2027، وتستعد أمريكا للحرب في عام 2025، فأيهما سيحسم الصراع؟


تستعد الصين والولايات المتحدة للسيطرة على تايوان عسكريًّا، إلا أن التنبؤ بكيفية نشوب الحرب يعد أمرًا صعبًا، وفقًا لمجلة الإيكونومست البريطانية.

ونشرت المجلة تقريرًا في عددها الأسبوعي الصادر أمس الأول السبت 2023، بعنوان “أمريكا والصين تستعدان للحرب في تايوان”، توقعت فيه نشوب الحرب في تايوان، مشيرة إلى تنامي القوة العسكرية للصين، وقدرة الولايات المتحدة على الردع في المقابل.

الحرب على الأبواب؟

الشيء الوحيد المؤكد، حسب الإيكونومست، أنه حتى لو بقيت جميع الأسلحة النووية في صوامعها، فإن مثل هذا الصراع ستكون له عواقب وخيمة، ليس فقط بالنسبة إلى 23 مليون شخص في تايوان، ولكن بالنسبة إلى العالم أجمع.

maxresdefault 7

ولفتت الإيكونومست إلى أنه في السنوات الأخيرة، ازدادت حدة الخطاب والاستعدادات من أمريكا والصين، ويخشى الجانبان من أن الوقت ينفد.

وتخشى أمريكا التي طالما تعهدت بمساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، من أن تصبح القوات المسلحة الصينية في القريب العاجل أقوى من أن تردع تايوان. وتخشى الصين من أن آفاق إعادة التوحيد السلمي آخذة في التبخر.

استعدادات الصين للحرب

زعمت الإيكونومست أن الصين تمارس عمليات عسكرية على جزر بحر الصين الجنوبي، وتعبر السفن الحربية الصينية والطائرات المقاتلة الحدود البحرية لتايوان، للتضييق على السفن والطائرات الأمريكية.

ونقلت المجلة البريطانية عن القادة العسكريين ورؤساء المخابرات الأمريكية زعمهم أن الرئيس الصيني، شي جين بينج، أمر جيش التحرير الشعبي، بتطوير القدرة على غزو تايوان بحلول عام 2027، ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن الصراع سيندلع في عام 2025.

headshots 1620071842362.0

أكبر هجوم برمائي

أشارت الإيكونومست إلى أن الجيش الصيني الذي يضم نحو مليوني مجند، مقابل 163 ألفًا في تايوان، سيحتاج إلى استعدادات مكثفة، لإجراء أكبر هجوم برمائي منذ عام 1944.

ومن المقرر أن يلغي الإجازات ويجمع سفن الإنزال، ويخزن الذخائر، ويؤسس مواقع قيادة متنقلة، ومع قدرة الرئيس شي العسكرية المتطورة فيمكنه إخفاء العديد من هذه التحركات في شكل تدريبات عسكرية قبل توجيه الضربة الأولى.

سيناريوهات متوقعة لتحركات الصين

توقعت الإيكونومست أن الحرب ستبدأ بضربات صاروخية من الصين على الدفاعات البحرية والجوية في تايوان، فضلا عن قصف أهداف عسكرية وسياسية، وكذلك ضرب البنية التحتية المدنية مثل محطات الطاقة ومستودعات الوقود.

كما أنه من المتوقع أن تحجب الصين الأقمار الصناعية في تايوان، وتقطع كابلات الإنترنت تحت سطح البحر، وتستخدم الحرب الإلكترونية للتحكم في أنظمة القيادة والسيطرة، ما يعيق التنسيق مع القوات الأمريكية وحلفائها.

علامات حرب وشيكة

ترى المجلة البريطانية أن هناك إشارات تدل على اقتراب الحرب، مثل تخزين إمدادات الدم، قبل أسبوعين فقط من اندلاع الصراع. وبالنسبة للعمليات الأصغر، قد تستحوذ الصين على الجزر الصغيرة التي تسيطر عليها تايوان بالقرب من البر الرئيسي للصين وتايوان.

وبهذه التحركات يمكن للصين ضم تايوان في غضون 48 ساعة، إن لم تصل القوات الأمريكية وتتصدى للهجمات الصينية فور إطلاقها.

سيناريوهات أمريكية متوقعة لحرب تايوان

توقعت الإيكونومست أن تنشر واشنطن الطائرات في قواعدها، فضلًا عن مشاة البحرية حول نقاط التماس البحرية، وستنتشر الغواصات الأمريكية تحت البحار، وبعضها سيحتشد قرب تايوان. وسيوجه القادة العسكريون الأمريكيون والتايوانيون ضربات عسكرية ضد القوات الصينية.

ولفتت الإيكونومست إلى أنه نظرًا إلى تعهد أمريكا بحماية تايوان فإنها دائمًا ما ترسل المدربين العسكريين إليها، كما حث أعضاء بارزون في الكونجرس الرئيس الأمريكي جو بايدن على التعلم من هجوم روسيا على أوكرانيا، وإعطاء تايوان كل الأسلحة التي قد تحتاج إليها قبل الحرب، وليس بعدها.

كيف تعيق أمريكا تحركات الصين؟

حسب المجلة البريطانية، فإن القاعدة البحرية الأمريكية في أوكيناوا التي تقع في الطرف الجنوبي من الأرخبيل الياباني، على بعد 600 كيلومتر من تايوان. هي جزء من سلسلة من الأرخبيلات والجزر التي تمتد من اليابان إلى ماليزيا ويمكنها أن تعيق حركة المرور البحري من الصين إلى المحيط الهادئ.

وهذه الجزر وفقًا للإيكونومست، بإمكانها مهاجمة السفن الصينية من مسافة بعيدة، أو من خلال الانتشار في تايوان للمساعدة في صد العمليات الصينية.

ومن جانبها، زادت الحكومة التايوانية الخدمة العسكرية الإلزامية من 4 أشهر إلى عام، ما يزيد من الشعور بأزمة وشيكة وسط جهود أمريكا لخنق صناعة التكنولوجيا في الصين.

أمريكا تشعل الصراع

وفقًا للإيكونومست، تجري قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تدريبات مكثفة لخوض حربًا ضد الصين، في ظل استعدادات بكين لضم تايبيه.

ونوهت المجلة البريطانية بأن على أمريكا أن تزن إلى أي مدى تخاطر بإثارة الصراع، في ظل إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة لاستعراض القوة، فضلًا عن نشر قواتها في تايوان.

ربما يعجبك أيضا