حرب سيبرانية.. الصين تغزو البنية التحتية الأمريكية

الصين تعزز قدرتها على تعطيل البنية التحتية الأمريكية

آية سيد
حرب سيبرانية.. الصين تغزو البنية التحتية الأمريكية

تُعد عمليات الاختراق السيبراني جزءًا من جهد أوسع لاستحداث طرق لبث الرعب والفوضى أو إرباك اللوجيستيات في حالة وقوع صراع بين الولايات المتحدة والصين في الباسيفيك.


حذر مسؤولون أمريكيون، من أن الصين تعزز قدرتها على تعطيل البنية التحتية الأمريكية الأساسية.

ووفق ما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس الاثنين 11 ديسمبر 2023، أفاد المسؤولون أن مخترقين مرتبطين بالجيش الصيني نجحوا في التسلل إلى أنظمة الحاسب المرتبطة بحوالي 24 منشأة حيوية على مدار العام الماضي.

ما الأهداف؟

أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن عمليات الاختراق السيبراني تُعد جزءًا من جهد أوسع لاستحداث طرق لبث الرعب والفوضى أو إرباك اللوجيستيات في حالة وقوع صراع بين الولايات المتحدة والصين في الباسيفيك.

وأفاد أشخاص مطلعون على الواقعة لصحيفة واشنطن بوست، تحدثوا بشرط إخفاء هويتهم، أن الأهداف شملت مرفق مياه في هاواي، ومرفأ رئيس على الساحل الغربي للولايات المتحدة، وخط أنابيب نفط وغاز واحد على الأقل.

وحاول المخترقون أيضًا اقتحام مشغل شبكة كهرباء تكساس، التي تعمل بنحو مستقل عن الأنظمة الكهربائية في بقية الدولة. وأضاف الأشخاص المطلعون أن المخترقين استهدفوا عدة منشآت خارج الولايات المتحدة، من ضمنها مرافق كهرباء.

حرب سيبرانية.. الصين تغزو البنية التحتية الأمريكية

المخترقون الصينيون حاولوا اقتحام مشغل شبكة كهرباء تكساس

لماذا هاواي؟

حسب المسؤولين الأمريكيين، لم تؤثر عمليات الاختراق في أنظمة التحكم الصناعية التي تشغل المضخات، أو المكابس، أو أي وظيفة حيوية أخرى، وكذلك لم تُسبب أي تعطيل.

ورأى المسؤولون الأمريكيون أن الاهتمام بهاواي، التي تستضيف أسطول الباسيفيك، وميناء واحد على الأقل، ومراكز لوجيستية، يشير إلى أن الجيش الصيني يريد امتلاك القدرة على تعقيد الجهود الأمريكية لنقل القوات والمعدات إلى المنطقة في حالة اندلاع صراع بسبب تايوان.

«فولت تايفون»

وفق واشنطن بوست، هذه التفاصيل تساعد في تجميع الصورة الخاصة بحملة سيبرانية تُدعى “فولت تايفون”، التي رصدتها الحكومة الأمريكية لأول مرة منذ عام، في الوقت الذي تكافح الولايات المتحدة والصين من أجل إرساء استقرار علاقتهما التي باتت أكثر عدوانية مما كانت عليه منذ عقود.

وفي هذا السياق، قال المدير التنفيذي لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، براندون ويلز: “من الواضح أن المحاولات الصينية لاختراق البنية التحتية الحيوية تهدف جزئيًا إلى التمركز المسبق حتى يتمكنوا من تعطيل أو تدمير تلك البنية التحتية في حالة الصراع”.

وأشار إلى أن الأسباب الأخرى قد تشمل منع واشنطن من استعراض القوة في آسيا، أو التسبب في فوضى مجتمعية داخل الولايات المتحدة. وقال: “هذا تغيير ملحوظ عن النشاط السيبراني الصيني منذ 7 أو 10 سنوات، الذي كان يركز بنحو أساسي على التجسس السياسي أو الاقتصادي”.

انتظار أوامر الهجوم

في السياق ذاته، أكد مدير مركز التعاون في مجال الأمن السيبراني، التابع لوكالة الأمن القومي، مورجان أدامسكي، في رسالة بريد إلكتروني، أن نشاط “فولت تايفون” يبدو مركزًا على أهداف داخل منطقة الهندوباسيفيك، ومن ضمنها هاواي.

وحسب ما أفاد المسؤولون الأمريكيون للصحيفة، كان الهدف الرئيس للمخترقين هو سرقة بيانات دخول الموظفين التي يمكنهم استخدامها للعودة، متظاهرين بأنهم مستخدمون عاديون. لكن لم يجر تحديد بعض طرق الدخول التي استخدموها.

وقال زميل الدراسات الأمنية الصينية في مؤسسة جيمس تاون، جو ماكرينولدز، إن المخترقين يبحثون عن طرق للتسلل والبقاء دون رصدهم. وأضاف: “إنهم يحاولون بناء أنفاق في البنية التحتية لأعدائهم، التي يمكنهم استخدامها لاحقًا للهجوم. ثم ينتظرون ويستطلعون. وفي أحد الأيام، يتلقون الأوامر بالتحول من الاستطلاع إلى الهجوم”.

حرب سيبرانية.. الصين تغزو البنية التحتية الأمريكية

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والرئيس الصيني، شي جين بينج

خطط صينية

وفق ماكرينولدز، شرح ضباط الجيش الصيني، في وثائق داخلية أطلع على بعضها، كيف يمكنهم استخدام الأدوات السيبرانية أو “حرب الشبكات” في الصراع. وأوضح أن الخبراء الاستراتيجيين العسكريين تحدثوا عن مزامنة الضربات الجوية والصاروخية مع تعطيل شبكات القيادة والسيطرة، والبنية التحتية الحيوية، وشبكات الأقمار الاصطناعية، والأنظمة اللوجيستية العسكرية.

وأضاف أنهم تحدثوا عن استخدام هذه الأدوات في الغزو البرمائي، لافتًا إلى أنهم يرون هذه الأدوات ذات علاقة بسيناريو تايوان، “رغم أنهم لا يصرّحون بأن هذه هي الطريقة التي سنستولي بها على تايوان”، حسب ما نقلت واشنطن بوست.

جهود أمريكية

سعت الحكومة الأمريكية طويلًا لتحسين التنسيق مع القطاع الخاص، الذي يمتلك معظم البنية التحتية الحيوية للبلاد، ومع شركات التكنولوجيا التي يمكنها رصد التهديدات السيبرانية. وحاولت إدارة الرئيس جو بايدن تعزيز قدرة الصناعات على تحصين نفسها عبر إصدار قواعد إلزامية للأمن السيبراني.

وفي الأسابيع التي سبقت لقاء بايدن بالرئيس الصيني، شي جين بينج، كرر مسؤولو وكالة الأمن القومي، في مؤتمرات صناعية، الدعوة للقطاع الخاص كي يشارك المعلومات بشأن محاولات الاختراق. وحذر أدامسكي في أحد المؤتمرات من أن الصين تملك مخزونًا من الثغرات الاستراتيجية، التي يمكنها استخدامها في هجمات خفية.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن مسألة عمليات الاختراق السيبراني الصيني للبنية التحتية الحيوية كانت على قائمة نقاط الحوار المقترحة في لقاء بايدن وشي، لكن لم تُثار خلال الاجتماع الذي استمر 4 ساعات، وفق أشخاص مطلعين على الأمر.

ربما يعجبك أيضا