حرب غزة.. هل تستطيع روسيا إنهاء الصراع؟

روسيا تسعى للعب دور الوسيط في الصراع بين إسرائيل وحماس

آية سيد
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

روسيا لديها علاقات دبلوماسية مع جميع الأطراف المعنية، واتبعت تاريخيًا الدبلوماسية النشطة في الشرق الأوسط.


زار وفدان من حركة حماس الفلسطينية وإيران العاصمة الروسية، موسكو، الخميس الماضي 26 أكتوبر 2023، لإجراء مباحثات.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر، رأت الباحثة الزائرة بمعهد كينجز روسيا، التابع لكلية كينجز لندن، آنا ماتفيفا، أن الزيارة تشير إلى أن روسيا يمكنها لعب دور صانع السلام في غزة.

دبلوماسية نشطة

قالت ماتفيفا إن المذكرة الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال بوتين بسبب مزاعم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا لن تمنع روسيا من لعب دور وسيط السلام في غزة.

ولفتت الباحثة إلى أن روسيا لديها علاقات دبلوماسية مع جميع الأطراف المعنية، رغم العداء المتبادل بينهم، واتبعت تاريخيًا الدبلوماسية النشطة في الشرق الأوسط.

العلاقات مع إسرائيل

رأت الباحثة أن علاقات روسيا مع إسرائيل مهمة. ورغم أن العلاقة بين البلدين كانت متوترة في حقبة الحرب الباردة، تقاربت موسكو وتل أبيب في التسعينات.

هل تستطيع روسيا إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

وبنى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك، آرييل شارون، علاقة وثيقة. واستمر خلفاء شارون في الحفاظ على سياسة التقرب من موسكو.

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، عندما اصطف الغرب ضد موسكو، عرضت إسرائيل العمل كوسيط ورفضت إرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا. ورد بوتين بالاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنه دعا الجانبين إلى السعي لتطبيق حل الدولتين طويل الأمد.

العلاقات مع الشرق الأوسط

يحاول بوتين تنصيب نفسه كوسيط سلام في الشرق الأوسط. وحسب ماتفيفا، هذا ليس شيئًا بعيد المنال مثلما يبدو. فموسكو لديها علاقات قوية مع الكثير من أعداء إسرائيل، مثل إيران، وسوريا، والسلطة الفلسطينية، وحماس، وحزب الله، وكذلك مع الدول العربية الكبرى، مثل مصر وجامعة الدول العربية.

وقبل الزيارة الأخيرة، زار مسؤولون من حماس العاصمة الروسية 3 مرات على الأقل منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وأشارت الباحثة إلى أنه بالنسبة لهم، روسيا هي الجهة الفاعلة الوحيدة التي يثقون في وساطتها، نظرًا لعلاقتها مع طرفي الصراع.

هل تستطيع روسيا إنهاء الصراع بين إسرائيل وحماس؟

وفد حماس وإيران في موسكو

وإضافة إلى هذا، تحافظ موسكو على التواصل مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي زار أمينها العام، زياد النخالة، موسكو في فبراير 2021، واستقبله وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، رسميًا.

ماذا تستفيد موسكو؟

من وجهة نظر الكرملين، الأزمة في غزة تحوّل الانتباه، والمساعدات المالية، عن الحرب في أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حث الكونجرس على الموافقة على مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار، مقابل 14 مليار دولار لإسرائيل، أشارت تقارير إلى أن الذخيرة الموجهة لأوكرانيا تحولت إلى إسرائيل.

ويعتقد الكثير من المحللين أنه إذا وصل الأمر إلى منح أولوية الدعم إلى دولة واحدة منهما، وهو أمر لم يحدث حتى الآن، ستربح إسرائيل.

موقف روسيا

أشارت موتفيفا إلى أن موقف روسيا  الدبلوماسي منطقي. هذا لأن جانبي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لديهما الحق في الأمن، لكن لا ينبغي لأيهما استخدام القوة المفرطة. والأمر المهم هو أن موسكو أعادت حل الدولتين إلى الأجندة.

وفي هذا الشأن، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إلى إعادة إحياء “رباعي” الشرق الأوسط، الذي يضم الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي وروسيا “للتحرك باتجاه تطبيق كل قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، التي جرت الموافقة عليها على مدار السنوات”.

وهكذا، تستطيع روسيا لعب دور محوري في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقالت ماتفيفا إن طبيعة وشدة الأزمة تستدعي أن تضع الولايات المتحدة خلافاتها مع بوتين جانبًا من أجل الصالح العام، لأن الأزمة أكبر من الاستعراض السياسي. وإذا كانت روسيا تستطيع المساعدة في حلها، يجب منحها فرصة.

ربما يعجبك أيضا