حزب الله يتوسع فكريا وماليا في أوروبا

محمود طلعت

رؤية

بيروت – حذّرت صحف فرنسية من أنشطة مالية غير مشروعة خطرة في أوروبا لحزب الله اللبناني لتمويل أنشطته، بالتوازي مع نشاطه الفكري المُستمر للترويج لأيديولوجيته، بما في ذلك تبييض أموال تجار مخدرات كولومبيين، وجمع التبرعات لصالحه تحت مُسمّيات مُختلفة، فضلاً عن نشاط تخزين نترات الأمونيوم في أوروبا، وهي المادة الكيماوية التي كانت وراء كارثة انفجار بيروت في أغسطس من العام الماضي.

ونقلت في هذا السياق عن باحثين وخبراء استراتيجيين، تحذيرهم أيضاً من تصاعد نفوذ حزب الله السياسي والديني في أوروبا، حيث يحرص الحزب على العمل بشكل سرّي من خلال منظمات دينية تقوم بأنشطة إجرامية دون أن يظهر اسم الحزب اللبناني إلى الواجهة.

وبالتوازي مع التحذير من تنويع حزب الله لوسائله الفكرية والمالية دعماً لأيديولوجيته وأنشطته، رأت “لو موند” أنّ لبنان يدنو من المجاعة، وذلك باعتراف الأمم المتحدة. ونشرت اليومية الفرنسية تحقيقاً موسّعاً نقلت فيه شهادات مؤلمة لمواطنين لبنانين عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها، راسمة صورة مرعبة عن تداعيات الأزمة الإنسانية والسياسية التي يتخبط بها البلد الذي يشهد انهياراً مُخيفاً لعملته الوطنية، وفقا لما أورده “موقع 24” الإخباري.

“ويست فرانس” من جهتها، قالت إنّه وفي خضم الكارثة الاقتصادية تزدهر متاجر حزب الله في لبنان، وتساءلت “مع سقوط نحو نصف اللبنانيين في براثن أزمة الاقتصاد لبلادهم، يفتح الحزب الشيعي القوي متاجره الخاصة”، ولكنها “مخصصة فقط لمن يحمل بطقة الحزب وبأسعار مخفضة جداً لمؤييده”، فيما يُعاني بقية الشعب من خطر الفقر والمجاعة، والحزب يسعى فقط لأن يحلّ مكان الدولة.

مجلة “لو بوان”، وتحت عنوان “حزب الله الذي ينسج شبكته في فرنسا”، كشفت في تحقيق واسع لها أنّ نشاطات حزب الله في أوروبا ازدادت على نحو مقلق في السنوات الأخيرة، مُشيرة إلى أنها تشمل تبييض الأموال والتجارة بالمخدرات، إضافة لتخزين مادة نترات الأمونيوم، وذلك في إطار مساعيه للتمويل الذاتي بعد انخفاض دعم إيران إثر العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة عليها.

وحول ذلك، توضح الأسبوعية الفرنسية، أنّ كلّ من السلطات القبرصية والبريطانية، كانت قد أوقفت طلاباً لبنانين من أنصار حزب الله عملوا على تخزين ما يزيد عن 8 أطنان من نترات الأمونيوم في قبرص، وأكثر من 3 أطنان من المادة الخطرة في لندن.

كما كشفت “لو بوان” عن دواعي قرار ألمانيا في 2020 الذي حظر نشاطات حزب الله على أراضيها، مُرجعة ذلك بشكل رئيس لاكتشاف السلطات مخازن لنترات الأمونيوم جنوبي البلاد، وذلك على الرغم من عدم فاعلية الحظر المذكور على تنامي أنشطة الحزب في ألمانيا لغاية اليوم، حيث يواصل أنصاره تماسكهم التنظيمي والأيديولوجي، على حدّ تعبير برلين نفسها.

ونقلت عن ناثان سيلز منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية، قوله إنّ حزب الله كان يعمل منذ 2012 على تخزين نترات الأمونيوم في عدّة أماكن بدول الاتحاد الأوروبي، تشمل فرنسا وبلجيكا وسويسرا واليونان وإيطاليا وإسبانيا.

وجاء محور تحقيق المجلة الفرنسية، انطلاقاً من قرار باريس تسليم عميل حزب الله المتهم اللبناني مازن الاتات إلى واشنطن، وذلك وسط شكوك حول علاقته بتبييض الأموال ودعم الإرهاب، وهو الذي سبق أن تمّت إدانته في 2018 مع 12 شخصاً بتهمة تبييض الأموال لصالح تجار مخدرات كولومبيين في صفقات بمئات الملايين من الدولارات كان يعود 20% منها لصالح حزب الله.

وقد قام أعضاء هذه الشبكة، الذين حُكم عليهم بالسجن لفترات ليست طويلة، بجمع الأموال من تهريب المخدرات في أوروبا، ليشتروا بها المجوهرات والساعات الثمينة والسيارات الفاخرة، وإعادة بيعها في العديد من الدول الأفريقية، وأخيراً القيام بتحويل الأموال من أوروبا إلى بيروت بشكل نقدي عبر طائرات تجارية، وبالتالي الحصول على أموال لدعم أنشطة الحزب الذي حذّرت “لو بوان” أيضاً من توسّعه في تأسيس مراكز دينية تحريضية، مُطالبة الحكومة الفرنسية بعدم غض الطرف عن ذلك، حيث يواصل حزب الله تغلغله في الحياة الفرنسية عبر مساجد ومراكز ثقافية مرتبطة به شمال البلاد، وخاصة مركز الزهراء الذي لا يُخفِ مديره يحيى قواسمي دعمه للحزب، وسبق أن تعرّض للمُحاكمة أم القضاء الفرنسي، فيما يواصل نشر الأفكار الداعمة لإيران والإمام الخميني.

يُذكر أنّ الشرطة الفرنسية سبق وأن داهمت قبل نحو عامين مركز الزهراء الشيعي في بلدة غراند سانت شمال البلاد، حيث قامت باعتقال بعض مسؤوليه بتهمة دعم وتأييد منظمات إرهابية على غرار حركة حماس وحزب الله، كما تمّ تجميد أموال المركز والجمعيات الدينية والفكرية التابعة له لمدة ستة أشهر.

ربما يعجبك أيضا