حزم الأحوازية: انتفاضة طهران تجاوزت الخوف والحل رحيل نظام الملالي

محمود سعيد

رؤية – سحر رمزي

لاهاي – تشهد إيران حالياً موجة غضب عارمة لليوم الخامس على التوالي، وهناك أنباء تؤكدة تصاعد الانتفاضة الجماهيرية الإيرانية الواسعة ضد النظام الإيراني، لا سيما في العاصمة طهران، والتي شهدت أوضاعها تفاعلاً جماهيريًا قد بلغ ذروته باتجاه مراكز السلطة ومؤسساتها الأساسية؛ في تجاوز لحسابات الخوف والهلع من تهديدات الحرس الثوري والقوات العدوانية لسلطات الاحتلال، وهو ما دفع الجماهير الغاضبة المحتجة إلى تطويق البرلمان الفارسي الصفوي الممثل للدكتاتورية الحاكمة، وفرض على أعضائه الهروب المستعجل خشية من انقضاض الجماهير عليهم، ففروا مذعورين من النقمة الجماهيرية وبعد تطور الأحداث الثورية الموضوعية إلى اتجاهات غير محسوبة ولا بديل أمام النظام إلا الرحيل،  كما صرح المكتب الإعلامي لمنظمة حزم الأحوازية في لاهاي هناك أنباء تؤكد تطورها.

ومن جانبه أكد مهدي عقبائي عضو المقاومة الإيرانية، أنه قد أقدم منذ أول أمس تجار طهران على الإضراب والمظاهرات الواسعة وتم إغلاق سوق طهران التاريخي بشكل متكامل ودخل حالة الإضراب.

وأوضح عقبائي أن كريمي أصفهاني الأمين العام لرابطة المهن والسوق الحكومية، قد اعترف في حوار مع وكالة أنباء إيلنا رسميًا بأنها المرة الأولى منذ ٤٠ عامًا مضى أي على طول عمر النظام الديني التي يغلق فيها سوق طهران يوم ٢٥ يونيو، بالإضافة لطهران أقدم التجار في بعض المدن الإيرانية الهامة مثل مشهد وشيراز وتبريز واراك وكرمنشاه على الإضراب حتى الآن.

في طهران استمر الإضراب مترافقا مع المظاهرات الشعبية الواسعة في جميع نقاط ومناطق العاصمة وهذه المظاهرات التي اشتعلت بداية احتجاجا على ارتفاع سعر الدولار تحولت فورا لمظاهرات سياسية ورفع الشعب شعارات الموت للدكتاتور وليسقط مبدأ ولاية الفقيه.

مظاهرات وإضراب التجار تشير بوضوح إلى:

أولا: خلافًا لدعايات نظام الملالي ولوبياته فإن انتفاضة الشعب في ديسمبر الماضي على أثر القمع الوحشي لها… لم تنطفئ بل على العكس أخذت منحا تصاعديا جديدا. أي إن شفرة القمع قد فقدت حدتها ومضيها.

ثانيا: أثبتت هذه المظاهرات أن مطلب إسقاط النظام هو مطلب شامل وعام للمجتمع الإيراني بكل طبقاته وشرائحه التي تتكون من التجار والعمال والمزارعين والطلاب والمعلمين والممرضين وبقية الشرائح الأخرى.

ثالثا: النظام الإيراني غير قادر أبدا على حل أي أزمة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في إيران وبسبب طبيعته المتخلفة التي ترجع للقرون الأوسطية، والتي ترتكز على القمع الداخلي وتصدير الإرهاب والقتل والذبح للمنطقة لن يكون بمقدوره حل أي أزمة من الأزمات المتأصلة في قلب المجتمع الإيراني.

وأضاف عضو المقاومة على هذا النحو يمكن القول بكل يقين إن غضب التجار وأصحاب المحال التجارية على عملاء الاستبداد الديني بخاصة  شخص الولي الفقيه ودميته رئيس الجمهورية يسير على نفس الخط والمنحى، الذي تسير فيه الانتفاضات من أجل الوصول للحكومة الشعبية، حقوق الإنسان، والعيش الكريم والحرية التي بدأت شرارتها في ٢٨ ديسمبر الماضي مع شعارات (أين خبزنا) ووصلت في استمراريتها المنطقية إلى الشعارات الوطنية الموت لخامنئي والموت لروحاني.

ويرافق هذا الوضع النمو السريع الانكماش والركود الاقتصادي، وانخفاض قيمة العملة الوطنية، وركود الإنتاج، وإغلاق 60٪ من الوحدات الصناعية، وبفضل حكومة الملالي المكروهة.

وأكمل العقبائي، لقد ظهر 7 ملايين عاطل عن العمل، وانتشر الفقر إلى حد 80٪ مع كل أنواع الأذى الاجتماعي في الوطن.

وفي هذا الصدد أكدت زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي أن أزمة ارتفاع أسعار العملات وأزمة الغلاء الفاحش التي ابتليت بها الغالبية الساحقة من الشعب الإيراني هي نتاج سياسة الفاشية الدينية الحاكمة منذ البداية وحتى الآن… حيث تم هدر ثروات الشعب الإيراني على القمع الداخلي والمشاريع الغير وطنية النووية وتصدير الإرهاب والتخلف والرجعية ونشر الحروب في سوريا والعراق واليمن ولبنان وبقية دول المنطقة أو تم نهبها وسرقتها من قبل القيادات الفاسدة والمجرمة. تلك السياسات المرتبطة بوجود وبقاء ومصالح جميع عصابات هذا النظام.

وأوضحت رجوي أن الضغوط المالية المضاعفة على أصحاب المحلات الصغيرة والتجار والحد من قدرتهم على العمل في المجالات التجارية والسوقية، ارتفاع أسعار العملات بموازاة تواجد أشكال وألوان من الأجهزة القمعية ومؤسسات النهب والسرقة والمافيات كل هذا يعتبر بمثابة صب البنزين على نار غضب وإضراب المجتمع الإيراني.

انعكاس هذا الغضب والاستياء لشعب طهران والكثير من المدن الأخرى في البلاد يمكن رؤيته بوضوح الآن في شعارات المحتجين، الصرخات مثل: “الموت للدكتاتور، اتركوا سوريا في حالها وفكروا في حالنا، عدونا هنا كذبا يقولون إنها أمريكا” هي زاوية صغيرة من جبل الجليد المسمى بالغضب والاستياء العام من الوضع الحالي الموجود.
 
مؤتمر المقاومة الإيرانية في باريس هو مظلة الدعم السياسي والدولي

كما أكدت المقاومة الإيرانية أنه في مثل هذه الظروف يعتبر عقد مؤتمر الإيرانيين العظيم في باريس ٣٠ حزيران مظلة للدعم السياسي والدولي للانتفاضة الشعبية في إيران ومطالبهم في إسقاط النظام الديني. بفضل وجود القيادة القوية والبديل الديمقراطي المتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وبالإضافة لمشاركة آلاف الإيرانيين والمئات من أشهر البرلمانيين والشخصيات والمسؤولين السياسيين من جميع أنحاء العالم في هذا التجمع كل هذا سيساهم في دعم انتفاضة الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام.

وكما تمكنت منظمة مجاهدي خلق من توسيع الانتفاضات أكثر فأكثر من خلال تنظيم الانتفاضات داخل البلاد، فإنها أيضا تمكنت من جلب أصوات الشعب الإيراني إلى العالم كله من خلال عقد تجمع أكثر هيبة وروعة في باريس.

وفي النهاية أوضحت المقاومة أن دعم انتفاضة الشعب الإيراني تبرز بوضوح في الدعم والتضامن مع مؤتمر الإيرانيين العظيم في باريس وكما أن دعم انتفاضة الشعب الإيراني هو دعم لشعب سوريا ولبنان والعراق واليمن وكل الدول التي عانت من القتل والذبح والفتن والتشرد الناجم عن تدخلات النظام الإيراني.
 

ربما يعجبك أيضا