حصاد 2022| أزمة الطاقة في الشتاء الأوروبي تعصف بالإنتاج الزراعي

فاروق محمد

ذكر بيان مشترك لممثلي الاتحاد الأوروبي أن زيادة أسعار الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي والكهرباء، تهدد استمرار دورات الإنتاج الغذائي الزراعي، والقدرة على الاستمرار في توفير السلع الزراعية الأساسية والمواد الغذائية والأعلاف.


غياب الشمس عن أوروبا في الشتاء الحالي يختلف عن أي عام مضى، بالتزامن مع أزمة طاقة غير مستقرة، منذ نهاية فبراير 2022.

وحذرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، سبتمبر الماضي، من أن يؤدي استمرار الحرب الروسية الأوكرانية إلى ظهور المجاعة في أوروبا، بسبب خفض حجم الإنتاج الزراعي للدول أعضاء مجموعة الضغط الزراعية الأوروبية “كوبا كوجيكا”.

الكهرباء متداخلة في مراحل الإنتاج كافة

ذكر بيان مشترك لممثلي الاتحاد الأوروبي، في سبتمبر 2022، أن زيادة أسعار الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي والكهرباء، تهدد استمرار دورات الإنتاج الغذائي الزراعي، والقدرة على الاستمرار في توفير السلع الزراعية الأساسية والمواد الغذائية والأعلاف.

وشدد الأمين العام لـ”كوبا كوجيكا”، بيكا بيسونين، في البيان، على أن المشترين الأوروبيين سيواجهون، الشتاء الحالي، أسعارًا أعلى ونقصًا في العديد من الفواكه والخضروات، مضيفًا أن ما يحدث غير مسبوق، فبعض المنتجات لن تكون متاحة أو ستتاح لكن بثمن باهظ، بسبب استخدام الكهرباء في جميع مراحل إنتاج الغذاء.

القطاعات المتضررة

حسب بيان ممثلي الاتحاد الأوروبي، تعد صناعات الألبان والمخابز من بين الأكثر تضررًا من ارتفاع تكاليف البسترة، في حين أصبحت تكلفة إنتاج مسحوق الحليب “لا يمكن تحملها” بسبب أسعار الطاقة العالية.

وأشارت “فاينانشال تايمز” إلى ارتفاع أسعار الزبدة في الاتحاد الأوروبي 80% خلال 7 أشهر الأولى من العام الحالي، وارتفعت أسعار مسحوق الحليب أكثر من 50%، ولحم البقر 28%، وعزا المزارعون تلك الزيادة لنمو تكاليف الإنتاج بمعدل متسارع، وأفاد البعض بأن التكلفة المتزايدة لإدارة الصوبات الزراعية تفوق الأرباح التي يمكن تحقيقها.

اختفاء المنتجات

توقعت صحيفة “ديلي تليجراف” أن يكون المتاح من الخيار والفلفل في العام الحالي، نصف كميات العام الماضي على أن يستمر في التراجع خلال عام 2023، بسبب تكاليف الطاقة المفرطة، ليشتعل الخلاف مجددًا بشأن هل توفير الطاقة أهم من المساحات المزروعة، وكتبت الصحيفة: “ستموت بريطانيا جوعًا بسبب العقائد البيئية المضللة”.

وجاء اتجاه في بريطانيا للتخلي عن الأراضي الزراعية لتركيب الألواح الشمسية وغيرها من “الأغراض البيئية”، في حين قالت شركة Nordic Greens، أكبر مزارع الطماطم في السويد، في بيان، إنها لن تزرع المحاصيل الشتوية. وتتخلص هولندا، ثاني أكبر مصدر زراعي في العالم، تدريجيًّا من البيوت الزجاجية.

ربما يعجبك أيضا