حصاد 2022.. الأسواق العالمية تودع عام التقلبات الجامحة

ولاء عدلان
الأسهم الأمريكية

جاءت محصلة أداء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأمريكي سلبية عن مجمل العام 2022، مع خسائر بنحو 19.4% مقابل صعود في العام 2021 بنحو 27%.


أنهت الأسواق العالمية عامًا من التقلبات القاسية مع نهاية دراماتيكية لعصر الأموال الرخيصة، بفعل ارتفاع أسعار الفائدة المتواصل، منذ مارس الماضي.

ومن نيويورك إلى شنجهاي، تكبدت الأسهم خسائر لم تشهدها منذ 2008، فخسر مؤشر “مورجان ستانلي” للأسهم العالمية أكثر من 20% من قيمته، ولكن الدولار الأمريكي سجل خلال 2022، أفضل أداء له منذ 2015 ليحصد لقب الرابح الأكبر.

خسائر قاسية

خسرت أسواق الأسهم والسندات العالمية على مدار العام 2022 أكثر من 30 تريليون دولار، وخسر نحو 865 صندوقًا للأسهم أصولًا لا تقل عن مليار دولار، وتراجعت ثروة 500 شخص في العالم بنحو 1.4 تريليون دولار، وفقًا لـ”بلومبرج”.

وتراجعت القيمة السوقية للشركات المدرجة في بورصات العالم بنحو 25 تريليون دولار، مع انخراط البنوك المركزية حول العالم في موجة محمومة من التشديد النقدي بقيادة البنك المركزي الأمريكي، الذي رفع الفائدة منذ مارس الماضي بمقدار 425 نقطة أساس، في محاولة لكبح التضخم الذي أشعلته تداعيات أزمة أوكرانيا وتحديدًا ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

الأسهم الأمريكية تسجل أسوأ أداء منذ 2008

في الولايات المتحدة، جاءت محصلة أداء مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” القياسي سلبية عن مجمل العام 2022 مع خسائر بنحو 19.4% مقابل صعود في العام 2021 بنحو 27%، وكذلك خسر مؤشر “ناسداك” المركب 33% على مدار 2022، ليسجل المؤشران أسوأ أداء سنوي لهما منذ 2008، وفق “فاينانشال تايمز”.

وتراجع “داو جونز” الصناعي بأقل وتيرة بين مؤشرات “وول ستريت” بنحو -8.8%، ما يكشف توجه المستثمرين لأسهم القيمة مع تضرر أسهم التكنولوجيا على مدار 2022 بصورة قاسية، فتراجع سهم “ميتا” بنحو 64.2% على أساس سنوي، وهبطت كذلك أسهم “تسلا” و”أمازون” و”ألفا بت” و”مايكروسوفت” و”آبل” بـ65% و49.6% و39% و28.7% و27% على الترتيب.

مؤشر ستاندرد آند بورز 500

حركة مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” خلال 2022

تباين مؤشرات أوروبا

بعد صعود بأكثر من 22% في العام 2021، انخفض مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنحو 12.8% خلال 2022، مسجلًا أسوأ أداء له منذ عام 2018، يليه مؤشر “داكس” الألماني الذي خسر 12.5% من رصيده.

وخسر مؤشر “كاك” الفرنسي على مدار 2022 نحو 9.5% من قيمته، في المقابل سجل مؤشر “فوتسي 100” البريطاني مكاسب طفيفة لا تتجاوز الـ1.2% بدعم من أسهم الطاقة.

خسائر جماعية لأسواق آسيا

تكبدت أسواق المال الآسيوية خلال 2022 خسائر جماعية، وسجلت الأسهم الصينية النسبة الأكبر من الخسائر بفعل عدة عوامل، أبرزها تداعيات سياسة “صفر كوفيد” والشكوك بشأن صحة ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأزمة سوق العقارات.

وسجل مؤشر “سي إس آي 300” للأسهم الصينية خسائر سنوية بنحو 22%، يليه “هانج سانج” -15.5%، و”شنجهاي المركب” -15.1%، وفي كوريا الجنوبية انخفض مؤشر كوسبي القياسي بنحو 24.3% على أساس سنوي.

وفي اليابان سجل مؤشر “نيكي” أولى الخسائر السنوية له منذ 2018، بانخفاض قدره 9.4% يليه مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقًا بـ-5%، وفق “آسيا فاينانشال”.

CSI 300

حركة مؤشر CSI300 للاسهم الصينية خلال 2022

النفط يواصل مكاسبه في 2022

للعام الثاني على التوالي، حققت أسعار النفط مكاسب سنوية، فارتفع خام برنت 10% عن مجمل 2022 مقابل صعود بأكثر من 50% خلال 2021، وكذلك ارتفع خام غرب تكساس الأمريكي بنحو 6.7% على أساس سنوي. وشهدت أسعار النفط، على خلفية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، نهاية فبراير تقلبات شديدة على مدار 2022.

وقد سجل خام برنت أعلى مستوياته عند 139 دولارًا للبرميل خلال مارس الماضي، لينهي العام عند مستوى 85.9 دولار، وسط تصاعد مخاوف الركود العالمي وضعف الطلب من الصين أكبر مستورد للخام عالميًّا، وفق “وول ستريت جورنال”.

الدولار الرابح الأكبر

سجل مؤشر الدولار الأمريكي خلال 2022 أفضل أداء سنوي له منذ 7 أعوام والأفضل بين العملات الرئيسة، بمكاسب بلغت 7.9%، مدفوعًا بوتيرة قياسية لرفع أسعار الفائدة الأمريكية، ما ضغط على أداء غالبية العملات وتحديدًا الرئيسة طوال العام.

وقلص الدولار جزءًا من مكاسبه المبكرة في نهاية 2022، مع تراجع رهانات المستثمرين على زيادات أكبر للفائدة الأمريكية في 2023، وسط إشارات على بلوغ التضخم ذروته في الولايات المتحدة، ولكن الدولار ظل الأفضل بين نظرائه.

وخلال العام الماضي تراجعت العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” مقابل الدولار بنحو 5.9%، وتراجعت عملات الجنيه الإسترليني واليوان الصيني والدولار الأسترالي بنحو 10.6% و8.5% و6.5% على أساس سنوي، في حين سجل الين الياباني أسوأ أداء له منذ 2013 منخفضًا 14%.

مؤشر الدولار

حركة مؤشر الدولار الأمريكي خلال 2022

مكاسب طفيفة للذهب بفعل قوة الدولار

شهدت أسعار الذهب العالمية تقلبات حادة خلال 2022، فسجلت خلال مارس الماضي مستوى ألفي و50 دولارًا للأوقية، ولكنها تراجعت بشدة خلال الربعين الثاني والثالث، بضغط من قوة الدولار، الذي عزز مكاسبه مع تشديد وتيرة رفع الفائدة الأمريكية.

وتمكن المعدن الأصفر خلال 2022 من تسجيل مكاسب طفيفة بنحو 0.3%، وسط توقعات بالتعافي خلال 2023 إلى مستوى 4 آلاف دولار، وفق تصريحات سابقة لكبير مسؤولي الاستثمار لدى “سويس آسيا كابيتال” يورج كينر.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 3%، في حين تراجع البلاديوم 5%، أما البلاتين فقد أظهر تفوقًا مع مكاسب سنوية تجاوزت الـ10%، وفق “ماركت ووتش”.

 

ربما يعجبك أيضا