شهدت سنة 2023 الكثير من الأحداث الصعبة والكوارث مثل الزلازل والأعاصير من ناحية، ومن ناحية أخرى أزمات صنعت بأيدي البشر مثل الحروب والصراعات بين الدول، ولذلك نرصد في السطور التالية أبرز أحداث 2023 العام الذي يمكن أن نطلق عليه “عام المصائب”.
عاش شعوب الشرق الأوسط أوقاتًا عصيبة خلال عام 2023، وما زالت معاناتهم مستمرة خاصةً مع الحرب المستمرة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، والتي راح على إثرها الآلاف من الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ.
وعلى سبيل الحصر يأتي أكثر الدول المتضررة من هذه الكوارث والحروب، سوريا والمغرب وليبيا وفلسطين.
كوارث وأزمات 2023
لحق غضب الطبيعة في صورة زلازل وأعاصير بسوريات والمغرب وليبيا، بينما تعيش السودان وفلسطين حاليًا ومنذ أشهر تحت وطأة حروب ثقيلة من محتلين وإرهابيين وميليشيات متصارعة على الأرض.
فبدأت كوارث 2023 مع شهر فبراير وبالتحديد يوم الاثنين 6 فبراير 2023، ضرب زلزل قوي بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر، سوريا وتركيا المجاورة لها؛ وتسبب في إسقاط نحو 6 آلاف قتيل في سوريا، بخلاف الدمار الواسع في المباني، حتى أسهمت الجهود الإقليمية في السماح بمرور المساعدات إليها رغم العقوبات المفروض على دمشق.
الحرب في السودان إلى أين؟
بعد مرور شهرين فقط وتحديدًا 15 أبريل 2023، استيقظ العالم على اشتعال الصراع العسكري داخل السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، التي عبارة عن جماعات مسلّحة كانت تعمل تحت إمرة الجيش، ليسفر هذا الصراع عن مقتل 12 ألف شخص، وتشريد 6 ملايين داخل وخارج السودان، وخسائر مادية بـ60 مليار دولار.
وألحق القتال في السودان أضرارًا هائلة في البنية التحتية والمرافق العامة؛ ما عطَّل خدمات أساسية، خاصّة في القطاع الصحي، وسط انتشار واسع للوبائيات، مثل الملاريا وحمى الضنك، حتى خرجت نحو 70% من المستشفيات عن الخدمة، كما يعاني البعض الآخر من نقص حاد في شرائح فحص الفيروسات، ما أدى لوقف التبرع بالدم، رغم حاجة مرضى الحوادث وإصابات الحرب وبعض الأمراض إليه.
وتسببت الحرب أيضًا في وفاة المئات من المصابين بالأمراض المزمنة، مثل الكلى والسكري وغيرهما، بسبب نقص حاد في الرعاية الطبية والأدوية المنقذة للحياة، ليعيش شعب السودان في ظروف صعبة، لا يعرفون إلى أين تذهب بهم هذه الحرب؟، حتى أن صندوق النقد الدولي توقع نتيجة لهذه الحرب، بأنه سيكون هناك هبوطًا حادًا للاقتصاد السوداني، خاصة مع تركز القتال في الخرطوم التي توجد بها صناعات مهمة، وعدم وجود أفق منظور لنهاية الصراع.
كارثة المغرب وليبيا
استمر العالم منشغلًا بالصراع السوداني لفترة حتى، اهتزت المغرب يوم 8 سبتمبر 2023، بزلزال ضخم قوته 7 ريختر، أسقط 2680 قتيلا، وبلغ عدد الجرحى 25621، بجانب انهيار مبانٍ وتضررت مناطق أثرية، ليمتد آثاره من قرى جبلية في مدينة مراكش القديمة حتى ساحل المغرب الشمالي.
ولم يلتقط العالم أنفاسه من الحادث الصعب والمؤلف ووفاة الآلاف من البشر، وبعض يومين فقط وقع إعصار دانيال بليبيا، في 10 سبتمبر 2023، الذي اجتاح مدينتي درنة والبيضاء، وجرف آلاف الأشخاص بمياه الفيضانات الغزيرة التي تسبب فيها، خاصةً بعد انهيار عدة سدود أمامه، وانتهى بمقتل أكثر من 3800 شخص، وإصابة آلاف آخرين، بخلاف 10 آلاف مفقود، بعضهم يعتقد أنهم جثث ما زالت في البحر، لدرجة أنه محا البنية التحتية لعدة أحياء.
فلسطين وإسرائيل القضية الأزلية
ظل العالم يداوي جراحه سواء كان على الجانب النفسي والمعنوي أو المادي خصوصًا مع وجود بعض الأزمات الاقتصادية ببعض الدول، حتى يوم 7 أكتوبر 2023، الذي انتشرت فيه أخبار تعرض إسرائيل لأكبر هجوم بري في تاريخها، على أيدي حركة حماس تحت اسم طوفان الأقصى، استهدفت فيه مستوطنات قريبة من قطاع غزة قتل فيها 1200 أغلبهم من الإسرائيليين، إضافة لبعض الأجانب، وذلك بهدف إجبار تل أبيب على وقف اعتداءاتها على الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وفق بيان للحركة وقتها.
منذ هذا التاريخ والأزمة والحرب بين الجهتين مشتعلة، ليتدخل فيها العالم كله بين مؤيدين لموقف إسرائيل وآخرين لموقف فلسطين، حتى رد جيش الكيان عن طريق عملية السيوف الحديدية، التي تحولت لحرب مشتعلة على قطاع غزة، لم تستهدف فقط عناصر حماس، لكن كل سكان القطاع وبنيته التحتية بالكامل، بما فيها المستشفيات والمدارس، بأسلحة متقدمة و20 ألف طن من المتفجرات، في عملية ضغط كشفت تصريحات مسؤولين إسرائيليين، منهم وزير المالية، بتسلإيل سموتريش، أنهم يستهدفون إجبار السكان على الرحيل من غزة إلى الخارج، خاصةً مصر.
ووصل عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية الفلسطينية حتى الآن ما يتجاوز نحو 18 ألف قتيل فلسطيني، و47 ألف مصاب، وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، بخلاف تدمير شامل للكثير من البنية التحتية، خاصةً في شمال غزة الذي نزح مئات الآلاف منه نحو الجنوب.
وشهدت الأحداث اتفاقًا بهدنة إنسانية من 24 نوفمبر 2023 حتى صباح 1 ديسمبر 2023، أسكت فيها آلة القتل مؤقتًا، إلى أن دارت بسرعة مجددًا، وتجري حاليًا محاولات أخرى، تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء الماضي 11 ديسمبر 2023 لبدء جولة مفاوضات للوصول إلى هدنة أخرى، تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، لينتظر العالم حاليًا نتيجة هذه المفاوضات، وإلى أين ستنتهي؟.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1701572