حصاد2022|إيلون ماسك يتخلص من العصفور الأزرق بعد 50 يومًا من العذاب

لمياء أمين

أظهرت النتائج النهائية للتصويت على منصة «تويتر» أن 17.5 مليون من المصوتين (57%) يريدون مغادرة إيلون ماسك لمنصب الرئيس التنفيذي للشركة.


بعد 50 يومًا، فاجأ الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، العالم بتصويت يسأل فيه عن بقائه أو رحيله عن منصبه كرئيس تنفيذي لشركة “تويتر”.

وعقب حضور مباراة نهائي كأس العالم بين الأرجنتين وفرنسا في الدوحة، الأحد 18 ديسمبر 2022، أطلق ماسك، أكثر شخصيات عام 2022 إثارة للجدل، سؤالًا للمستخدمين عن رأيهم في استمراره من عدمه، معلنًا التزامه بما يسفر عنه التصويت.

دخول وخروج درامي

في الساعة 1100 صباحًا بتوقيت جرينتش، أظهرت النتائج النهائية للتصويت على منصة “تويتر”، أن 57% من المصوتين (يفوق 17.5 مليون) انحازوا إلى مغادرة ماسك للمنصب الذي تولاه رسميًّا في 28 أكتوبر الماضي.

وكان مشهد دخول ماسك إلى الشركة “دراميًّا”، فقد حمل “حوض غسيل” كناية عن تعديلات جذرية بالشركة، وهو ما نفذه بالفعل بتسريح أكثر من نصف موظفي “تويتر”، وهو ما هدد آليات عمل المنصة برمتها في بعض الأوقات.

وبين التعليقات على التصويت، خرجت قنبلة جديدة بإعلان ماسك أن “تويتر على وشك الإفلاس”، وأنها تعاني منذ مايو الماضي. وفي تغريدة أخرى أشار إلى أنه لا يمتلك أي خطط لخلافته، بل إنه شدد على أن “أحدًا لا يريد تولي الوظيفة التي تبقي تويتر على قيد الحياة.. لا خلف لدي”، ما يشير ضمنًا إلى أنه استعرض الأمر مع مقربين.

«تسلا» حلقة في سلسلة خسائر

رغم أن ماسك رجل أعمال نجح في تصدر أثرياء العالم خلال الأعوام الأخيرة، انتقل من فشل إلى آخر منذ استحواذه المثير على “تويتر”. وتعاني بقية شركاته، وعلى رأسها عملاق صناعة السيارات الكهربائية “تسلا”، مشكلات وخسائر جسيمة، مع خشية المستثمرين من تقلص اهتمامه بها لمصلحة “تويتر”.

ونتيجة لذلك، تراجعت أسهم “تسلا”، التي تسيدت لفترة طويلة القيمة السوقية لصناع السيارات عالميًّا مزيحة عمالقة تقليديين على غرار “فورد”، من سعر يبلغ 402.67 دولار في مطلع 2022، إلى التداول حول 150 دولارًا فقط خلال الأيام الماضية (بخسارة تقدر بنحو 63% من قيمة السهم على أساس سنوي).

أزمة ثقة

منذ بداية الشهر الحالي، تتحدث تقارير إخبارية متعددة المصادر عن أن ماسك يعاني أزمة ثقة حادة مع المستثمرين في “تسلا”، خاصة مع توالي بيعه لأسهم الشركة، وآخر ذلك بيع 22 مليون سهم بنحو 3 مليارات دولار لدعم “تويتر”.

وأشارت التقارير إلى أن مساهمي “تسلا” يهددون فعليًّا بتعيين شخص آخر رئيسًا تنفيذيًّا “مؤقتًا” لإنقاذ الشركة. ولم تقف مشكلات ماسك هذا العام عند “تويتر” أو “تسلا”، لكنها امتدت إلى مشروعاته الجدلية الأخرى مثل برنامجه الفضائي “سبيس إكس”.

الأزمات تتوالي دون انقطاع

تتوالى الأزمات دون انقطاع على رأس ماسك، وامتدت إلى مشروعه الخاص بربط الأدمغة البشرية بالإلكترونية “نيورالينك”، وغيرها. وقبل عدة أيام، أكدت قائمة “بلومبرج” لأثرياء العالم فقدان ماسك لمقدمة المليارديرات، بعد خسارته التي تجاوزت 107 مليارات دولار خلال 2022.

وتراجع ماسك إلى المركز الثاني بثروة تقدر بنحو 164 مليار دولار، تاركًا المركز الأول للملياردير الفرنسي برنارد أرنو (صاحب شركة “إل في إم اتش” للمنتجات الفاخرة) بثروة تبلغ 171 مليار دولار. وإضافة إلى ما سبق، واجه الملياردير الأمريكي أكثر من مرة اتهامات مباشرة وغير مباشرة بالتأثير في الأسواق والتوجهات السياسية.

ربما يعجبك أيضا