«حصار باريس».. المزارعون الغاضبون في مواجهة مع الحكومة الفرنسية

المحتجون نصبوا حواجز في 8 طرق رئيسة حول باريس

آية سيد
«حصار باريس».. المزارعون الغاضبون في مواجهة مع الحكومة الفرنسية

تجمع المزارعون في العاصمة باريس لفرض ما وصفوه بـ"الحصار"، في تصعيد للاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع.


أغلق المزارعون الفرنسيون الطرق السريعة الرئيسة في العاصمة، باريس، في استمرار للاحتجاجات على عدد من المظالم.

ورغم بعض الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة الفرنسية لتهدئتهم، تجمع المزارعون، أمس الاثنين 29 يناير 2024، في العاصمة لفرض ما وصفوه بـ”الحصار”، في تصعيد للاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع.

أول اختبار

تُعد الاحتجاجات المتصاعدة أول اختبار كبير لرئيس الوزراء الفرنسي المعين حديثًا، جابرييل أتال، الذي سارع بزيارة المناطق الزراعية جنوبي فرنسا وقدم سلسلة من التنازلات السريعة لتجنب توسع التظاهرات. إلا أن هذه الخطوات فشلت في استرضاء الكثير منهم.

«حصار باريس».. المزارعون الغاضبون في مواجهة مع الحكومة الفرنسية

احتجاجات المزارعين في فرنسا

وحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قال أتال: “أنا مصمم على المضي قدمًا”، لكنه حذر من وجود “أشياء لا يمكن تغييرها بين ليلة وضحاها”. ومن المتوقع أن يُصدر أتال إعلانات جديدة اليوم الثلاثاء، في خطاب سياسي. لكن ليس من الواضح ما إذا كان سيُقنع المزارعين بفض احتجاجهم.

حصار العاصمة

نصب المحتجون حواجز في 8 طرق رئيسة حول باريس، واستخدموا جرارات ضخمة وأكوام من القش لمنع حركة المرور، ونصبوا خيامًا ومولدات كهربائية ومراحيض متنقلة، ما تسبب في تكدس المرور في بعض الشوارع حول العاصمة.

«حصار باريس».. المزارعون الغاضبون في مواجهة مع الحكومة الفرنسية

احتجاجات المزارعين في فرنسا

وأوضحت اتحادات المزارعين الرئيسة أنها لا تريد حصار المدينة بالكامل. وقال رئيس الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين بفرنسا، أرنو روسو، في تصريح لإذاعة “آر تي إل”: “إن هدفنا ليس إزعاج الفرنسيين أو تخريب حياتهم، وإنما الضغط على الحكومة”.

ووفق نيويورك تايمز، نشرت السلطات 15 ألف ضابط شرطة ودرك في أنحاء فرنسا لتأمين الاحتجاجات، التي عطلت المرور بالقرب من مدن مثل ليون. وتعاملت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بحذر حتى الآن في ردها على الاحتجاجات، التي تحظى بتأييد أكثر من 80% من الشعب، حسب استطلاعات الرأي.

ماذا يريد المحتجون؟

«حصار باريس».. المزارعون الغاضبون في مواجهة مع الحكومة الفرنسية

احتجاجات المزارعين في فرنسا

حسب ما أوردت وكالة أنباء رويترز، اليوم الثلاثاء 30 يناير، يقول المزارعون في فرنسا إنهم لا يحصلون على أجور كافية وتخنقهم القواعد التنظيمية المفرطة بشأن حماية البيئة. وأضافوا أن سعي الحكومة وبائعي التجزئة لخفض تضخم أسعار الغذاء جعل الكثير من المنتجين عاجزين عن تغطية التكاليف المرتفعة للطاقة، والأسمدة، والنقل.

وكذلك تسببت الواردات الضخمة من أوكرانيا، وتجدد المفاوضات لإبرام اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، في إثارة السخط بشأن المنافسة غير العادلة في منتجات مثل السكر، والحبوب، واللحوم.

ويعترض المزارعون على قواعد الدعم في الاتحاد الأوروبي، مثل شرط ترك 4% من الأراضي الزراعية بورًا، وما يعتبرونه تنفيذ فرنسا بالغ التعقيد لسياسة الاتحاد الأوروبي. وكذلك يعتبرون السياسات الخضراء متناقضة مع هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء والسلع الأساسية الأخرى.

احتجاجات في أوروبا

تشهد عدد من دول الاتحاد الأوروبي احتجاجات للمزارعين. ووفق رويترز، عطّل المزارعون الغاضبون حركة المرور حول العاصمة البلجيكية، أمس الاثنين، ووصل 12 جرار تقريبًا إلى منطقة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ونظم المزارعون وسائقو الشاحنات احتجاجات في رومانيا، هذا الشهر، ضد التكاليف المرتفعة التي تمنع الوصول إلى معبر حدودي مع أوكرانيا.

وتشهد ألمانيا أيضًا توترات، مع اندلاع الاحتجاجات بعد قرار الحكومة الإنهاء التدريجي للإعفاء الضريبي على الديزل أثناء محاولتها موازنة ميزانيتها لعام 2024. وبداية الشهر الحالي، كادت برلين تشهد حالة شلل بسبب تجمع الشاحنات والجرارات في أحد طرقها الرئيسة المؤدية للبرلمان.

وفي هولندا، يحتج المزارعون على محاولة الحكومة خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة من أبقارهم، في الصراع المعروف بـ”حروب النيتروجين”، الذي قد يؤدي إلى التخلص من نصف الماشية، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا