خبايا الجيوش الفرعونية المكتشفة تباعًا في مصر

الجيوش الفرعونية.. أسرار عمالقة الحروب تنكشف تباعًا

أحمد عبد الحفيظ

تعد الحضارة المصرية القديمة واحدة من أقدم وأغنى الحضارات في العالم، وقد ظلت آثارها محط اهتمام العلماء والمستكشفين لعدة قرون.
في الآونة الأخيرة، سلطت وسائل إعلام أجنبية، الضوء على تزايد الاكتشافات المتعلقة بالجيوش الفرعونية، والتي كان آخرها بمنطقة آثار تل الأبقعين بمركز حوش عيسى في محافظة البحيرة بدلتا مصر والتي ألقت ضوءًا جديدًا على القوة العسكرية لمصر القديمة وأسرارها المخبأة.

دور الجيوش في الحضارة الفرعونية

لعبت الجيوش في مصر القديمة دورًا حاسمًا في توسيع نفوذ الدولة وحمايتها من الغزاة. كان الفراعنة يعتمدون على هذه القوات للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وردع أي تهديد خارجي. تعود بداية تنظيم الجيوش المصرية إلى الدولة القديمة (2686-2181 قبل الميلاد)، حين تم تقسيم الجيش إلى وحدات تتبع قيادة مركزية قوية تحت إشراف الملك نفسه.

كانت مصر تتميز بتكنولوجيا عسكرية متقدمة في ذلك الوقت، تشمل الأسلحة مثل الأقواس، والخناجر، والعربات الحربية التي جلبها المصريون من الحيثيين، إلى جانب ذلك، تميز الجيش الفرعوني بانضباطه الشديد، حيث كان الجنود يُدربون بشكل صارم ويخضعون لتدريبات جسدية وعسكرية شاقة.

الاكتشافات الحديثة

في السنوات الأخيرة، كشف العديد من علماء الآثار عن مواقع وأدلة أثرية جديدة تتعلق بالجيوش الفرعونية، أحد الاكتشافات المهمة تم في منطقة تل الدفنة بالقرب من الحدود الشرقية لمصر، حيث وُجدت معسكرات عسكرية تعود إلى فترة الأسرة السادسة والعشرين (664-525 قبل الميلاد).

هذا الاكتشاف يوفر نظرة على الترتيبات العسكرية التي تم استخدامها للدفاع عن مصر من الغزوات الآتية من آسيا، حيث تم اكتشاف مجموعة من الأسلحة والدروع التي كانت تُستخدم في الحروب، بما في ذلك السيوف والدروع البرونزية والرماح، هذه الاكتشافات تدل على أن الجيوش الفرعونية لم تكن مجرد قوات دفاعية بل كانت تهدف إلى توسيع النفوذ المصري عبر الحدود.

مقابر الجنود

من الاكتشافات المهمة أيضًا، العثور على مقابر جنود فرعونيين في مناطق مختلفة من مصر، مثل منطقة سقارة والأقصر، هذه المقابر تحتوي على بقايا جنود مصريين قاتلوا في حروب متعددة، وتشير التحليلات إلى أن هؤلاء الجنود كانوا يتمتعون بتقدير واحترام كبيرين، حيث دفنوا مع أسلحتهم وعتادهم الحربي.

يظهر تحليل العظام المكتشفة أن الجنود عانوا من إصابات خطيرة، مما يوضح الطبيعة العنيفة للمعارك التي خاضوها، وتم العثور أيضًا على تماثيل صغيرة تعرف بـ”الشوابتي”، كانت تُدفن مع الجنود لمساعدتهم في الحياة الآخرة، مما يؤكد المعتقدات الدينية القوية التي ارتبطت بالحرب والموت في مصر القديمة.

أسرار التنظيم العسكري

تشير الدراسات إلى أن الجيوش الفرعونية كانت تعتمد على تنظيم معقد ومتطور، كانت هناك قوات مشاة، وفرسان، وجنود عربات حربية، وكانت القيادة تُقسم إلى مستويات هرمية، حيث كان الضباط يُعينون بناءً على الخبرة والكفاءة.

تم الكشف عن برديات ونقوش توضح التفاصيل الدقيقة للتجنيد والتدريب والرواتب التي كان يتقاضاها الجنود، كما تم اكتشاف أدلة تشير إلى أن الجيش كان يتمتع بموارد لوجستية ضخمة، بما في ذلك شبكات تموين تقدم الطعام والإمدادات للجنود أثناء الحملات العسكرية الطويلة.

دور الآلهة والحرب

لا يمكن الحديث عن الجيوش الفرعونية دون الإشارة إلى العلاقة بين الدين والحرب، كانت الآلهة تُعبد بشكل خاص في المعارك، حيث اعتقد المصريون أن النصر يعتمد على رضا الآلهة.

الإله “مونتو”، على سبيل المثال، كان يعتبر إله الحرب ويُعبد بشكل واسع من قبل الجنود، وكانت الطقوس الدينية تقام قبل المعارك لضمان النصر، وتم العثور على نقوش في المعابد الفرعونية تصور الفرعون وهو يقدم القرابين للآلهة قبل الانطلاق في الحروب. كما كانت الانتصارات تُنسب في كثير من الأحيان إلى التدخل الإلهي.

ربما يعجبك أيضا