لحماية التراث.. مصر تفتتح أول مصنع لإنتاج المستنسخات الأثرية في الشرق الأوسط

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – بدأت مصر خطوة جديدة، في إطار دعم حضارتها الفرعونية واستغلال تراثها الأثري الضخم، من خلال افتتاح أول مصنع لإنتاج المستنسخات الأثرية بمدينة العبور، الذي يعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، والذي تم إنشائه بالتعاون مع شركة “كنوز مصر للنماذج الأثرية”.

“تفاصيل المصنع”

وتبلغ المساحة الكلية للمصنع حوالى ١٠ آلاف متر مربع، كما أنه مجهز بأعلى وسائل التكنولوجيا وأحدث الماكينات المتخصصة، والتي تشمل خطوط إنتاج يدوية ومميكنة لـسبك المعادن لإنتاج ورفع كفاءة المنتجات من المشغولات المعدنية، وخط للأخشاب والنجارة لإنتاج جميع المشغولات الخشبية، وخط للقوالب لعمل الإسطمبات، والقوالب المطلوبة لخطوط الإنتاج والنحت والطباعة والرسم و التلوين منها إنتاج زجاج ملون وطباعة التيشرتات، بإلإضافة إلى قاعة عرض للمستنسخات التي يتم إنتاجها.

ويحتوي مصنع كنوز للنماذج الأثرية على العديد من الأقسام والورش والتي تشمل قسم الصب والاستنساخ، قسم الرسم والتلوين، قسم سبك المعادن، قسم المشغولات الخشبية، قسم التطعيم، قسم المشغولات المعدنية، قسم  النحت، قسم الخزف، قسم التعبئة والتغليف، جميع الأقسام السابق ذكرها مزودة بأحدث الأجهزة وماكينات التشغيل والتصنيع المميكن منها خط سبك المعادن وماكينة DMG لتصنيع الفورم والإسطمبات المعدنية وماكينة ليزر لحفر وتشغيل المعادن، وأجهزة وماكينات تصميم وطباعة وربوت لنحت وتشكيل الكتل الصخرية الصلبة مثل الجرانيت والبازلت والديوريت وروتر 2D وروتر 3D للمشغولات الخشبية وروتر للرخام.

“حماية التراث”

وزير السياحة والآثار المصري، خالد العناني، بين أن المصنع يعتبر خطوة هامة لمواكبة متطلبات السوق المحلي والعالمي في صناعة النماذج الأثرية، حيث يتم ذلك على أعلى مستوى من الخبرة الفنية المتميزة على أيدي فنانين مصريين ومتخصصين ذو خبرة وكفاءة عالية.

وأوضح الوزير، بحسب بيان عبر صفحة مجلس الوزراء بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، اليوم الأحد؛ أن المشروع ليس تجارياً، ولكنه يهدف إلى تقديم الصناعة المصرية للعالم ويساهم في حماية التراث الحضاري والثقافي المصري وحماية حقوق الملكية الفكرية للآثار المصرية.

وأضاف الوزير أن ذلك يأتي في إطار العمل على استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة وتعزيز الاستفادة من التراث الحضاري والأثري العريق الذي تزخر وتتميز به الدولة المصرية بما يلبي الاحتياجات السياحية والاقتصادية ذات المردود الإيجابي والثقافي الفريد والهوية المصرية، كما أنه سيعمل على تنمية الموارد المادية للوزارة وبالتالي زيادة الدخل القومي.

“تفاصيل المنتجات”

وأشار  العناني إلى أن كل مستنسخ أثري يتم إنتاجه بالمصنع يحمل ختماً خاصاً بالمجلس الأعلى للآثار، وشهادة معتمدة تفيد بأنه قطعة مقلدة وصورة طبق الأصل وأنه من إنتاج الوزارة، إلى جانب وجود (باركود) يمكن من خلاله التعرف على كافة المعلومات الخاصة بهذه القطعة باللغتين العربية والإنجليزية مثل المادة المصنوعة منها والوزن واسم ومكان عرض القطعة الأصلية مما يسهم في حماية منتجات الوحدة من التقليد والتزييف.

وتحدث الوزير عن المستنسخات الأثرية التي تعتبر من المنتجات الهامة التي يتم تسويقها في قطاع السياحة بما يعكس مدى أهمية هذه النماذج الأثرية واهتمام العالم بها ومحاولة اقتناءها محليا ودولياً كهدايا تذكارية، مشيرا إلى أن إنتاج مستنسخات ذو صناعة مصرية كان طلب الكثير من السائحين.

وبين أنها ستكون هدايا تذكارية قيمة عليها ختم الدولة المصرية والتي من الممكن أن يقدمها المصريين بالخارج كهدايا خارج مصر، مضيفا إلى أنه سيتم إتاحة هذه المستنسخات للفنادق والبازارات السياحية المختلفة بأسعار خاصة، وأنه يمكن للمصنع أيضاً التصنيع للغير في متاحف أخرى في العالم نظراً لكفاءة الأيدي العاملة المصرية.

“التصدير للخارج”

وأعلن الوزير أنه سيتم افتتاح أول منفذ بيع رسمي لهذه المستنسخات في المتحف القومي للحضارة المصرية اعتبارا من ٤ أبريل المقبل بعد افتتاح المتحف رسميا واستقباله لموكب المومياوات الملكية، مشيرا إلى أنه سيتم إتاحة منافذ بيع رسمية لهذه المستنسخات في كافة المحافظات والمتاحف والأسواق في القريب العاجل بما يساهم في تشجيع الصناعة المصرية.

وأضاف أنه سيتم أيضا تصدير بعض المنتجات خارج مصر، بالإضافة إلى مشاركتها في المعارض السياحية الخارجية، مقدما الشكر لفريق العمل على المجهودات الكبيرة التي قاموا بها لإنهاء المشروع.

“عمل مستمر”

وأشار الدكتور مصطفي وزيري إلى أن إنشاء المصنع لم يكن البادرة الأولى لاهتمام الوزارة بإنتاج النماذج الأثرية، بل أنه جاء تطورا لدمج وحدة النماذج الأثرية التي قام المجلس الأعلى للآثار بإنشائها بقلعة صلاح الدين الأيوبي عام ٢٠١٠ مع مركز إحياء الفن الذي تم إنشائه عام 1982م، موضحا أنه لأول مرة يكون هناك مصنع كبير مهيأ لهذا العمل بصورة أكثر.

وأضاف أن المصنع يعمل به حوالي ١٥٠ من الفنانين والمرممين والحرفيين المتخصصين ذو خبرة وكفاءة عالية في المجال معظمهم من أبناء الوزارة، مشيرا إلى أن معظم المنتجات تكون صناعة يدوية.

وأشار اللواء هشام شعراوي رئيس مجلس إدارة شركة “كنوز مصر للنماذج الأثرية” إلى أن هذا المصنع قد تم الانتهاء من إنشائه في نهاية ٢٠٢٠، وبدأ بعد ذلك في تشغيل تجريبي له أنتج خلاله ٦٤٠٠ قطعة متنوعة منها خشببة وخزفية وحجرية ومعدنية ومجموعة من كنوز الملك توت عنخ أمون.

ربما يعجبك أيضا