قطار أفغاني-تركي عالق في إيران.. ما القصة؟

وسط علاقات غير مستقرة.. قطار يعبر من أفغانستان نحو تركيا عبر إيران

يوسف بنده

يشير القطار الأفغاني-التركي العالق داخل الأراضي الإيرانية، إلى تنافس إيراني-تركي، حيث تقلق طهران من اتساع علاقة أنقرة بحركة طالبان واتساع استثماراتها في قطاع التعدين داخل أفغانستان.


تعاني أفغانستان من عزلة تجارية منذ أن عادت حركة طالبان للحكم في كابول بعد الانسحاب الأمريكي أغسطس 2021.

وتمثل الحدود الإيرانية بوابة مهمة للدولة الأفغانية نحو أوروبا عن طريق الوصول إلى تركيا عبر الطرق البرية والسكك الحديدية الإيرانية.

اقرأ أيضا: «إيران إكسبو 2024».. الاقتصاد أولوية طهران وليس السلاح النووي

هران خواف

خط سكك حديد هرات-خواف

تقع مدينة هرات غرب أفغانستان ومدينة خواف في شمال شرق إيران، وبينهما خط سكك حديد تجاري، يبلغ طوله 225 كم، يربط أفغانستان بالشبكة الإيرانية المتصلة بنظيرتها التركية.

وقد بدأ بناء هذا الخط عام 2006 داخل إيران وعام 2015 داخل أفغانستان، ويساهم هذا الخط في الممر الدولي بين الشرق والغرب، الذي يربط الصين بتركيا وأوروبا عبر أوزبكستان وأفغانستان وإيران.

اقرأ أيضًامؤتمر للتعاون مع إفريقيا.. إيران تنظر بعين الاقتصاد نحو القارة السمراء

4953566

خط سكك حديد هرات خواف

قطار عالق نحو تركيا

نشرت قناة طلوع نيوز الأفغانية، السبت 20 أبريل، أن أفغانستان قد استأنفت تصدير البضائع إلى تركيا عبر خط سكك حديد هيرات-خواف بعد توقف دام خمس سنوات.

وأوضحت القناة أن السلطات الأفغانية تخطط لتشغيل هذا القطار التجاري بشكل يومي بما يدعم صادرات وواردات البلاد.

لكن هذا القطار قد علق عند دخوله محطة روزنك الإيرانية ولم تسمح له السلطات بالمرور، حاملًا على عرباته 1100 طن من خام حجر “التلك” الذي تم تصديره إلى مدينة “مرسين” في تركيا.

وحسب وكالة ايلنا الإيرانية، الأحد 21 أبريل، فإنه “من المُحتمل أن يكون سبب عدم السماح لهذا القطار بالمرور متعلِّق بأسباب مالية”، إذ تفرض إيران رسومًا للشحن والترانزيت عبر أراضيها.

اقرأ أيضًا: لماذا تتخوف أوروبا من حظر الحرس الثوري الإيراني؟

عناصر من طالبان

عناصر من طالبان

علاقات غير مستقرة

تبدو العلاقات بين إيران وأفغانستان في حالة غير مستقرة، رغم أن طهران قد رحبت بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في نهاية أغسطس 2021، ومع عدم اعترافها الرسمي بحكومة طالبان، لكن علاقاتها كانت جيدة مع حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها تلك الحركة.

إلا إن هناك قضايا تزعزع العلاقات بين طهران وكابول تتعلق بخلافات حول حصص إيران من مياه نهر هيرمند، وكذلك مسألة اللاجئين الأفغان داخل المدن الإيرانية، والتهديدات الأمنية من داخل أفغانستان تجاه إيران، حيث تتواجد جماعات متطرفة وانفصالية تتخذ من الحدود الأفغانية مقرًا لها.

أيضًا، يشير القطار الأفغاني-التركي العالق داخل الأراضي الإيرانية، إلى تنافس إيراني-تركي، حيث تقلق طهران من اتساع علاقة أنقرة بحركة طالبان واتساع استثماراتها في قطاع التعدين داخل أفغانستان، بجانب الضغط على تركيا التي تسعى إلى عزل إيران عن ممرات الترانزيت الشمالية عبر أذربيجان وأرمينيا.

ربما يعجبك أيضا