خبراء بأوروبا: التظاهر ظاهرة صحية وثورات الربيع العربي مستمرة لا محالة

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – يرى محللون الغرب أنه قد “تأخر العالم العربي كثيرًا عن الاستجابة لرياح التغيير التي شهدها العالم، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، فالتحول الديمقراطي طال، منذ ذلك الحين، العديد من الدول في أوروبا الشرقية، وآسيا، ما عدا الدول العربية، الأمر الذي يجعل التغيير يحتاج إلى وقت طويل قد يمتد لعقود”.

وفي المقابل خبراء أوروبا يؤكدون أن “الربيع العربي” لا يزال مستمرًا وأن هذه التظاهرات الأخيرة، جزء من الموجة الأولى، التي وقعت في بعض الدول، حيث استفادت الثورات من بعضها، وقد أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للشعوب أن تتواصل مباشرة مع بعضها البعض، وبصرف النظر عن الدور الذي يلعبه الإعلام والاتصال في نقل شعارت المتظاهرين من مكان إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، تبقى مطالب الشعوب ومدى تمسكها بها هي الفيصل في كل حراك.

والجدير بالذكر أن التظاهرات في كل البلدان العربية خرجت بمضمون واحد وهو ضرورة “تطهير البلاد بالكامل من الفساد، فضلا عن محاسبة كل من تورط فيه”. 

ومن وجهة نظر الجالية العراقية، فإن أزمة البلاد لا دخل لها بثورات الربيع العربي، بل باحتلال أمريكا للبلاد، والتي سلمت السلطة  لنظام يحكم البلاد من طهران، والنظام بدوره سهل لإيران الاستيلاء على ثورات الشعب المسحوق، رغم أن دخل بلاده من العوائد النفطية يزيد عن ستة مِليارات دولار شهريا، ورغم ذلك لا يجِد لقمة العيش، ويشاهد الانهيار شاملًا في جميع مؤسسات الدولة، والخدمات العامة من تعليمٍ وصحة ومواصلات وماء وكهرباء في أسوأ أحوالها، بل أسوَأ من أكثر بلدان العالم فقرًا، فلماذا لا يثور هذا المواطن بعد أن طفح كيله، وبات على حافّة الموت جوعا وقهرا. 

والآن طفح الكيل ومشاكل الشعب لا حل لها إلا بسحب الشرعية من الحكومة بالكامل وإسقاط النظام، ومحاسبته على القتل المنظم والممنهج لأبناء الشعب، ولذلك سيظل التصعيد والاحتجاجات مستمرة بالداخل والخارج، حتى تحقيق المطالب الشعبية، وسوف تشهد دول أوروبا وأمريكا العديد من الفعاليات خلال الأيام القادمة ومنها هولندا حيث تنظم الجالية مظاهرة حاشدة يوم الأحد القادم بالعاصمة الهولندية أمستردام.

أمريكا

ومن جانبها  وبعد العديد من اللقاءات مع رجال السياسة العراقية والاطلاع على التقارير الخاصة بالمظاهرات بالبلاد فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على ثلاثة شخصيات عراقية بارزة، وصفتهم بأنهم زعماء ميليشيات مرتبطة بإيران، بزعم ارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسان و ضلوعهم في قمع متظاهرين في الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية.

وتستهدف العقوبات، قيس الخزعلي، زعيم جماعة عصائب أهل الحق المدعومة من إيران وشقيقه، ليث الخزعلي، أحد قادة الجماعة. كما شملت العقوبات حسين فالح اللامي، مسؤول الأمن في قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل مسلحة من ضمنها عصائب أهل الحق، وقد قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان “الشعب العراقي يريد استرداد وطنه، ويطالب بإصلاح ومساءلة حقيقييَّن، وبقادة جديرين بالثقة يضعون المصلحة الوطنية للعراق في المقدمة، وأكد على تمسك الكثير من المتظاهرين بمطلب واحد ألا وهو إنجاز تغيير حقيقي، وإن اختلفت لهجات المطالبين به.

وفي السياق نفسه التقى الأمين العام للمشروع الوطني العراقي الشيخ جمال الضاري بـ “روب وولر” مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون العراق وإيران بمقر وزارة الخارجية في واشنطن وتم مناقشة الشأن العراقي وما يجري من احتجاجات شعبية واهمية بناء علاقات أمريكية عراقية مشتركة.

هذا وعرض الشيخ جمال الضاري تحليلا لتظاهرات الشعب العراقي ومطالبته بحقوقه والتي تمثل امتدادا لتظاهرات سابقة وهي تحمل نفس المطالب في محاربة الفساد وعزل الفاشلين وتحقيق العدالة وتأمين الخدمات، مبينا أن الذي ميز هذه الاحتجاجات هو الإجماع الشعبي بكل اطيافه ومكوناته وشرائحه، حيث تحطمت في ساحاتها كل إشكال الطائفية وأسقطت الأقنعة عن الفاسدين والفاشلين والمتسترين بأغطية مختلفة خدمة لمصالحهم الخاصة، مشددا على ضرورة محاسبة الجهات التي تنفذ عمليات خطف واغتيال الناشطين في العراق.

وتم خلال اللقاء التأكيد على أن شعب العراق يستحق حكومة وطنية تلبي طموحاته وتحافظ على استقلاله بعيدا عن التدخلات والتأثيرات الخارجية، وحضر اللقاء عضوي قيادة المشروع الوطني العراقي في واشنطن العاصمة.

كما عقد الشيخ جمال الضاري مباحثات منفردة في مبنى الكونغرس الأمريكي، مع السيناتور كريس ميرفي عضو لجنة الشؤون الخارجية،  وأعضاء الكونغرس راجا كريشنامورثي عضو لجنتي المخابرات والإشراف والمراقبة، وديفيد ترون عضو لجنة العلاقات الخارجية ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية للشرق الأوسط.

وكذلك  عقد الضاري اجتماعين منفردين مع مدير مكتب السيناتور ديان فاينستاين مستشارة الشؤون الخارجية وعضوة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ، ومدير مكتب عضو الكونغرس ماريو دياز بالارت عضو لجنة التخصيص والدفاع.

وتركزت المباحثات حول آخر المستجدات على الساحة العراقية، حيث تم التأكيد على أهمية دعم الولايات المتحدة للشعب العراقي ومساعدته في بناء دولة مدنية تتسع لجميع العراقيين، وتكون قادرة على حفظ أمن وسيادة العراق من خلال قوات عراقية مدربة ومجهزة بأحدث المعدات العسكرية، وأن يكون ولاؤه للوطن والشعب فقط مع إلغاء جميع المظاهر المسلحة.

وبخصوص ملف الاحتجاجات الشعبية أوضح الشيخ جمال الضاري أن التظاهرات السلمية التي تشهدها بغداد وباقي المُدن العراقية تهدف لاستعادة الهوية الوطنية العراقية وبناء حكومة عراقية بعيدة عن الفساد والمحاصصة المقيتة، داعيا في الوقت ذاته للإسراع بتنفيذ المطالب المشروعة للمحتجين وعدم تسويقها والتلاعب بها لأن ذلك سيعقد المشهد العراقي ويزيد الوضع توترا على جميع المستويات.

هذا وقد حضر الاجتماعات عضوي قيادة المشروع الوطني العراقي في العاصمة الأمريكية واشنطن.

ربما يعجبك أيضا