خبراء لـ«رؤية»: بريكس طوق نجاة الاقتصاد العالمي من تباطؤ النمو

خبير لـ«رؤية»: «بريكس» يمنع إنزلاق الاقتصاد العالمي نحو الهاوية

محمود عبدالله

أكد خبراء ومحللون أن طوق نجاة الاقتصاد العالمي لتسريع التعافي والهروب من التباطؤ الكبير يكمن في تجمع بريكس بالأعضاء الجُدد مع اعتبار ذلك ركيزة في تحولات الاقتصاد الدولي ومصدرًا مستدامًا لتحقيق الاستقرار بالكثير من الدول.

وتشير التوقعات إلى أن الاستثمارات الاستراتيجية والتبادل التجاري بين دول “بريكس” تسهل الخروج من الأزمة التي سببتها التغيرات الجيوسياسية، خاصة مع زيادة مساهمة التكتل المرتقبة في الاقتصاد العالمي، وذلك بعدما حذرت كيانات دولية كبرى من تدهور النمو العالمي.

معدل النمو الاقتصادي

حذر تقرير الأمم المتحدة عن الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه لعام 2024 والصادر في 4 يناير الجاري، من أن فترة طويلة من النمو المنخفض تلوح في الأفق، الأمر الذي يقوض التقدم المحرز على صعيد التنمية المستدامة.

وتوقع التقرير أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي من نحو 2.7% في عام 2023 لـ2.4% عام 2024، ليتجه إلى ما دون معدل النمو قبل جائحة كوفيد-19 والبالغ 3%.

طوق النجاة

قال خبير ومحلل الاقتصاد الدولي الدكتور سيد خضر، إن مجموعة البريكس في شكلها الجديد ستكون بمثابة طوق النجاة للنمو العالمي في ظل الصراعات العالمية والتوترات الجيوسياسية، لاسيما في ظل النزاعات بين الولايات المتحدة وروسيا والتي ستظل قائمة خلال 2024.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية” إن تجمع بريكس، منافس قوي لمجموعة العشرين ودول اليورو والاتحاد الأوروبي، ولا يمكن الاستهانة به من الناحية الاقتصادية وقدرته على إنقاذ النمو العالمي من التدهور أو الانزلاق إلى حافة الهاوية.

واشنطن وبكين

أوضح الدكتور سيد خضر، أن الولايات المتحدة لا تنشغل بالاقتصاد العالمي أو الحرص على استقراره، بل ترغب في عرقلة كل ما يؤدي إلى ثباته أو نموه، لذلك يتوقع أن تظل الصراعات مع تايوان مع حرص واشنطن لجر بكين إلى مشكلات واضطرابات تُلهيها عن التوسع والريادة الاقتصادية.

أشار خبير الاقتصاد الدولي، إلى أن الصين ستكون المحفز والقائد الأكبر لتجمع بريكس مع زيادة عدد البلدان المشاركة والمنضمة لهذا التكتل، مع التحول إلى التعامل بالعملات المحلية بين الدول الأعضاء في التجارة البينية، وهي خطوة تحافظ على نمو اقتصاد الدول، وتخفيف التعامل على الدولار وتقويض هيمنته عالميًا، والتي تسببت في دخول العديد من البلدان في أزمات بسبب تركيزها في التعامل عليه اقتصاديًا وتجاريًا.

مساهمة بريكس الاقتصادية

حسب صندوق النقد الدولي، فإنه تُظهر الأرقام القوة الاقتصادية التي وصلت إليه دول بريكس، فقد أصبحت مسيطرة وكبيرة على مستوى العالم، وتوضح البيانات أن مساهمة التكتل بلغت 31.5% في الاقتصاد العالمي بنهاية 2022، مقابل 30.7% للقوى السبع الصناعية وذلك في شكل التجمع القديم.

والقوى الصناعية السبع أو مجموعة السبع أو “G7″، هي دول الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، كندا، اليابان. وشمل التوسع التاريخي لمجموعة بريكس بعد ضم ستة أعضاء جدد من 1 يناير الجاري، كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا وإيران.

نظام عالمي جديد

أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة بحثية جديدة بعنوان الآفاق الجديدة لمجموعة البريكس في عام 2024، وبينت الدراسة التي أعدها الباحثان موزة المرزوقي، وسرحات اس شوبوكشو أوغلو، أن توسع بريكس يمثل نقطة تحول مهمة في تطور المجموعة، مع إمكانية لعب دور محوري في إعادة تشكيل سردية الحكم العالمي، وتقديم ثقل موازن للمؤسسات القائمة، وتعزيز نظام عالمي أكثر شمولاً وعدالة.

وأشارت الدراسة إلى أن بريكس بلس تمتلك الآن مجموعة قوية من الاقتصادات الناشئة التي تمثل نحو 37% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و42% من إنتاج النفط العالمي، و72% من احتياطيات العالم من المعادن النادرة. كما أنها تضم مجموعة متنوعة من الجغرافيا والمصالح الاقتصادية، ما يمنح المجموعة قوة ونفوذاً أكبر على الساحة العالمية.

ربما يعجبك أيضا