خبير سياسي يكشف لـ«رؤية» عن سيناريو خطير في السودان

عرضت مصر وجنوب السودان، أمس الأحد 16 إبريل 2023، الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأثارت الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين أمس الأول السبت، في الخرطوم وبعض المدن الأخرى، حالة من القلق العربي والدولي خشية تدهور الأوضاع في البلاد، والابتعاد عن مسار الاتفاق السياسي المؤدي إلى انتقال سلس للسلطة هناك.

وساطة مصر وجنوب السودان

وفق بيان للرئاسة المصرية، ناشدت جارتا السودان الأطراف السودانية “تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي”، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، بأن الاتصال تناول التباحث حول مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، في ضوء الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتميزة بين الدول الـ3، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان.

مصر وجنوب السودان تعرضان الوساطة بين الأطراف السودانية

إعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني

شدد الرئيسان على خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، وعلى كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيسين السيسي وسلفا كير وجها نداءً للوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، مناشدين الأطراف كافة “التهدئة وتغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وإعلاء المصلحة العليا للشعب السوداني”.

استكمال المسار الانتقالي السياسي

أعرب الرئيسان عن استعداد مصر وجنوب السودان للوساطة بين الأطراف السودانية، لأن تصاعد العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة، مشددين على أن ترسيخ الأمن والاستقرار هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالي السياسي، وتحقيق البناء والتنمية في السودان.

وجاءت الاشتباكات مع تصاعد التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تأخير توقيع الاتفاق السياسي الإطاري المدعوم دوليًّا مع الأحزاب السياسية، لإحياء التحول الديمقراطي في البلاد.

وقال الجيش السوداني إن القتال اندلع بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواته في الجزء الجنوبي من العاصمة، متهمة قوات الدعم بمحاولة السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي.

اقرأ أيضًا: 

الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري للاشتباكات في السودان

بدء اجتماع الجامعة العربية الطارئ بشأن الوضع في السودان

مشهد غير واضح المعالم

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمى، لشبكة رؤية الإخبارية، إن المشهد فى السودان غير واضح المعالم حتى الآن، وإن كانت تظهر قوى إقليمية تغذي الصراع، متوقعًا أن سيناريو الحسم في الأزمة السودانية يحتاج إلى بعض الوقت حتى تتضح الصورة.

الدكتور طارق فهمي

وأضاف فهمي أن ما سبق يعني استمرار المواجهات بين قوات الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، مشددًا على أن القوات المسلحة السودانية تمتلك قوة الطيران لكنها لا تمتلك قوة حرب المدن، ومن هنا قد يطول وقت الأزمة في السودان، وهو ما دفع مصر لدعوة وزراء الخارجية العرب إلى الاجتماع بجامعة الدول العربية اليوم الاثنين.

اجتماع مجلس الأمن

أشار فهمي إلى أنه خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، ستدعو الدول في الغالب إلى وقف القتال، ومناقشة مسار العمليات العسكرية إلى جانب الاتفاق الإطار الذى تحفظ عليه البعض.

وتابع الخبير السياسي في الشؤون الدولية، أن السيناريو القادم للأزمة السودانية سيؤخر العملية السياسية الانتقالية، وسيؤدي إلى تدخل أطراف خارجية وداخلية.

واختتم بأنه لا يوجد سيناريو محدد وواضح للأزمة السودانية حتى الآن، إلا أن الدخول في صراع المدن ستكون له خسائر، خاصة وأن قوات الانتشار السريع تقترب من 100 ألف فرد، والسيناريو الأخطر أن تتحول إلى حركة متمردة ومن هنا سيزداد الأمر خطرًا.