خبير عسكري لـ«رؤية»: الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن نقاط ضعف كثيرة داخل الناتو

آية سيد
خبير عسكري لـ«رؤية»: الحرب الروسية الأوكرانية كشفت عن نقاط ضعف كثيرة داخل الناتو

خبير شؤون الأمن القومي والعلاقات الدولية والاستراتيجية اللواء محمد عبدالواحد يوضح دلالات تصريح أمين الناتو عن تراجع مخزونات الذخيرة والصناعات الدفاعية.


تستنفد الحرب الروسية الأوكرانية مخزون الذخيرة بدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتضغط على صناعاتها الدفاعية، حسب ما قال أمينه العام، ينس ستولتنبرج.

هذه التصريحات صدرت أمس الاثنين 13 فبراير 2023، أي قبل 11 يومًا من مرور عام كامل على بدء الحرب، ولاستيضاح دلالاتها، تواصلت شبكة رؤية الإخبارية مع خبير شؤون الأمن القومي والعلاقات الدولية والاستراتيجية، اللواء محمد عبدالواحد.

كيف يمكن تفسير تصريحات أمين الناتو؟

رأى اللواء محمد عبدالواحد أن الهدف من التصريحات هو حث الدول على تقديم ذخيرة إضافية لأوكرانيا. وأوضح خبير شؤون الأمن القومي أن الحرب في الفترة السابقة، خاصة في الشتاء، كانت “حرب استنزاف، تستخدم فيها القوات المدفعية والصواريخ يوميًّا، ولم يكن الاتحاد الأوروبي مستعدًّا لأن تطول الحرب هكذا”.

ولفت الخبير المصري إلى وجود اتفاق سري بين دول الاتحاد الأوروبي والناتو يحدد حصة كل دولة في التسليح، ما يتيح للناتو الاستفادة من التجهيزات والمعدات حسب إمكانات كل دولة.

لكن الحلف “تفاجأ بأن القوات الأوكرانية تستخدم عددًا كبيرًا من الذخائر، خاصةً قذائف المدفعية عيار 155 ملم المستخدمة في مدافع هاوتزر وصواريخ هيمارس، وذخائر منظومات الدفاع الجوي مثل إيريس تي وباتريوت، بما يصل إلى 10 آلاف قذيفة مدفعية في اليوم، وهو استهلاك ضخم لم يكن الناتو مستعدًا له”.

ما الغرض من تصريحات ستولتنبرج؟

جاءت تصريحات ستولتنبرج قبيل اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل، اليوم وغدًا الثلاثاء والأربعاء، وهو اجتماع يسبق مؤتمر ميونيخ للأمن. ويهدف إلى “مناقشة نقاط ضعف الناتو وكيفية التغلب عليها” وفق اللواء عبدالواحد.

وقال خبير العلاقات الدولية والاستراتيجية لـ”رؤية” إن الحرب الروسية الأوكرانية “كشفت عن نقاط ضعف كثيرة داخل الناتو، سواء خلافات داخلية وسياسية بين الأعضاء، وقدرة الناتو على تلبية طلبات الحلفاء”.

ما نقاط الضعف في تسليح الناتو؟

كشفت الحرب أيضًا عن “تراجع الصناعات الدفاعية اللازمة لزيادة الإنتاج خلال العقود السابقة، تحديدًا منذ انتهاء الحرب الباردة في 1990 وحتى الآن، بسبب عدم وجود عدو محدد للناتو”، وبالتالي اتجهت مصانع كثيرة إلى تغيير خطوط إنتاجها، وأغلقت مصانع أخرى أبوابها، وخفض بعض المصانع القدرات الإنتاجية نظرًا إلى تراجع الاستهلاك، وفق تصريحات اللواء عبدالواحد.

وأضاف الخبير أن “الناتو، خلال المؤتمر، سيحفز الشركات لزيادة إنتاجها من الذخائر والمعدات اللازمة لتزويد أوكرانيا كي تصمد أمام التقدم الروسي، خاصة مع وجود نية روسية مبيتة لإحراز انتصارات على الأرض وبدء عمليات واسعة وشاملة مع بداية الربيع”.

كيف تتجاوز دول الحلف أزمتها الدفاعية؟

أشار اللواء عبدالواحد إلى أن رفع القدرة الصناعية لدول الناتو في فترة قصيرة “يُعد تحديًا آخر”. وقال الخبير المصري إن كل الدول “تحاول توظيف هذه الحرب في ما يُسمى اقتصاديات الحرب، لتجني ثمارها”، موضحًا أن هذا يعني البدء في تشغيل المصانع لإنتاج قدر أكبر من الذخيرة، ما يدر دخلًا لهذه الدول.

ولفت خبير العلاقات الدولية والاستراتيجية إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا هما أشد المتحمسين لهذه المبادرة، موضحًا أن فرنسا وقعت اتفاقيات مع أستراليا للحصول على المواد الخام للذخيرة وتصنيعها، وأن المصانع الأمريكية تعمل على هذا الأمر، عبر ضخ الكثير من الأموال.

ونوّه اللواء عبدالواحد بأن دول الناتو تسعى لبحث كيفية تعزيز قدرتها الصناعية لأن الوقت لا يعمل لصالحها، لذلك يجب أن تتوافر كميات ضخمة من الذخيرة خلال الفترة المقبلة.

ما سر التفوق الروسي في الحرب؟

في ما يتعلق باستخدام روسيا لكميات هائلة من الذخائر، قال اللواء عبدالواحد إن هذا يدل على “الصمود الشديد لروسيا، وأنها كانت تمتلك خططًا واستراتيجيات مسبقة لخوض مثل هذه الحروب، ربما منذ العام 2014.

ورأى خبير شؤون الأمن القومي أن روسيا “تتعامل كأنها قارة، أو دولة عظمى”، مشيرًا إلى أن هذا يدل على أن المصانع الروسية تعمل منذ مجيء بوتين وتنتظر هذه المواجهة.

هل الصدام المباشر بين روسيا والناتو ممكن؟

عن إمكانية استغلال روسيا لتصريحات ستولتنبرج من أجل استفزاز دول الناتو وجرها إلى مواجهة مباشرة معها، استبعد اللواء عبدالواحد ذلك، موضحًا أنه “ليس في مصلحة روسيا، لأنها لا تستطيع التغلب على 30 دولة، ولا تريد الدخول في صدام مباشر مع الناتو”.

وأضاف أن روسيا تعلم أن “أي عملية مصالحة أو تسوية سياسية لن تحدث خلال هذه الفترة، بسبب رغبة الناتو في عدم إتمام أي مصالحة مع أوكرانيا”، مضيفًا أن انسحاب روسيا من أوكرانيا “أمر مستبعد تمامًا لأن موسكو تعلم أن طموح الناتو أكبر من هذا، وقد يصل إلى الداخل الروسي”.

ربما يعجبك أيضا