خبير يوضح سيناريوهات إسرائيل بالمرحلة الثانية من حرب لبنان

خبير يكشف لـ«رؤية» عن تكتيكات إسرائيلية جديدة في مواجهة حزب الله

شروق صبري
طارق فهمي استاذ العلوم السياسية

إسرائيل تبدأ المرحلة الثانية من حربها على لبنان بتأمين مناطق حيوية، استهداف شبكات الأنفاق، واعتماد تكتيكات استخباراتية لتعزيز الأمن.


مع دخول الحرب الإسرائيلية على لبنان مرحلة ثانية، تبرز العديد من السيناريوهات المحتملة التي قد تعتمدها إسرائيل في تعاطيها مع حزب الله.

هذه المرحلة الجديدة تأتي في ظل تعقيدات عسكرية وسياسية داخلية وخارجية، مما يجعل الخيارات المتاحة أمام إسرائيل متعددة، وتفرض على القيادة الإسرائيلية اتخاذ قرارات دقيقة تتناسب مع الواقع الميداني وتطلعاتها الاستراتيجية.

سيناريوهات المرحلة الثانية

كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحاته لشبكة “رؤية” الإخبارية، عن السيناريوهات المحتملة التي تسعى إسرائيل لتنفيذها خلال المرحلة الثانية من الحرب الإسرائيلية على لبنان.

هذه السيناريوهات تشمل استراتيجيات متعددة لتحقيق أهدافها الأمنية والعسكرية في المنطقة تتضح فيما يلي كما أوردهما فهمي لشبكة “رؤية” الإخبارية:

1- تأمين مناطق التماس الاستراتيجية

أحد أبرز الأهداف الإسرائيلية في هذه المرحلة هو تأمين مناطق التماس الحيوية والوصول إلى ما يُعرف بمنطقة “ما وراء الليطاني”.

وخلال هذه المرحلة يسعى الجيش الإسرائيلي إلى خلق امتدادات جيواستراتيجية تضمن له عمقاً أمنياً في جنوب لبنان، وليس فقط إقامة منطقة عازلة تقليدية. يتطلب ذلك دخول قوات إسرائيلية إلى عمق الأراضي اللبنانية لتحقيق الاستقرار الأمني المباشر.

2- التصعيد نحو بيروت

على الرغم من أن الهجمات على العاصمة بيروت ستكون مكلفة للغاية، إلا أن إسرائيل قد تضطر، وفقاً طارق فهمي، إلى تنفيذ ضربات محدودة وضرورية. لتحقيق ذلك، يجب تمشيط القرى المحيطة ببيروت، والتي تقع في مناطق جغرافية صعبة للغاية.

وتشمل هذه المرحلة تدمير البنية التحتية، وخاصة شبكات الاتصال في الأنفاق التي تُعد تهديداً كبيراً لإسرائيل. كما ستعمل إسرائيل على بناء حوائط صد تهدف إلى منع عناصر المقاومة من تنفيذ هجمات مضادة.

3- استهداف حزب الله

من الأهداف الرئيسية للمرحلة الثانية من الحرب هو الوصول إلى مراكز صنع القرار داخل حزب الله. هذا يتضمن، بحسب المنظور الإسرائيلي، القضاء على ما تُسميه إسرائيل “العمليات الإرهابية” التي قد تنفذها المقاومة في عمق القوات الإسرائيلية المتقدمة.

يشمل ذلك قطع شبكات الاتصال بين عناصر حزب الله وتصفية العناصر الميدانية المتبقية، إلى جانب بناء حوائط صد أمام أي توغل إسرائيلي.

4- تدمير شبكات الأنفاق

من بين السيناريوهات الرئيسية أيضاً تدمير شبكات الأنفاق التي تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل.

وتسعى القوات الإسرائيلية إلى استهداف هذه الشبكات الاستراتيجية لمنع حزب الله من استخدامها في تنفيذ هجمات مضادة أو لوجستية.

5- الانتقال إلى المرحلة الاستخباراتية

بدأت إسرائيل بالفعل بتنفيذ المرحلة الثانية من استراتيجيتها، والتي تعتمد بشكل أكبر على التكتيكات الاستخباراتية. تم تقليص استخدام النيران الكثيفة لصالح عمليات تعتمد على معلومات دقيقة لجمعها عبر أربع فرق متخصصة.

هذه الفرق تعمل على تأمين المناطق الاستراتيجية بشكل غير مسبوق، حيث تُركز على بناء الحوائط الدفاعية الرئيسية في لبنان والتمهيد لدخول أعمق في الأراضي اللبنانية.

وإسرائيل تسعى في هذه المرحلة إلى تحويل مناطق معينة إلى مناطق آمنة للمستوطنين بعمق استراتيجي يصل إلى 30 كيلومتراً داخل القرى اللبنانية.

 

ربما يعجبك أيضا