خروقات الحوثيين تتواصل.. هل نفد صبر الثنائي غريفيت – كاميرت ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

إعادة انتشار، ثم تسليم موانئ ووقف لإطلاق النار.. مشاهد التقطتها عدسات الكاميرات في الحديدة خلال الأسابيع الماضية حاولت من خلالها الأمم المتحدث إثبات أن اتفاق السويد يسير كما هو مخطط  له.. صور أظهرت ما قيل إنه إعادة انتشار لميليشيات الحوثيين في الحديدة لكنها على ما يبدو لم تقنع كاميرت كبير المراقبين الأمميين.

عرقلة اتفاق الحديدة

منذ تكليفه برئاسة لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، واجه كاميرت تعنتًا حوثيًا وصل إلى حد الرفض الكامل للتجاوب مع جهوده؛ فبعد أيام من بدء عمل لجنة كاميرت حاولت الميليشيات الحوثية الالتفاف على اتفاق تسليم المدينة وموانئها وألبست عناصرها زي الشرطة وهي الحيلة التي رفضها كاميرت مطالباً بتنفيذ بنود الاتفاق.

ما دفع الميليشيات إلى مناصبة العداء متخذة من الرجل “قميص عثمان” للتنصل من اتفاق السلام وعرقلة جهوده أكثر فأكثر قاطعت الميلشيات اجتماعات اللجنة التي يترأسها وتعمدت وضع العراقيل أمام تحركات اللجنة وصولاً إلى إيقاف أعضائها لفترات طويلة عند حواجز التفتيش.

ميليشيات الحوثي.. انتهاكات بالجملة

انتهاكات الحوثيين لعرقلة عمل اللجنة وصل لدرجة إطلاق النار على سيارات الوفد الأممي في الحديدة، كما تعمد الحوثيين استهداف كاميرت بقصف مدفعي طال المبنى الذي كان يعقد فيه اجتماع مع الوفد الحكومي في لجنته لينجو الرجل بأعجوبة .

بالتزامن مع الاستهداف والمقاطعة ورفض أي جهود لتطبيق بنود السلام واصل المتمردون الحوثيون هجومهم الإعلامي على كاميرت ولجنته حتى وصفته بـ”الانحيازي” وعدم القدرة على تنفيذ بنود الاتفاق.

في سياق متصل باتفاقية الحديدة، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أن ميليشيات الحوثي انتهكت الهدنة 721 مرة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ .

كاميرت.. أسباب الاستقالة

فيما ينتظر اليمنيون موقفاً حازماً يردع الإنقلابيين من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة تتلاشى آمال علقّوها على الأمم المتحدة ويقولون إنها عجزت حتى عن تأمين موظفيها من ميليشيات الحوثي.

مصادر حكومية يمنية تحدثت عن أسباب استقالة كاميرت وأبرزها اعتراضه على إعادة الانتشار الصورية التي قامت بها ميليشيات الحوثي في ميناء الحديدة لسحب عناصرها بلباس مدني وتسليم الميناء لحوثيين آخرين بلباس قوات خفر السواحل.

ثم يأتي طلب الجنرال الهولندي إعفاءه من منصبه أن إعادة الحديدة إلى الحياة لن تكون بالتغطية على جراحها وإنما بتنظيفها أولاً.

خلافات داخل البيت الأممي

مواقف الحوثيين تلك تسببت في خلافات داخل البيت الأممي التي أكدت تعارض الرؤى بين كاميرت وغريفيت بداية من رفضه أسلوب المراضاة الذي يتبعه غريفيت مع الحوثيين مؤكداً ضرورة التعامل معهم بصراحة، وأخيراً اعتراض غريفيت على طلب كاميرت بنقل الاجتماعات إلى خارج اليمن.

مطلب جاء لأسباب أمنية وبعد تجاوزات غير مسبوقة من الحوثيين وصلت إلى حد إطلاق النار على موكبه عقب خروجه من اجتماع مع ممثلي الحكومة اليمنية في ظل رفض الميليشيات أيضًا في مناطق سيطرة الشرعية.

اتفاق الأسرى في مهب الريح

ما تحقق من تفاهمات في ستوكهولم بات في مهب الريح والسبب المماطلة الحوثية كما تقول الحكومة الشرعية، فالحوثيين وبعد تقويض وقف إطلاق النار في الحديدة عبر المماطلة في انتشار قواتهم عادوا لوضع مزيد من العراقيل على تنفيذ الاتفاق الخاص بتبادل الأسرى.

الجانبان كانا قد اتفقا على اجتماع في العاصمة الأردنية بوساطة أممية على مدار ثلاثة أيام حيث تم التوافق على تبادل الملاحظات حول قوائم الأسرى والمعتقلين، غير أن وفد الحكومة المعنّي بملف الأسرى والمعتقلين كشف عن مماطلة وفد الحوثيين وتعمدهم عدم تقديم المعلومات المطلوبة في المواعيد المحددة.

وأكد أنهم تأخروا مدة يومين في تقديم إفادتهم في الموعد المحدد له، بيد أن المماطلة الحوثية لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تتعدى إلى تقديم معلومات مضللة حيث أكد المسؤول الحكومي أن ممثلي الانقلابيين قدموا إفادات اعترض عليها المبعوث الأممي قبل تقديمها لوفد الحكومة الشرعية المتعلقة بقوائم الأسماء التي عرضوها في مواقف سابقة.

 موقف دفع الحكومة إلى الاعتراض على تجاهل وفد الانقلابيين ملاحظاته ومطالبه وإبلاغ مكتب المبعوث الأممي بضرورة الوفاء بالتزامته على ضوء إفادات الحكومة.

والسؤال: هل طفح الكيل؟ هذا هو على ما يبدو لسان حال الثنائي غريفيث كاميرت اللذين غادرا اليمن بعد جولة مباحثات غير موفقة في صنعاء. ما سمعه غريفيث من الانقلابيين الحوثيين في صنعاء، جعله يتأكد من إصرار المتمردين المدعومين من إيران، على عرقلة الحل السياسي في اليمن. نفس التعنت الحوثي واجهه الجنرال الهولندي كاميرت، الذي وقف على رفض الحوثيين التجاوب مع جهوده.

ربما يعجبك أيضا