خطة سعودية جريئة للسيطرة على سوق الطاقة النظيفة بقيمة 700 مليار دولار

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

تستعد المملكة العربية السعودية لبناء مصنع بقيمة 5 مليارات دولار لإنتاج الوقود الأخضر للتصدير وتقليل اعتماد الدولة على النفط.

وتجسد المساحات التي تخترقها الشمس ونسيم البحر الأحمر لدى الشمال الغربي من المملكة العربية السعودية، لما تأمل المملكة أن يصبح مركزًا عالميًا للهيدروجين الأخضر.

ونظرًا لأن الحكومات والصناعات تبحث عن بدائل أقل تلويثًا للهواء، فإن أكبر مصدر للنفط الخام في العالم لا يريد التخلي عن أعمال الهيدروجين المزدهرة للصين أو أوروبا أو أستراليا ويفقد مصدر دخل ضخم محتمل. لذلك فهي تبني مصنعًا بقيمة 5 مليارات دولار يعمل بالكامل بواسطة الشمس والرياح وسيكون من بين أكبر صانعي الهيدروجين الأخضر في العالم عند افتتاحه في مدينة نيوم الضخمة المخطط لها في عام 2025.

استثمار جديد قيمته 700 مليار دولار

وكشف تقريرٍ لوكالة «بلومبيرج» إلى أن سوق الهيدروجين، الذي بدأ يزدهر، ستصبح السعودية فيه من أكبر القوى العالمية من خلال إنتاج غاز الهيدروجين.

وكشف خبراء في مجال الطاقة عن أن السعودية تركز حالياً على استثمار جديدٍ ومهم يُقدَّر حجمه بـ 700 مليار دولار بحلول العام 2050.

وأشار تقريرٍ لوكالة “بلومبيرج” إلى أن سوق الهيدروجين، الذي بدأ يزدهر، ستصبح السعودية فيه من أكبر القوى العالمية من خلال إنتاج غاز الهيدروجين، فيما كشف خبراء في مجال الطاقة عن أن السعودية تركز حالياً على استثمار جديدٍ ومهم يُقدَّر حجمه بـ 700 مليار دولار بحلول العام 2050.

وقال التقرير: «إنه على الرغم من أن دولاً عدة شرعت في مجال صناعة الهيدروجين بوصفه مصدراً للطاقة البديلة، مثل أمريكا وبريطانيا واليابان والصين، إلا أن السعودية تملك كل المقومات والقدرات التي ستجعلها منافسة وتتصدر هذا السوق».

ولفت التقرير إلى أن السعودية لديها خطة جريئة للتفوق وتصدُّر سوق الهيدروجين، حيث تقوم ببناء مصنع في نيوم بقيمة خمسة مليارات دولار لإنتاج الوقود الأخضر للتصدير، وتقليل اعتماد الدولة على النفط، ويُتوقَّع أن يكون أكبر مصانع الهيدروجين النظيف في العالم لدى افتتاحه عام 2025، وهو يعمل بطاقة الشمس والرياح.

وأضاف أن السعودية تملك ميزات تنافسية كبيرة، منها إمدادات وفيرة من طاقة الشمس والرياح، ومساحات شاسعة من الأراضي التي لم تُستغل بعد، إلى جانب أن سعر تكلفة الهيدروجين في السعودية لن يزيد عن 1.5 دولار بحلول 2030، فيما قد تصل التكلفة عالمياً إلى خمسة دولارات.

وفي نوفمبر 2020 قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان: إن “السعودية لديها خطط طموحة لتصبح أكبر مصدر للهيدروجين في العالم”، مؤكداً أن السعودية ستكون قائدة في إيجاد الحلول لمستقبل الطاقة الخضراء.

خطة طموحة

وتتعاون الحكومة السعودية مع شركة «أكوا باور»، وهي شركة مطورة للطاقة ومقرها الرياض، وشركة إير برودكتس أند كيميكالز، وهي شركة تبلغ قيمتها 58 مليار دولار ومقرها ألينتاون بولاية بنسلفانيا، لبناء مصنع الهيدروجين الأخضر.

وستنتج 650 طناً من الهيدروجين يومياً عن طريق التحليل الكهربائي بقدرة 4 جيجاوات – وهو ما يكفي لتحويل 1.2 مليون طن سنوياً من الأمونيا الخضراء، على أن تقوم شركة إير برودكتس بشراء الأمونيا، التي يسهل شحنها أكثر من الهيدروجين السائل أو الغازي، وتحولها مرة أخرى عند تسليمها للعملاء.

ومن المقرر أن يتم إنتاج ما يكفي لتشغيل 20000 حافلة ستعمل في مدينة نيوم، فيما أكد نائب رئيس علاقات المستثمرين، سايمون مور، أن هناك حوالي 3 ملايين حافلة تعمل في جميع أنحاء العالم، وتريد شركة إير برودكتس أن تكون الدعامة الأساسية في المستودعات التي تتحول إلى الهيدروجين، وقال: «لن ننتظر حتى يبدأ تشغيل هذا المشروع في عام 2025 للتفكير في سعة إضافية».

وأوضح مور، أن الهيدروجين سيكلف أكثر من البدائل الملوثة في البداية، لكن وجود ما يكفي من الحكومات والشركات التي تواجه أهدافاً صارمة للكربون تحتاج إلى الغاز للوفاء بها، حيث أنهت 13 دولة استراتيجيات الهيدروجين الخاصة بها، فيما تُعد 11 دولة أخرى استراتيجياتها.

بدورها، قالت ألمانيا إنها بحاجة إلى كميات “هائلة” من الهيدروجين الأخضر، وتأمل أن تصبح المملكة العربية السعودية مورِّداً لها.

فيما ذكر متحدث باسم وزارة الطاقة السعودية “الاهتمام الذي حظيت به المملكة العربية السعودية من المستثمرين يقودنا إلى الاعتقاد بأن هناك حجة اقتصادية سليمة للهيدروجين حتى بالأسعار الحالية”.

وأكد المتحدث باسم وزارة الطاقة السعودية أن الاهتمام الذي حظيت به المملكة العربية السعودية من المستثمرين يقودنا إلى الاعتقاد بأن هناك حجة اقتصادية سليمة للهيدروجين حتى بالأسعار الحالية.

ويعد الهيدروجين أحد مصادر الطاقة الجديدة والحديثة والعالم كله يسعى للاستفادة منه، وهو عنصر من عناصر المياه ويتم الحصول على الهيدروجين الأخضر من التحليل الكهربائي للمياه بطريقة مبسطة جدا باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة من خلال عملية فصل جزيئات الهيدروجين عن الأكسجين الموجودة في الماء من خلال عملية التحليل الكهربائي والتي تتطلب طاقة كهربائية عالية تأتي من مصادر نظيفة ومتجددة.

ويساهم الهيدروجين الاخضر في الوصول لمجتمع خالي من الكربون الأمر الذي يشكل رمزا لمعيشة استثنائية وهي الرؤية التي يطمح إليها العالم.

ربما يعجبك أيضا