بكين تحذر.. لماذا تصر واشنطن على العودة إلى بحر الصين الجنوبي؟

علاء بريك

ستمثل سيطرة الصين على بحر الصين الجنوبي تحديًا عسكريًا واستراتيجيًا للولايات المتحدة وحلفائها.


بعد إبعادها في المرة السابقة، عادت اليوم السبت 16 يوليو 2022، المدمرة الأمريكية “يو إس إس بينفولد”، لتبحر في بجر الصين الجنوبي قرب جزرٍ متنازع عليها.

بحسب بيان الأسطول الأمريكي السابع فإن إبحار المدمرة في المنطقة يأتي ضمن إطار عملية حرية الملاحة، في حين رأت الصين أن الخطوة الأمريكية استفزازية وحذرت من عواقبها على أمن المنطقة، خصوصًا في ظل أهميتها الكبيرة بالنسبة لبكين.

المرة الرابعة هذا العام

بحسب موقع “ستار&ستربس“، لم تكن هذه المرة الأولى التي تبحر فيها المدمرة “بينفولد” في بحر الصين الجنوبي هذا العام، ولا المرة الثانية أيضًا، فسبق للمدمرة التابعة للأسطول السابع الأمريكي والحاملة لصواريخ موجهة أن أنجزت 4 عمليات إبحار في إطار عملية حرية الملاحة، أجرت أولها في 18 يناير هذه السنة أما الثانية فكانت بعدها بيومين والثالثة يوم الأربعاء 13 يوليو 2022.

وبحسب بيان الأسطول السابع الأمريكي، فعملية حرية الملاحة التي تجريها مدمراته في المنطقة تهدف إلى ضمان حرية الملاحة في البحار وتحدي التقييدات غير القانونية على عبور السفن من بحر الصين الجنوبي من طرف الصين وتايوان وفيتنام، مضيفًا أن المطالبات البحرية غير القانونية تشكل تهديدًا خطيرًا على حرية البحار، بما في ذلك حرية الملاحة وحرية التجارة.

إدانات صينية وتوترات في البحر

بعد إبحار المدمرة “بينفولد” يوم الأربعاء الماضي، أصدر المتحدث باسم المنطقة الجنوبية بالجيش الصيني، الكولونيل تيان جونلي، بيانًا أدان فيه الاختراق الأمريكي، متابعًا: “في 13 يوليو، اخترقت المدمرة الأمريكية المزودة بالصواريخ الموجهة بينفولد، بطريقة غير قانونية المياه الإقليمية الصينية قرب جزر باراسيل من دون موافقة الحكومة الصينية”.

وأكمل: “ألحقت الخطوة ضررًا خطيرًا بالسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، وانتهكت بطريقة خطيرة القانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية”، وتدعي الصين السيادة الكاملة على بحر الصين الجنوبي وينازعها في هذا الفلبين وماليزيا وفيتنام. وشهد البحر عمليات استفزازية مماثلة كان آخرها اختراق طائرة أسترالية لأجوائه اعترضتها المقاتلات الصينية وردتها.

لماذا هذا البحر؟

بحسب شبكة “بي بي سي“، تنظر بكين إلى بحر الصين الجنوبي باعتباره جزءًا مهمًا من أراضيها البحرية، ولا تراه مجرد حصنٍ لقوات الردع النووي البحرية المتمركزة في جزيرة هاينان، بل أيضًا بوابةً لطريق الحرير البحري، وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية، فضلًا عن الأهمية العالمية لهذا الممر البحري لأن أكثر من ثلث التجارة العالمية تجري عبره.

من جانبها، تتدخل الولايات المتحدة لما فيه مصلحتها بحسب ما كتب المحللان السياسيان، جيمس دي باين وأليكس جند، لأن سيطرة الصين على هذا البحر تعني سيطرتها على المنطقة. ويمثل البحر شريانًا حيويًا لحلفاء واشنطن في المنطقة، فاليابان تعتمد عليه للحصول على 90% من نفطها و76% من غازها، وتزداد اعتمادية صادراتها إلى أوروبا على هذا الممر.

الأهمية العسكرية

بحسب ورقة تحليلية نشرتها وزارة الدفاع اليابانية، يشكل بحر الصين الجنوبي منطقة عازلة تفصل البر الصيني الجنوبي عن المحيط الهادي، لذا تمثل سيطرة الصين على المنطقة البحرية فرصة استراتيجية لخلق حاجز عسكري يقف سدًا منيعًا أمام أي تهديد عسكري في المستقبل، فمثلًا لا يمكن فرض حصار تجاري على الصين، إلا بعد السيطرة على بحر الصين الجنوبي.

وتوضح أن السيطرة الصينية على البحر ستمكن الصين من توسيع حضورها العسكري وإنشاء المزيد من القواعد العسكرية تتحدى عبرها خصومها، لا سيما الولايات المتحدة، وبالتعبية فإن حضورًا عسكريًا صينيًا بارزًا في المنطقة سيمنع أي خصم محتمل من الدخول إليها ويكبح أي نشاط عسكري ضدها في المستقبل، لتكون سيطرتها بمثابة ردع ضد جميع خصومها.

ربما يعجبك أيضا