دار الخرنفش.. تاريخ عتيق شاهد على صناعة كسوة الكعبة

رنا الجميعي
احتفالات المحمل في القاهرة

استمرت دار كسوة الكعبة في مصر، في صناعة كسوة الكعبة الشريفة على مدار قرنين من الزمان، فما قصة الدار التي نسجت كسوة أشهر المعالم الدينية؟

تقع دار كسوة الكعبة في حارة “خميس عدس” بشارع الخرنفش، أحد الأحياء العريقة بمنطقة مصر القديمة، وتأسس المبنى المخصص لصناعة كسوة الكعبة في عهد محمد علي، عام 1818، ولا زالت الدار موجودة حتى الآن، لكنها تحولت إلى مخزن تابع لوزارة الأوقاف المصرية.

دار كسوة الكعبة

صُنع داخل الدار الكسوة الداخلية والخارجية للكعبة، وضمت الدار 90 ماكينة و300 نول لغزل النسيج وورش المخارط الحديدية، بالإضافة إلى آلات عديدة لصناعة الحرير والقطن والأقمشة، ومن أهم الخيوط التي صنعت منها الكسوة، خيط عُرف باسم “المخيش”، وهو نوع من الخيوط الرقيقة التي تنسج من الفضة والذهب.

كانت مسؤولية تكلفة كسوة الكعبة تقع على مصر، وقبل إنشاء الدار بقرون عديدة خصص السلطان محمد بن قلاوون، أحد سلاطين دولة المماليك، وقفًا مصريًا للإنفاق على الكعبة.

الكعبة المشرفة في أوائل القرن العشرين

الكعبة المشرفة في أوائل القرن العشرين

مهمة مصرية

على مدار نحو قرنين من الزمان استمرت مصر في صناعة كسوة الكعبة الشريفة، لكنها حدثت بعض الانقطاعات، منها امتناع مصر عن إرسال الكسوة عام 1924، بسبب إنشاء السعودية لمصنع خاص بكسوة الكعبة بمكة المكرمة.

دار كسوة الكعبة المشرفة في شارع الخرنفش عادت مجددًا لصناعة الكسوة حتى عام 1962، بعدها توقفت مصر نهائيًا عن إرسال الكسوة،  في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وتولت السعودية مهمة صناعة كسوة الكعبة حتى الآن.

قاعة العرش

يوضح أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس، دكتور حسام الدين إسماعيل، لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن دار الكسوة في شارع الخرنفش انفرد على مدار سنوات طويلة بصناعة الكسوة الشريفة، قبلها كانت قاعة العرش، التي يحل مكانها الآن مسجد محمد علي بالقلعة، تصنع كسوة الكعبة، متابعًا:”كانت قاعة العرش  خاصة بالملك ناصر محمد بن قلاوون، واستعملها العثمانيون كمكان لصناعة كسوة الكعبة”.

وحملت احتفالات المحمل في مصر طابعًا شعبيًأ

حملت احتفالات المحمل في مصر طابعًا شعبيًا

آخر كسوة مصرية للكعبة

تابع: “بمرور الزمن توقفت صناعة الكسوة داخل قاعة العرش، بعدها استعمل محمد علي بيوت كثيرة كورش لصناعة الكسوة، حتى استقرت داخل دار الكسوة بشارع الخرنفش”، منوهًا بأن وزارة الأوقاف المصرية تحتفظ حتى الآن بآخر كسوة للكعبة صُنعت عام 1961، داخل إحدى الورش التابعة لها في منطقة طرة الواقعة بالعاصمة المصرية القاهرة.

وبين أن تحمل مسؤولية صناعة الكسوة لمصر يشير إلى مدى ثقل وضعها بين الدول العربية في ذلك الوقت، مكملًا: “يمثل الحرمين الشرفين سلطة روحية داخل المنطقة العربية، ومصر تولت صناعة كسوة الكعبة على مدار قرون عديدة، ومسؤولية الصرة الشريفة التي تتكون من مبالغ مالية وقمح وملابس، وكانت ترسل إلى السعودية وقت الحكم العثماني”.

ربما يعجبك أيضا