«داعش خراسان».. التنظيم الذي يستعد لمهاجمة الولايات المتحدة

آية سيد
«داعش خراسان».. تهديد جديد يواجه الولايات المتحدة

ينشر تنظيم داعش خراسان الفوضى في أفغانستان تحت حكم طالبان وأصبح تهديدًا لا ينبغي أن يستعين به أحد.


حذر تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية من أن التهديد المتنامي لتنظيم داعش خراسان، سيطال الولايات المتحدة.

وحسب مدير معهد جنوب آسيا بمركز ويلسون الأمريكي، مايكل كوجلمان، ينشر التنظيم الإرهابي الفوضى في أفغانستان تحت حكم حركة طالبان، وأصبح تهديدًا لا ينبغي أن يستهين به أحد.

تحذير أمريكي من 

في جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، قدم قائد القيادة الوسطى الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، تقييمًا مقلقًا لقدرات التنظيم الإرهابي الكائن في أفغانستان. وقال كوريلا إنه في غضون 6 أشهر، قد تستهدف الجماعة المصالح الأمريكية أو الغربية بالخارج.

وحسب مايكل كوجلمان، أظهر تنظيم داعش خراسان قدرة كبيرة على التكيف، لذلك لا ينبغي أن يستهين أحد بتحذير كوريلا.

«داعش خراسان».. تهديد جديد يواجه الولايات المتحدة

قائد القيادة الوسطى الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا

النشأة والتوسع

تأسس داعش خراسان في 2015 كجماعة منشقة عن طالبان باكستان، وهو واحد من 6 أفرع إقليمية لتنظيم داعش الإرهابي، وتقع معاقله في شمالي وشرقي أفغانستان، وتمتد إلى الحدود مع باكستان، وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية. وفي 2020، عيّنت قيادة تنظيم داعش ثناء الله غفاري زعيمًا لداعش خراسان.

ومنذ إنشاء التنظيم، شن داعش خراسان الكثير من الهجمات في أفغانستان، والقليل نسبيًّا خارج حدودها، وفق مايكل كوجلمان. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن عشرات الهجمات في باكستان، من ضمنها تفجير انتحاري في مسجد شيعي بمدينة بيشاور العام الماضي.

وفي إبريل ومايو الماضيين، أعلن داعش خراسان مسؤوليته عن هجمات صاروخية في أوزبكستان وطاجيكستان، على الرغم من أن حكومتي الدولتين نفتا وقوع هذه الهجمات.

ظروف مواتية

عند نشأة التنظيم منذ 8 سنوات، كانت أفغانستان موطنًا لعدة جماعات إرهابية وخاضعة لسيطرة حكومة تصارع من أجل مد سلطتها خارج الحدود. وعلى الرغم من هذه الظروف المواتية، واجه داعش خراسان بعض التحديات، حسب كوجلمان.

وتمثلت هذه التحديات في أن معظم الجهات الفاعلة العنيفة في أفغانستان، ومن ضمنها طالبان، كانت منحازة لتنظيم القاعدة، العدو اللدود لداعش. وكذلك كان الجيش الأفغاني، وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وطالبان، مستعدين لمحاربة داعش خراسان.

التغلب على التحديات

مع هذا، استطاع التنظيم أن يصبح الجماعة الإرهابية الأكثر وحشية في أفغانستان. ووفق تقييم مفصل للباحثة المختصة بالجماعة، أميرة جدعون، نفذ داعش خراسان 211 هجومًا في الفترة بين أغسطس 2015 ويوليو 2018، وأنشأ معاقل في ولايتي كنر وننكرهار.

ووفق كوجلمان، ازداد نشاط التنظيم بعد استيلاء طالبان على السلطة في 2021، وأعلن مسؤوليته عن 224 هجومًا في العام التالي. وشملت هذه الهجمات هجومًا على حشد خارج مطار كابول، ما أسفر عن مقتل 170 شخصًا من ضمنهم 13 جنديًّا أمريكيًّا، خلال الأيام الأخيرة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

«داعش خراسان».. تهديد جديد يواجه الولايات المتحدة

استهداف المدنيين

منذ سنواته الأولى، استهدف داعش خراسان المدنيين، خاصة أقلية الهزارة. ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، كثّف الهجمات على أهداف طالبان أفغانستان لتقويض قبضتها على السلطة، وواصل الاعتداء على المدنيين لإضعاف شرعية طالبان، وفق الكاتب الأمريكي.

وفي أعقاب الانسحاب الأمريكي، هرب الآلاف من إرهابيي داعش خراسان، من ضمنهم أكثر من 400 عميل أجنبي، من السجون. وحسب كوجلمان، يعني انهيار الجيش الأفغاني وخروج قوات الناتو، أن التنظيم لم يعد هدفًا للضربات الجوية، وهو ما عزز من قدرته.

واستفاد داعش خراسان أيضًا من الأزمة الإنسانية الطاحنة في أفغانستان، التي جعلت الكثيرين هدفًا للتجنيد. وظهرت تقارير عن أن عناصر سابقة في قوات الأمن الأفغاني تنضم إلى التنظيم.

اقرأ أيضًا: هل ينذر «داعش خراسان» بحقبة جهادية عالمية جديدة؟

التوسع خارج أفغانستان

أشار كوجلمان إلى أن الضرر الذي سببه داعش خراسان لا يزال داخل حدود أفغانستان حتى الآن. وكي يطور التنظيم قدرات أكبر عابرة للحدود، سيحتاج إلى دعم كبير من تنظيم داعش الرئيس، وتعميق العلاقات مع الأفراد والكيانات التي تمتلك قدرات على شن ضربات عابرة للحدود.

هذه الروابط التمكينية قد تشمل تدفقات جديدة للمقاتلين الأجانب من تنظيم داعش، أو حتى الجماعات الأخرى التي نفذت هجمات خارج المنطقة، حسب الكاتب الأمريكي.

وختامًا، قال كوجلمان إن تقييم كوريلا يذكّر بأن العالم لا يجب أن يتساهل مع التهديدات التي يفرضها تنظيم داعش، والجماعات التابعة له.

ربما يعجبك أيضا