داعش يحتضر في سيناء.. ومتخصصون: الإصدار المصور الأخير دليل ضعف

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

نشر تنظيم داعش في سيناء، منذ أيام، عبر حساباته ومنصاته على تطبيقات ومواقع التواصل، ألبوم صور لاشتباكات يزعم أنها جرت في رفح خلال الشهرين الماضيين، ويحاول التنظيم بين الفينة والأخرى، إثبات أن مقاتليه ما زلوا متواجدين على الأرض رغم الانتكاسات والهزائم التي تعرض لها، في الآونة الأخيرة بفعل ضربات الجيش والشرطة المصرية.

إصدار “داعش” المصور الأخير، يؤكد استمرار التنظيم الإرهابي في إتباع نفس “تكتيكات حروب العصابات” في المواجهات، إذ يتجنب “داعش” خلال الفترة الماضية الدخول في مواجهات مباشرة مع قوات الجيش المصري أو الشرطة ويلجأ فقط للحرب عن بعد بدلًا من المواجهة المباشرة مع قوات الجيش والشرطة؛ مقتصرًا على زرع العبوات والألغام واستخدام القناصات بعيدة المدى.

217787376 369519091185834 3685786455898273826 n

إثبات الحضور

ويقول الكاتب الصحفي بالأهرام والمتخصص في شؤون الإرهاب، هشام النجار، إن محاولات تنظيم داعش في سيناء الخروج بإصدارات مصورة أو لقطات فيديو تأتي في سياق الحرص على إثبات الحضور، وأن التنظيم لم يمت بفعل الضربات التي وجهت إليه وإن كان ضعيفًا لكن هناك رسائل في اتجاهات متعددة يريد التنظيم أن يبعث بها أهمها لامتدادات التنظيم النشطة حاليًا في إفريقيا وبعض تمركزاته القريبة في بعض الساحات العربية التي لا تزال تعاني من عدم استقرار سياسي وأمني مثل ليبيا والعراق وسوريا.

وأضاف هشام النجار -في تصريحات لـ”رؤية”- تنظيم “داعش” يتوخى لفت النظر إليه بهدف دعمه ماليًا وبشريًا ليقوى ساعده ويكون على مستوى ما يريده التنظيم لنفسه من تمدد وتوغل في إفريقيا بالنظر لأهمية سيناء جغرافيًا ورمزيًا؛ لهذا الهدف الكبير العام الذي يسعى تنظيم داعش الأم لتحقيقه في إفريقيا على سبيل التعويض عما خسره وفقده في العراق وسوريا.

214802011 369519107852499 6655042042833523791 n

قوة عسكرية وأمنية

وفي سياق متصل، أشاد الكاتب الصحفي صبرة القاسمي، بنجاحات القوات المسلحة المصرية وأجهزة الاستخبارات وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية في وأد أي تحرك لتنظيم “داعش”؛ مضيفا أن المطلع على التحركات على الساحة بنظرة محايدة يجد إحباط العديد من الخطط والتكتيكات الاستراتيجية للتنظيم، والقضاء على أي محاولة لإعادة إحياء التنظيم وبقدرة معلوماتية هائلة.

أيضًا هناك قطع طرق الإمداد والتموين عن العناصر الإرهابية ووقف الزحف الخطير تجاه هذا التنظيم، وقطع كل أذرعه في المحافظات المصرية المختلفة وأدى ذلك إلى انهيار وضعف التنظيم وقلة موارده المادية والأسلحة المستخدمة في العمليات الإرهابية ويتضح ذلك من العمليات الضعيفة التي يقوم بها التنظيم.

وقال صبرة القاسمي: تنظيم داعش وكما يتضح من الصور في الإصدار هناك عدد قليل من الجنود، وواضح قلة التسليح، مقتصرا على أسلحة آلية تقليدية وقاذفات الهاون، فيما كانوا يستمتعون سابقا بمضادات للطائرات والدبابات وأسلحة ثقيلة، كما أن التنظيم المتطرف يحاول جاهدًا تنفيذ عمليات ضعيفة لإثبات تواجده على الأرض مع ملاحظة أن فلوله تهرب دائمًا أمام المواجهة مع الجيش المصري وفي ذلك دلالة على نجاح عمليات الجيش ضد التنظيم وثبات وبطولة أفراد الجيش المصري في المواجهة مع التنظيم مما اضطر التنظيم للفرار من المواجهة واللجوء لزعم بطولات وهمية من عمليات إثبات الوجود.

تكتيكات مصرية قوية

ويرى الكاتب الصحفي مصطفى حجاج، أن مصر اليوم ومع الجمهورية الجديدة ليست بحال مصر منذ 7 سنوات مضت، فلا مكان للإرهاب وسط مسارات التنمية، والتي تحاصر كل بؤر الفساد والمفسدين، سواءً أشخاص أو جماعات أو حتى مكائد دولية، فمصر اليوم قوية، بعزيمة أبناءها المخلصين بكافة المكونات قوات مسلحة وشرطة ومدنيين، كل هذا يضعف من عزيمة أهل الشر، وما تقوم به داعش من نشر لصور لبعض الاشتباكات عبر الحدود المصرية كما يزعمون خلال الشهرين الماضيين ما هو إلا لملمة لأذيال الخيبة والفشل في السيطرة وتحقيق أضغاث أحلامهم الواهية بعد ما شهده المحيط الإقليمي بفعل وقوة وردع القيادة السياسية ومواقفها المؤثرة في أكثر من عمق استراتيجي وبعد أمني قومي لمصر على سبيل المثال ما تم في ليبيا ومن بعدها فلسطين والنجاح في فرض الهدنة والتحكم في أوراق اللعبة والعودة لقيادة المنطقة بكل قوة.

وأكد حجاج في تصريحات خاصة، أن تكتيكات القوات المسلحة وجهاز الشرطة المصرية، أصبحت على مستوى عال من الدقة، والجاهزية، والتطور الذاتي لمواكبة كافة الإجراءات التي تتم ونوعية الإعمال التي تتبناها جماعات الإرهاب والتطرف، ولن تتأثر مطلقًا بتكتيكات هؤلاء المجرمين بتبنيهم فكرة حرب العصابات والقنص وغيرها من الأمور التي يواجهها المصريون ببسالة ويقظة عالية ودقة في الأداء، ما يترتب عليه إحباط وتشتت بين أفراد هذه التنظيمات المسلحة المارقة.

وأدت نجاحات الدولة المصرية والضربات الاستباقية إلى تحول وجهة التنظيم لدول أخرى خلاف مصر في محاولة لترتيب صفوفه بعيدًا عن المواجهة الشرسة التي يتلقاها في مصر.

ربما يعجبك أيضا