دبي نموذجًا.. هكذا يمكن للمدن قيادة جهود مكافحة التغير المناخي

كيف برهنت دبي على دور المدن في قيادة جهود مكافحة التغير المناخي؟

محمد النحاس

يمكن أن يكون للمدن والبلديات في جميع أنحاء العالم دور بارز في الإسهام في مكافحة التغير المناخي


تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر المناخ “كوب 28“، الذي يعد فرصة مهمة لتحقيق تقدم ملموس على صعيد التغير المناخي. 

ويمكن أن يكون للمدن دور رئيس في التحول الأخضر، وبحسب ما ذكر مقال نشرته مجلة “ذا ناشونال”، لأول مرة في تاريخ المؤتمر سيكون لرؤساء البلديات والمحافظين دورًا رسميًا في الإجراءات المُرتقبة.

دبي نُموذجًا يُحتذى به

يعكس هذا التغيير وعيًا متزايدًا بين القادة المحليين والدوليين بأهمية الدور الحاسم الذي تلعبه المدن في خفض الانبعاثات الضارة، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخي، وتعد دبي مثالًا رائدًا على كليهما.. فكيف ذلك؟ 

كوب 28

حسب المقال، بالنظر إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، شهدت دولة الإمارات ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، تجاوز في بعض الأحيان 50 درجة مئوية، فإن احتمال استمرار الحرارة العالية في دبي يعني أنه يتعين عليها أن تصبح رائدة في مجال الابتكار في مجال تغير المناخ، وقد أصبحت دبي اليوم بمثابة “مختبر بحجم مدينة”، يعمل على تهيئة الظروف التي لا تمكن البشر من مجرد القدرة على العيش فحسب، بل والازدهار أيضًا. 

مبادرات متنوعة

أصبح مركز دبي التجاري العالمي نموذجًا لكيفية الجمع بين التدابير المختلفة المتعلقة بالمناخ والقدرة على مواكبة التغيرات المناخية، بدايةً من الألواح الشمسية الشاملة إلى خفض استهلاك الطاقة، وليس انتهاءًا بكيفية إدارة النفايات.

وتدير دبي أيضًا مبادرات للحفاظ على البيئة والاستدامة عبر نظامها البيئي السياحي، وقد زادت من كفاءة استخدام المياه وطوّرت بدائل للطاقة النظيفة من خلال استراتيجيتها للحد من الكربون، وفقًا للمقال. 

نتائج ملموسة

في عام 2021 وحده، خفضت المدينة انبعاثات الكربون بأكثر من 20 في المائة، مما منع ملايين الأطنان من الكربون من تلويث الغلاف الجوي.

كما حددت دبي أهدافًا لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 50 % بحلول عام 2030، والوصول إلى نقطة صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، فيما ستعمل المدينة أيضًا على خفض الانبعاثات في مجالات الطاقة والمياه والنقل البري والتصنيع وقطاع النفايات لتحقيق أهدافها.

تحديث الأهداف وتطوير الاستراتيجيات

بينما خطت دبي خطوات كبيرة، سرعت الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات العربية المتحدة من وتيرة طموحاتها، ففي يوليو الماضي، رفعت أهدافها الوطنية للانبعاثات، وتخطط للحد من انبعاثات الكربون بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2030. وفي الأشهر المقبلة، ستحدث الإمارات خطة عملها المناخية بناءً على الاستراتيجيات والأفكار التي ستظهر في مؤتمر Cop28.

تعد دبي أيضًا موطنًا لشركة طيران الإمارات، أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط، والتي تتخذ أيضًا إجراءات لتكون أكثر استدامة، وقد أجرت طيران الإمارات مؤخرًا أول رحلة تجريبية لطائرة “إيرباص A380 “تعمل بوقود الطيران المستدام بنسبة 100%. ويجري استكشاف الوقود المستدام والطيران الكهربائي والطيران الذي يعمل بالهيدروجين في دبي والإمارات كمسارات لإزالة الكربون من الطيران.

الطاقة الشمسية

لتحقيق الجولة التالية من الأهداف المناخية، بدأت دبي بالفعل في تنويع مصادر الطاقة لديها، مثل الاتجاه بخطوات راسخة تجاه الطاقة الشمسية، في هذا الصدد ينصح المقال، رواد كوب 28 من جميع أنحاء العالم بزيارة مركز الابتكار، مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وهو أحد أكبر مجمعات الطاقة الشمسية في العالم.

وفي يونيو من هذا العام، أطلق المجمع مرحلته الخامسة، مع خطط لإضافة 2.2 مليون لوحة كهروضوئية إضافية، ستنتج ما يصل إلى 900 ميجاوات من الطاقة، لكن ليس ذلك سوى مجرد البداية، فبمجرد اكتماله، من المتوقع أن يزيل المرفق أكثر من 6 ملايين طن من انبعاثات الكربون كل عام، وفقًا للمقال. 

وقد مكن هذا التوسع في مجال الطاقة الشمسية من ابتكارات أخرى في مجال الطاقة أيضًا، على سبيل المثال، أبرمت دبي شراكة مع شركة “سيمنز” للطاقة لبناء أول مصنع للهيدروجين في الشرق الأوسط يعمل بالطاقة المتجددة، وهو تطور من المحتمل أن يكون له ما بعده في قطاع الطاقة العالمي، ويأمل المسؤولون في الإمارات أن تنتج الدولة الخليجية في نهاية المطاف ما يكفي من الهيدروجين الأخضر لتصديره إلى دول أخرى.

ربما يعجبك أيضا