دراسة: الخفافيش تقدم مفتاح علاج “كورونا”

أسماء حمدي

رؤية

نيويورك – لطالما فتنت الخفافيش العلماء بسبب قدرتها على تحمل الفيروسات، وفي أحدث دراسات حولها، كشف عدد من العلماء أن الخفافيش تقدم أدلة مهمة لعلاج “كوفيد-19”.

ويعتقد أن فيروس كورونا الجديد نشأ في الخفافيش ثم قفز إلى البشر عبر نوع وسيط، وربما كان آكل النمل الحرشفي، الذي يحظى بالتقدير في الصين لمقاييسه المستخدمة في الطب الصيني وكذلك لحومه، بحسب “روسيا اليوم”.

وبالإضافة إلى SARS-CoV-2، تم تحديد الخفافيش أيضا كمستودع طبيعي للفيروسات القاتلة الأخرى، مثل الإيبولا وداء الكلب، وفقا للعلماء في جامعة روتشستر.

وأوضح العلماء في جامعة روتشستر في بيان: “على الرغم من أن البشر يعانون من أعراض ضارة عند إصابتهم بمسببات الأمراض هذه، فإن الخفافيش قادرة على تحمل الفيروسات بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أنها تعيش لفترة أطول بكثير من الثدييات البرية ذات الحجم المماثل”.

وفي مقال مراجعة نشر في مجلة Cell Metabolism، يفحص العلماء سبب عدم تأثر الخفافيش بفيروسات مثل SARS-CoV-2، من خلال دراسة عمرهم غير المعتاد. ويقول الفريق: “بشكل عام، يرتبط عمر الأنواع بكتلة جسمها، وكلما كان النوع أصغر حجما، كان عمره أقصر والعكس صحيح. ومع ذلك، فإن العديد من أنواع الخفافيش لها عمر يتراوح بين 30 و40 عاما، وهو أمر مثير للإعجاب لحجمها”.

وجاء البحث عندما كان أساتذة الأحياء بجامعة روتشستر، الزوجان فيرا غوربونوفا وأندريه سيلوانوف، في سنغافورة في مارس الماضي قبل حظر السفر المرتبط بـ”كوفيد-19″.

وبعد أن دخلت سنغافورة في الحظر، أجرى الأساتذة العزل الصحي في منزل زميلهم بريان كينيدي، مدير مركز الشيخوخة الصحية في جامعة سنغافورة الوطنية. وشارك كينيدي في تأليف الورقة مع غوربونوفا وسيلوانوف أثناء الحجر الصحي.

وتقول غوربونوفا: “مع كوفيد-19، قد تكون الاستجابة الالتهابية هي التي تقتل المريض، أكثر من الفيروس نفسه. ويعمل جهاز المناعة البشري على هذا النحو: بمجرد العدوى، تطلق أجسادنا إنذارا ونصاب بالحمى والالتهاب. والهدف من ذلك هو قتل الفيروس ومحاربة العدوى، ولكن يمكن أن يكون أيضا رد فعل ضار لأن أجسامنا تبالغ في رد الفعل على التهديد”.

لكن الخفافيش، طوروا “آليات محددة تقلل من التكاثر الفيروسي وتثبيط الاستجابة المناعية للفيروس”، وأوضح الفريق أنه نتيجة لذلك، تتحكم أجهزة المناعة لدى الخفافيش في الفيروسات ولكنها لا تحمل “استجابة التهابية قوية”.

وقال العلماء: “الخفافيش هي الثدييات الوحيدة القادرة على الطيران، والتي تتطلب أن تتكيف مع الزيادات السريعة في درجة حرارة الجسم، والطفرات المفاجئة في التمثيل الغذائي، والضرر الجزيئي. وقد تساعد هذه التعديلات أيضا في مقاومة الأمراض.”

وبالإضافة إلى ذلك، تعيش الخفافيش معا في مستعمرات كبيرة وكثيفة حيث يمكن بسهولة نقل مسببات الأمراض والفيروسات. وقال سيلوانوف في البيان: “الخفافيش تتعرض باستمرار للفيروسات. إنها تطير دائما وتعيد شيئا جديدا إلى الكهف أو العش، وتنقل الفيروس لأنها تعيش في مكان قريب جدا من بعضها البعض”.

ربما يعجبك أيضا