دراسة: الريف يمنح الطيور ألوانًا أكثر زهوًا

بسام عباس
طائر

أوضح علماء البيئة أن النظام الغذائي لطيور المدينة هو السبب وراء ريشها الباهت.


كشف باحثون سويديون في علوم البيئة عن أن “ألوان ريش طيور المدن بدرجاتها المختلفة أكثر شحوبًا، مقارنة بنظيراتها التي تعيش في المناطق الريفية”.

وأشارت الدراسة التي أجريت على طائر القرقف الكبير المنتشر في جميع أنحاء أوروبا إلى أن “النظام الغذائي لطيور المدينة هو السبب وراء كونها أقل زهوًا وبهرجة”.

تأثير تلوث المدن

أوضح موقع Study Finds، في تقرير نشره اليوم الجمعة 15 سبتمبر 2023، أن الدراسة السويدية قالت إن “الطيور التي استوطنت في البيئات الحضرية، تأثرت سلبًا بعوامل التلوث في المدن، ما أدى في كثير من الأحيان إلى تغييرات في سلوكها ومظهرها”.

اقرأ أيضًا: دراسة: الطيور تضع بيضها قبل الأوان بسبب تغير المناخ

ونقل عن مؤلفة الدراسة وباحثة علم الأحياء في جامعة لوند في السويد، هانا واتسون، قولها: “استخدمنا عينات من الريش لطيور القرقف الكبيرة في مدن وغابات من جميع أنحاء أوروبا، وكشفت جميع العينات المختلفة عن أن ألوان الطيور في المناطق الحضرية أصبحت شاحبة”.

تغير النظام الغذائي

أوضحت الدراسة، التي نشرتها مجلة Journal of Animal Ecology، أن “اللون الأصفر الزاهي الذي يظهر في ريش القرقف الكبير يأتي من الكاروتينات، التي تأتي من الحشرات التي تتغذى عليها الطيور، والتي بدورها تحصل على هذه العناصر الغذائية من النباتات التي تستهلكها”.

اقرأ أيضًا: دراسة: السناجب تعيش أطول في مناطق لندن المورقة

وأفادت بأن الكاروتينات هي مضادات الأكسدة الأساسية التي تدافع عن الجسم ضد آثار التلوث الضارة، وعندما لا تتمكن طيور القرقف الكبيرة المقيمة في المدينة من الحصول على ما يكفي من الكاروتينات من نظامها الغذائي، يصبح لون ريشها باهتًا، ما يشير إلى تراجع الدفاع ضد المشكلات الصحية المرتبطة بالتلوث.

Great tits on a branch

تطوير سياسات صديقة للبيئة

قالت الباحثة هانا واتسون: “كشفت نتائج الدراسة عن أن طيور المدينة لا تحصل على النظام الغذائي الصحيح، ما يساعدنا على فهم كيفية إنشاء بيئات حضرية أكثر فائدة للتنوع البيولوجي، فزراعة المزيد من الأشجار والنباتات المحلية في الحدائق والمتنزهات، يمنح الطيور الصغيرة نظامًا غذائيًّا صحيًّا من الحشرات والعناكب لنفسها ولصغارها”.

واكتشف الفريق أن تأثير الحياة الحضرية على الطيور ليس ثابتًا في جميع أنحاء أوروبا، ففي لشبونة بالبرتغال، كان ريش الطيور التي تعيش في الغابات أكثر زهوًا من التي تعيش في المدينة، أما في مالمو السويدية، فكان الفرق في بهرجة الريش بين طيور المدينة والغابة أقل وضوحًا.

ودعت واتسون إلى إجراء مزيد من الأبحاث والدراسات لفهم سبب وجود بيئات مناسبة للطيور في بعض المدن أكثر من غيرها، ما يمكن أن يساعد المخططين الحضريين على تطوير سياسات صديقة للتنوع البيولوجي، وتحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعيشون في المدن.

ربما يعجبك أيضا